الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجو جيتسو المدرسي.. قاطرة الانطلاق وشرارة التـــوهج

الجو جيتسو المدرسي.. قاطرة الانطلاق وشرارة التـــوهج
11 ابريل 2017 20:57
أبوظبي (الاتحاد) لينجح أي مشروع ويصل لمرحلة التميز، لا بد أن يقف على قدمين ثابتتين، بجانب الرؤية العميقة المتمثلة في الفكرة والخطة الاستراتيجية، وآليات التطبيق التي تتحمل عبء تحويل تلك الرؤية إلى واقع ملموس، وفقاً للمعدلات الزمنية المطلوبة وبشروط الجودة المستهدفة. وفي مشروع الجو جيتسو بالإمارات، توافرت كل عناصر النجاح، فالرؤية والفكرة صادرتان من قائد حكيم تمتد نظرته إلى الآفاق، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والخطة الاستراتيجية والآليات تولى أمرها رجال يعشقون التميز، ويبحثون عن الصدارة في كل الدروب، هم منظومة العمل المكونة من اتحاد الجوجيتسو وشركائه في المؤسسات الحكومية والخاصة. وفي الحلقة الثانية من تحقيقنا، سوف نستعرض مجموعة من القرارات والآليات التنفيذية التي ترجمت الفكرة إلى بنيان، والأمل إلى نجاح، والخطط إلى أبطال وأرقام وكفاءات وأرض بكر للإبداع.. ويبدأ الحديث عن برنامج الجو جيتسو المدرسي، بانطلاقه في عام 2008 من أبوظبي بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكانت بدايته بتطبيق هذا البرنامج التعليمي لتلك اللعبة في 14 مدرسة من مدارس العاصمة، وظل يتوسع كالقاطرة التي تجر عرباتها حتى وصل اليوم إلى 128 مدرسة في مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول إلى الثاني عشر. برنامج «الجو جيتسو المدرسي» تم توفير المدربين الخبراء له من اتحاد اللعبة وشركة بالمز الرياضية، لتعليم الطلاب تلك الرياضة تحت شعار «المساهمة في بناء جيل قوي»، وتفاعل معه مديرو المدارس والطلاب والأسر والعائلات بشكل كبير، لتتضاعف أعداد المواهب عاماً بعد عام، وتتفتح زهور جديدة لحظة بعد أخرى، حتى وصل عدد ممارسي رياضة الجو جيتسو في المدارس إلى 52 ألف لاعب ولاعبة في مختلف الفئات. يقول الدكتور علي النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، إن رياضة الجو جيتسو، وبموجب الدراسات العلمية، تؤثر بالإيجاب على الطلاب، صحياً وبدنياً وذهنياً واجتماعياً، لأن العقل السليم في الجسم السليم، وإن انتشار وتوسع المشروع في مدارس أبوظبي، أكبر دليل على نتائجه المميزة، مشيراً إلى أن عدد الطالبات من بنات أبوظبي اللائي يمارسن الجو جيتسو تجاوز الـ 20 ألف طالبة هذا العام رغم أنها لعبة اختيارية. وأضاف النعيمي: «التحديات كانت كبيرة عندما انطلق المشروع، لأن منظومة العمل التي تولت تطبيقه لم يكن أمامها سوى خيار النجاح والتميز، للوصول لأعلى درجات الجودة، ولذا تحمل مجلس أبوظبي للتعليم المسؤولية مع اتحاد اللعبة، وتضافرت الجهود بآليات بسيطة وسهلة، للوصول إلى هذه النتائج، رغم أن المشروع لا يرتبط فقط بالطالب، فهناك قرار الأسرة، ومن خلاله تم النفاذ إلى أولياء الأمور في الأسرة ليؤمنوا به، ويدعموا أبناءهم في ممارسة تلك الرياضة المرتبطة بالكثير من القيم، مما ساهم في ظهور حالة إيجابية، تصب في تغيير ثقافة المجتمع تجاه أهمية الرياضة». وفي السياق نفسه، يقول محمد سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، إن ما وصل إليه برنامج الجو جيتسو المدرسي من نتائج فاق التوقعات، والإقبال الكبير من الطلبة وأولياء الأمور تحقق لسببين لا ثالث لهما، هما حب الجميع لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد راعي هذا المشروع وداعمه الأول، ورغبتهم جميعاً في أن يكونوا جزءاً من مشروع سموه في بناء الأجيال الجديدة، وثقتهم في جدية وانضباط اتحاد الجوجيتسو. واستعرض الظاهري تطور أرقام المدارس عاماً بعد عام، والتي دخلت تحت مظلة برنامج الجوجيتسو المدرسي، مشيراً إلى أن عدد المدارس التي طبقت هذا المشروع في 2008 كان 14 مدرسة، بإجمالي 12 ألف طالب وطالبة، وأن هذا العدد قفز إلى 42 مدرسة في عام 2009 بإجمالي 20 ألف طالب وطالبة، ثم توقف عند الرقم نفسه من المدارس في العام التالي 2010، لكنه شهد زيادة في عدد ممارسي اللعبة بالمدارس نفسها ليبلغ 22 ألف طالب وطالبة. وقال الظاهري: «في عام 2011 زاد عدد المدارس إلى 47 مدرسة، وعدد الممارسين للعبة إلى 26 ألف لاعب ولاعبة، وفي عام 2012 قفز عدد المدارس إلى 60 مدرسة، وعدد الممارسين إلى 28 ألفاً، وفي 2013 وصل عدد المدارس إلى 75 مدرسة والممارسين 32 ألف طالب وطالبة، وفي 2014 بلغ عدد المدارس 100 مدرسة و42 ألف ممارس، ويتواصل الصعود في عامي 2015 و2016 حتى يبلغ 128 مدرسة، و52 ألف طالب وطالبة». أقدم المدربين يتحدث أوليفييرا: حلم لا أريد الاستيقاظ منه أبوظبي (الاتحاد) قال البرازيلي أوليفييرا جونيور، أقدم مدرب جو جيتسو في الإمارات، والذي عاصر برنامج الجو جيتسو المدرسي من بدايته كفكرة حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن، إنه وهو يتابع تطور اللعبة في الإمارات، يشعر وكأنه يعيش حلماً جميلاً لا يريد الاستيقاظ منه، مشيراً إلى أنه موجود في أبوظبي منذ عام 2007، وعاصر بدايات الفكرة لنشر اللعبة في المدارس والمؤسسات المختلفة، مثل الجيش والشرطة، وإنه ساهم في وضع برامج التدريبات للطلبة في المدارس وللعاملين في المؤسسات، وإن الأيام مرت بسرعة عليه وكأن الأعوام العشر عام واحد، إلا أنه اعترف بأن أفضل مشروع شارك فيه بحياته الطويلة مع الجو جيتسو هو مشروع أبوظبي لتطوير اللعبة في المدارس والمؤسسات. وأضاف أوليفييرا: نركز في برامج التدريب المدرسية على أساسيات اللعبة والجزء المهم فيها أن تكون الرياضة أسلوب حياة بالنسبة للطالب، وأن نقنع الطالب بأنه يستطيع أن يكون بطلاً عالمياً، وفي بعض الأحيان نحرص على أن يقوم أبطال الإمارات العالميين مثل فيصل الكتبي ويحيى الحمادي بزيارات إلى المدارس ومراكز التكوين والتدريب للطلبة، حتى نوجد لديهم الحافز بأن يتميزوا في تلك الرياضة، وأستطيع القول بأن التجاوب من الطلبة في المدارس وتطور مستواهم أبهرني، في السنوات العشر التي قضيتها في أبوظبي بين المدارس والمؤسسات أصبح لدينا أبطال في الأحزمة المختلفة، ومن كان في بدايات طريقه منذ 5 أعوام أصبح بطلاً للعالم في الناشئين الآن بالحزام الأزرق، وغداً سيكون بطلاً للعالم للبالغين. ويقول أوليفييرا: أنا على ثقة كاملة بأن مشروع الجو جيتسو في الإمارات هو الأفضل في العالم، وهو الرقم الصعب في العالم، وأن 5 سنوات فقط كفيلة بأن تضع أبطال الإمارات على كل منصات التتويج في كل الفئات، لأنه يسير بمنهج علمي مدروس، ويتم تطويره بشكل مستمر بأعلى درجة من الكفاءة، وأنا لا أتخيل نفسي أبداً بعيداً عن هذا المشروع الذي أعتز وأفخر بأن أكون جزءاً منه، لأنني متعايش معه 24 ساعة يومياً بين أفكاري في وضع البرامج، ومتابعة تطبيقها مع الأجيال، وقراءة مشهد المستقبل مع الصغار الذين أصبحوا مواهب عالمية، ومتابعة تدريبات المراحل المختلفة للتعرف إلى آخر المستجدات، الخلاصة أنا مستمتع في عملي وفخور بالنجاح. درب 700 لاعب فريتاس: «الإماراتي» يملك شخصية البطل أبوظبي (الاتحاد) قال المدرب البرازيلي مارسيللو فريتاس الذي درب أكثر من 700 لاعب في أبوظبي والعين، وأمضى 9 سنوات مع مشروع الجو جيتسو في الإمارات، إن المهمة كانت صعبة بالنسبة له عندما حضر إلى أبوظبي للعمل في المدارس، مؤكداً أن مكمن الصعوبة في أنه لم يكن يعرف الكثير عن المجتمع الإماراتي ولا عاداته ولا تقاليده، وكذلك أسلوب تفكير الطلاب في المدارس، مشيراً إلى أنه مع مرور الوقت بدأ يتعرف إلى عناصر القوة في شخصية الشاب الإماراتي، وكيف يمكن أن يكون مؤثراً في تكوينه، وأنه وجد دعماً كبيراً من اتحاد الجو جيتسو في مسيرته، ومن شركة بالمز الرياضية التي وفرت له كل عناصر النجاح. وأضاف فريتاس: «دربت أكثر من 700 لاعب في المدارس والأندية والمؤسسات المختلفة، ولي أكثر من 10 لاعبين في المنتخبات الوطنية، منهم من يحصد الذهب والفضة على المستويات العالمية، وأنا أفخر بذلك، وأقول بمنتهى القوة إن اللاعب الإماراتي يملك إرادة قوية للفوز والتميز، وإنه حينما يحب شيئاً يضحي من أجله، وإن أكثر ما أعجبني في اللاعب الإماراتي هو عشقه التحدي، ورغبته في إبراز شخصيته، وقوة إرادته، وأنا أقول إن شخصية اللاعب الإماراتي في أي رياضة تؤهله أن يكون بطلاً فيها بشرط أن يقتنع بما يفعل، ويحب ما اقتنع به». وتابع: «بالنسبة لي عملت في مدارس بالبرازيل فترات طويلة، وتواصلت مع أنماط كثيرة من الشخصيات للطلبة، لكني وجدت نمطاً غريباً هنا في أبوظبي، وجدت لاعباً متطوراً راغباً في تحسين مستواه يوماً بعد يوم، ووجدت دعماً من المسؤولين والحكومة لا يوجد في أي مكان آخر بالعالم، ووجدت حرصاً على الصعود والتطور من الجميع، أنا أشعر بسعادة بالغة للعمل في هذه البيئة المميزة، وأتوقع أن يصل مشروع أبوظبي للجو جيتسو إلى القمة في وقت قريب، لأنه الأفضل في العالم». وأضاف: «التقييم الشامل والدوري، واحد من أهم عناصر تميز ونجاح برنامج الجو جيتسو المدرسي، لأن التقييم والمراجعة يعطيانك فرصاً للوقوف على الواقع وتحسينه، ويبعثان برسائل جادة إلى كل المنتمين لهذا المشروع بأنه لا مجال إلا للنجاح والتطور». تجدر الإشارة إلى أن أبرز اللاعبين الذين دربهم فريتاس هم خليفة السويدي، وطلال عبدالله، وهزاع سعيد، وعلي طه، ومنصور وطحنون حارب، وكلهم من أصحاب الإنجازات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©