الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منع «الهاوية المالية»... بيد أوباما

31 ديسمبر 2012 21:15
جيل راسل تشادوك واشنطن يمثل الاجتماع الذي أجري مع قادة الكونجرس في البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي، «لحظة لينكولنية» لأوباما بعد أن أوشك الوقت اللازم للتوصل لصفقة مناسبة من أجل تجنب الهاوية المالية المنتظرة في يناير على النفاد. هذا ليس رأيي، وإنما رأي كثير من السيناتورات الجمهوريين الذين حضروا الجلسة المشار إليها، والذين يقولون إنه بالنظر إلى الجمود الذي يواجه الكونجرس في الوقت الراهن، فإن العبء يقع حالياً على أوباما كي يقدم على تقديم خطة قادرة على تقليص العجز الكبير في الميزانية مع الحصول على دعم الجمهوريين في الكونجرس على ذلك في الآن ذاته. ومن الذين يتبنون هذا الرأي السيناتور «روي بلانت»(وهو جمهوري من ميسوري)، حيث يقول مشيراً إلى عبارة جاءت في الفيلم الذي يجب أن يشاهده جميع المقربين من دوائر صنع القرار في واشنطن، وهو فيلم «لينكولن» الذي يخلد ذكرى الرئيس الأميركي التاريخي إبراهام لينكولن وجهوده التي مثلت لحظات فارقة في التاريخ الأميركي والذي سيتم عرضه قريباً في دور السينما: «لإنجاز الأشياء الصعبة لابد للرئيس من أن يقود» وأضاف بلانت: «أعتقد أن كل عضو من أعضاء مجلس الشيوخ قد شاهد هذا الفيلم في عرض خاص بالفعل وأدرك أنه كي يتم إنجاز أو تحقيق شيء ما فإن الرئيس نفسه يجب أن يقرر أنه يريد لهذا الشيء أن يتحقق». وقد استغرق جهد لنكولن لتمرير تعديل على الدستور يلغي فيه العبودية في أميركا، أربعة أشهر، في حين لم يكن متبقياً أمام أوباما سوى أربعة أيام (حين ينعقد الاجتماع المشار إليه) كي يجد طريقة، يتجنب بها الهاوية المالية المتمثلة في ضرورة توفير 600 مليار دولار للميزانية في صورة زيادات في الضرائب واستقطاعات من الإنفاق قبل الأول من يناير. ويعتبر الاجتماع الذي عقد في الساعة الثالثة من مساء يوم الجمعة الماضي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، هو المناسبة الأولى التي يجتمع فيها الرئيس وجهاً لوجه مع قادة الكونجرس لمناقشة موضوع الهاوية المالية، وذلك منذ آخر مرة التقى بهم فيها حول هذا الموضوع في منتصف نوفمبر الماضي. ومع المأزق الذي يواجهه الكونجرس بشأن هذه المسألة، والفوضى الضاربة أطنابها في صفوف الكتلة الجمهورية في مجلس النواب، ليس من الواضح ما إذا كان البيت الأبيض لديه القدرة والإرادة لتولي زمام المسؤولية بشأن هذا الموضوع. ويشار إلى أن أوباما يتقدم استطلاعات الرأي بشأن معركة الهاوية المالية في الوقت الراهن... فاستطلاع الرأي الذي أجراه معهد «جالوب» للأبحاث، وأُعلنت نتائجه هذا الأسبوع، يشير إلى أن 54 في المئة من الأميركيين يوافقون على الطريقة التي يعالج بها الرئيس موضوع الهاوية المالية ويدير بها المفاوضات التي تجري بشأنه مع الجمهوريين مقارنة بـ 26 في المئة يدعمون موقف القادة الجمهوريين حيال هذه المسألة. وفي حين كان معظم الأميركيين في استطلاعات سابقة يثقون بأن الكونجرس سوف يتمكن من حل أزمة الهاوية المالية قبل حلول شهر يناير، فإن مستوى هذه الثقة انخفض إلى 50 في المئة فحسب في الوقت الراهن. ويقول «ستان كولندر»، عضو الكونجرس العتيد، وخبير تحليل الميزانيات في مؤسسة «كورفيس للاتصالات»، في معرض تفسيره للملاحظات التي أدلى بها السيناتور بلانت: «ملاحظات بلانت تكشف مدى التعقيد الذي ينطوي عليه الوضع. فالجمهوريون من جانبهم لا يريدون أن يتحملوا اللوم لتأخيرهم أي شيء ويريدون بدلا من ذلك أن يُلقى باللوم على البيت الأبيض في ذلك». ويواصـل كولنـدر: «الملاحـظ أن الرئيـس لا يريد المساهمة في إنقاذ الجمهوريين الذين لا تزيد نسب تأييد حزبهم عن 20 في المئة، على الرغم من أن نسبة تأييده تتجاوز 50 في المئة». ويشير «كولندر» إلى ضعف الاتصالات التي جرت بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن موضوع الهاوية المالية، على الرغم من الأهمية البالغة للموضوع، حيث يقول: «قبل المحادثة الهاتفية التي تلقيناها من الرئيس يوم الأربعاء الماضي، لم يكن لدى الجمهوريين، كما يؤكد السيناتور ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي) أي اتصال من جانب الديمقراطيين بشأن هذا الموضوع منذ فترة طويلة، وتحديداً منذ يوم الشكر». ثم يضيف قائلا: «لم يرن هاتفي لفترة طويلة، لكن ها نحن نسارع للاجتماع ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في حين لم يبق شيء تقريباً على بداية العام الجديد». ومع عدم وجود عروض للحل من جانب الجمهوريين، أو من جانب الديمقراطيين في كابيتول هيل، كما يؤكد العديد من المحللين المتخصصين في شؤون الكونجرس، فإن الأمر يتوقف في الوقت الراهن على أوباما نفسه كي يقوم بذلك، على الرغم من أنه ليس لديه سوى حافز ضئيل لتحمل عبء فشل زعماء الكونجرس أنفسهم في الاضطلاع به. حول هذه النقطة يقول «روس بيكر »، أستاذ العلوم السياسية في جامعة رتجيرز في نيوبرانسويك -نيوجيرسي: «سوف يتم في نهاية المطاف تجنب الهاوية المالية لأنه في مصلحة كافة الأطراف من الناحية السياسية أن يتم ذلك، وهو الأمر الذي سوف تساعد عليه قوة موقف الرئيس في الوقت الراهن». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©