عمان تقيم مهرجاناً يوثق أطباقها الشعبية ويروجها دولياَ

يقف طهاة عمانيون في أكبر محفل عماني سنوي وهو “مهرجان المأكولات العمانية” في حديقة القرم الطبيعية التي تحتضن مهرجان مسقط 2011، حيث برز الطهاة العمانيون من الشباب ببدلاتهم التي يعرف بها شيف المطابخ مشمرين عن سواعدهم عما صنعته أيديهم للذواقة، والمشهد في هذا المحفل مختلف إذ أن أيد عمانية تصنع ألمأكولات التقليدية الشهيرة إلى جانب المأكولات الغربية. طهاة عمانيون قدموا أمام مراجل الأطعمة والبوفيهات أطيافا عدة مثلت طلبة كلية عمان للسياحة والفنادق، وهواة ومشاركين ومحبي الطبخ من الفتيان والفتيات العمانيات. كل ذلك في إطار مهرجان أقيم مؤخرا تحت عنوان “المأكولات العمانية” بهدف جذب السياحة وتكريس الأطباق التقليدية والحفاظ عليها من الاندثار في مواجهة العولمة الغذائية. منظومة السياحة قالت سناء بنت خميس “شاركت في مهرجان المأكولات العمانية لأنني أهوى الطبخ وأقضي ساعات عدة وأنهمك في إتقان مختلف المأكولات وجئت أعرض مهاراتي أمام حضور المهرجان ومحبي الأطعمة ومتذوقي الوجبات العربية والأجنبية والعمانية”. وقال فيصل سعيد “فضلت المشاركة لأقوم بتقديم كل إمكانياتي في هذا المهرجان واستطاعت أن تنال أطباقي إعجاب مرتادي المحفل”. وحول هذا المهرجان الكبير، قال سيف الرشيدي، مدير عام الإعلام والعلاقات العامة ببلدية مسقط رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان مسقط، إن مهرجان المأكولات العمانية إحدى أهم الفعاليات التي يتضمنها مهرجان مسقط بهدف التعريف بالمطبخ والمأكولات العمانية والترويج لها نظرا لأهميتها في منظومة السياحة بشكل عام. وأوضح أن كلية عمان للسياحة هي شريك رئيسي في هذا الحدث والتي عملت على إبراز جهودها في التعريف بالمأكولات العمانية ومهارات الطلبة في هذا المجال، إضافة إلى مجموعة من الفنادق المرموقة التي ستساهم في تقديم المأكولات العالمية. من جانبه، أوضح مالك الهنائي، مشرف مهرجان المأكولات العمانية، أن المشاركة الكبيرة التي شهدها المهرجان من قبل الطهاة وطلبة كلية عمان للسياحة والجمعية العمانية للطهاة تهدف إلى تحقيق وتوثيق قائمة طعام عالمية المستوى تظهر جاذبية وتكوينات مختلف المأكولات العمانية والعالمية. وقال إنه تم تصميم ساحة المطاعم على نمط الهندسة المعمارية العمانية التقليدية حيث يتم الترحيب بالزوار في بيئة تقليدية للاستمتاع بالمأكولات العمانية والتعرف على العادات والتقاليد، مشيرا إلى أنه تم اختيار قائمة الطعام بعناية فائقة لتحتوي مأكولات شائعة عبر التاريخ وتعطي أبعادا دولية حقيقية. تلبية الرغبات تتسع ساحة المطاعم العمانية في المهرجان لحوالي 80 شخصا ويقوم طهاة عمانيون بخدمة الزبائن حيث يتم تقديم قائمة طعام مكونة من 9 أطباق يوميا وتكون متوفرة طوال فترة المهرجان. وقال الهنائي إنه تم تقسيم ساحة المهرجان لعدة مناطق خصصت واحدة منها لتناول الطعام وأخرى أخذ الوجبات للخارج، إضافة إلى ستة مطابخ دولية تابعة لفنادق خمسة نجوم ومقهى المجلس وهي كلها مخصصة لتلبية رغبات الزوار وتوفير فرصة لاستكشاف أفضل أصناف المأكولات التقليدية والدولية، وسيتم نقل البث على تلفزيون سلطنة عمان. ومن ضمن المأكولات العالمية التي تتوفر في المهرجان المأكولات المغربية والإيرانية والفرنسية والمكسيكية والإيطالية والهندية. وتحدث الدكتور محمد الحبسي، مساعد العميد بكلية عمان للسياحة، عن أن هذه المشاركة تتيح فرصة جيدة للطلبة لإبراز مهاراتهم في إعداد وتجهيز الأطعمة، وتسويق قدراتهم من أجل إيجاد فرص عمل في المستقبل، إضافة إلى الاحتكاك بالطهاة المتميزين واكتساب الخبرات. وقال إن الكلية تهتم كثيرا بمسؤوليتها تجاه المجتمع ومشاركتها في هذا الحدث دليل على ذلك من خلال المساهمة بالنهوض والتعريف بالمأكولات العمانية وجعلها ضمن القائمة العالمية، مضيفا أن الكلية تسعى كي تكون جزء مهما ضمن مهرجان مسقط. وأوضح أن الطلبة المشاركين قاموا بإعداد بوفيه يومي إلى جانب مساندة المدربين خلال فترة الطهي. وأوضحت آمنة الحمدانية، عضوة في الجمعية العمانية للطهاة وجمعية “شين دو روتيسور” العمانية أن الجمعيتين قامتا في اليوم الأخير من المهرجان بدعوة الطهاة المحترفين والهواة العاملين في السلطنة للمشاركة في مسابقة عمل قالب حلوى من ثلاث طبقات تعبر عن نكهات عمان. خطط تعليمية تأتي مشاركة الكلية في هذا الحدث كونه يدخل في صميم استراتيجيتها وخطتها التعليمية والتدريبية للكوادر العمانية، حيث تهدف من هذه المشاركة إلى إيجاد تواصل فعال مع فئات المجتمع وترسيخ مفاهيم الاهتمام بالمأكولات العمانية والتراث الشعبي في جانب الوجبات العمانية، والمساهمة في المحافظة عليها عبر الأجيال، كما تقوم الكلية في هذا الجانب بفتح المجال أمام الطلبة في ممارسة صناعة السياحة والضيافة على أرض الواقع كجانب تدريب يرسخ المفاهيم العامة في الصناعة السياحة، إلى جانب تعزيز وجود المطبخ العماني والضيافة العمانية ضمن خريطة وفعاليات مهرجان مسقط، هو محاولة لتعزيز الجهود المبذولة للرقي بالضيافة العمانية وما تتطلبه أيضا من استخدام للمنتج العماني كلما توفر إلى جانب المساهمة في نشر الفكر والثقافة المتعلقة بالضيافة والعمل ضمن مجالاتها. و?يأتي اختيار كلية عمان للسياحة باعتبارها واحدة من المؤسسات التدريبية المتخصصة في مجالات الضيافة والسياحة بالسلطنة. الكلية بدورها أيضا ارتأت أن يكون تنفيذ المهرجان كاملا بأيادي عمانية سواء من خلال إشراكها لعدد من مدربي ومدربات الطهي والضيافة العالميين المهرة الموجودين بالكلية وإثرائها لتجربة طلبتها وطالباتها المتخصصين في مجالات الطهي والضيافة. كذلك ارتأت الكلية الاستفادة من الخبرات العمانية الموجودة بالصناعة.