الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتي يحصل على تخصص نادر في العالم

إماراتي يحصل على تخصص نادر في العالم
4 مارس 2011 21:14
سيكون الطالب الحالي، أول خريج إماراتي إن لم نقل خليجيا أو عربيا في شهر مايو القادم، منهياً دراسته في تخصص جديد ونادر من نوعه، تم افتتاحه حديثاً في جامعة “بن ستيت” الأميركية، ويجمع بين الهندسة والطاقة مع الأعمال والتمويل “Energy Business and Finance bachelor”، في خلطة علمية من المؤكد أن خريج هذا التخصص سيكون له شأن، هذا بالإضافة لكونه أصغر لاعب أساسي في فريق الرياضة الشراعية لدولة الإمارات وأحد أبطالها، كما تم اعتماده كمدرب في فترات الملتقى الصيفي الخاص بالرياضة الشراعية، وشارك في العديد من المعسكرات العربية والدولية في مصر وماليزيا وبريطانيا وقطر والكويت والبحرين. يَعتبر الطالب المبتعث محمد العبيدلي والده عبدالله الذي يشغل منصب أمين عام اتحاد الامارات لرياضة اليخوت الشراعية والتجديف، مثله الأعلى فهو من ساهم في صقل شخصيته، وعن ذلك يقول: “إن والدي عبد الله العبيدلي مثلي الأعلى، لقد شجعني على الدراسة خارج الدولة، لما لديه من خبرة وبعد نظر في الحياة، وخاصة أنه من خريجي المملكة المتحدة، ويدرك تماماً الفائدة التي سيجنيها الطالب من الاغتراب والدراسة، من حيث صقل شخصية المرء وتعلمه دروسا لا تنسى في كيفية الاعتماد على النفس وتذوق لذة النجاح بعيداً عن سهولة الحياة ومساعدة الأهل”. وقرر العبيدلي السفر لتحصيل العلم فور ظهور نتائج الثانوية، ليسافر بعدها إلى الولايات المتحدة “ بعد حصولي على الثانوية العامة تم ابتعاثي من قبل مكتب البعثات الخاص بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، وتم اختيار جامعة “بن ستيت” عن طريق المكتب الذي ينتقي أفضل الجامعات على مستوى العالم، وانتسبت لتخصص هندسة الكمبيوتر، وبعد فترة تم افتتاح تخصص جديد ونادر، يجمع العلم بدراسات الطاقة والهندسة مع إدارة الإعمال والتمويل، وضمن المعطيات الحالية في ثورة علم الطاقة المتجددة، وجدت أن هذا التخصص سيخدم بلدي في العديد من الاتجاهات والقطاعات، مما دعاني لتغيير تخصصي الى هذا القسم، خاصة أن جامعة “بن ستيت” هي المكان الوحيد في العالم الذي يقوم بتدريس هذا التخصص”. حماس الشباب وعن الصعوبات والمشاعر التي تواجه الطالب المبتعث إن كانت قبل السفر أو بعده، فإن العبيدلي يصنفها لعدة فئات، تتجاوز الشعور الشخصي فقط، باعتباره أكبر اخوته مما يوجبه بتحمل المسؤولية كي يكون قدوة لهم، يقول : “أنا البكر في الأسرة، وهذا يشكل عبئاً كبيراً، ويستوجب أن أكون قدوة حسنة لهم، في التحفيز على التفوق وخاصة أن الوالد يتمتع بسيرة مهنية ناجحة ومتفوقة في خدمة الدولة ضمن مجاله، مما خلق لدي عزيمة لا تلين وإرادة قوية في انتهاج مسيرة لا تقل عن والدي، فلا مكان لليأس والفشل، شعور نحمله معنا وهذا بحد ذاته يثقل كاهلي”، ومع تشابك الأحاسيس لدى العبيدلي إلا ان حماس الشباب للسفر والتحصيل العلمي تغلب على أية مشاعر أخرى، ومع ذلك هناك بعض الخواطر والأحاسيس التي تنتاب الطالب في الخارج بعيداً عن ارض الوطن وصحبة الأهل :”عندما لاترى عائلتك وتكون بعيداً عنهم لسنوات عديدة، وسمتك الغياب عن اكثر الأيام فرحاً واحتفالا وبهجة مثل يوم الاتحاد الوطني، والأعياد الدينية، لتشاهد هذه المظاهر على اليوتيوب أو من خلال الأخبار، فإني اعتبر ذلك من أكثر الصعوبات التي تواجهني، وتواجه أي مغترب”. وينصح الطالب العبيدلي بالتقرب من الله تعالى من خلال الصلاة وقراءة القرآن الكريم، لأنه خير صديق لأي انسـان يشعر بالضيق والكرب، كما يذكر بالصحبة الطيبة، حيث تتوطد أواصــر الصداقة في الغربة فيما بين الطلاب ليسـهم ذلك في تخفيف الشعور بالوحـدة والحزن الذي قد يكـتنف أي طالب. لم يجد العبيدلي صعوبة في متابعة دراسته الجامعية باللغة الانجليزية، مع أنها تجربة جديدة، لكن دراسته في المدارس الأجنبية سهلت عليه التأقلم والاختلاط بالثقافات الأخرى، وساهم ذلك في الاعتياد على الوضع بسهولة أكثر، خاصة وأنه اعتاد السفر لوحده منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، فقد انتسب لإحدى المدارس في لندن ضمن دورات صيفية لدراسة اللغة، ورافق الوفد الإداري لمنتخب الرياضة الشراعية الاماراتي في اكثر من بطولة. الغربة صقل للإنسان ورغم كل الأحاسيس والمشاعر والمواقف التي تعرض لها، فإن العبيدلي يثمن هذه المرحلة الزمنية من حياة الإنسان لأنه يعتبرها أساسية ومهمة في رسم شخصية الرجل الذي سيكون رصيد بلاده في تطورها وتقدمها، ويؤكد على “الضرورة في عدم التهاون والوقوع فريسة الضعف بالانصياع لمشاعر سيسيطر عليها الانسان بمجرد التفكير بما سيحمله المستقبل، وخاصة أن الشباب هم مستقبل البلاد وثروتها متمثلاً بكلام الأب الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله ويسكنه فسيح جنانه عندما قال : “الشباب هو الثروة الحقيقية.. وهو درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين”، كان يقصدنا بذلك، وعلينا ان لا نخذل من وثق فينا وائتمننا على هذه الأمة والوطن، لنرفع اسم بلدنا عالياً، يضيف العبيدلي. الاعتماد على النفس لا يرى الطالب العبيدلي أن هناك مجالا للمقارنة بين أسلوب حياته في الامارات المليئة بأساليب ومقومات الرفاهية ومكان دراسته، حيث يكنس ويجلي ويغسل معتمداً على نفسه، ويقول ضاحكاً : “سكنت في اول سنة داخل سكن الطلاب، وبما أنه ليس خمس نجوم، فقد تعلمت الاعتماد على النفس، كنت أغسل وأجلي وأكنس، الفرق كبير بين حياتي كطالب وبين حياتي ابناً مدللاً مع اهلي، أنا في أبوظبي أعيش ملكا ولكن هنا مجرد طالب يغسل ويجلي”. وعن فرق الأجواء المناخية يقول : “ من خلال مشاركاتي اعتدت حياة الإبحار المرافقة لارتفاع درجة الحرارة في الصيف، وهذا ما تأقلمت معه، ويجلعني أنفر من البرد، ولكن هنا الجو قارس وتصل احياناً درجة الحرارة الى 9 درجات مئوية ولك ان تتخيل الفرق في ذلك”. الدين تعامل كعربي ومسلم، واجه العبيدلي بعض المواقف العنصرية، مع بعض الأشخاص، ولكن اعتبرهم غير مثقفين وغير متعلمين، ومواقفهم تعبر عنهم فقط، ومن جانب آخر فقد تعرف على الكثير من الثقافات والأصحاب يقول : “أود إخبارك أنني عند سكني في المدينة الجامعية، كان معي واحد عربي مسلم فقط من لبنان، وتعرفت فيما بعد على العديد من الأجانب وكونت معهم صداقات عديدة، وعزيزة على قلبي، كانت مجموعتنا محط أنظار واعجاب الجميع، كنا حوالي الإثني عشر شخصاً، تضم مسلمين ومسيحيين ويهودا وبوذيين وهندوسا، ومن ذوي البشرة البيضاء والسمراء والسوداء والصفراء، بالرغم من ذلك فقد كان هنالك تآلف إنساني فيما بيننا، حنى أن غير المسلمين كانوا يؤخرون موعد العشاء في رمضان احتراماً لصيامنا، ولازالت صداقتنا وطيدة لغاية الآن”. أنشطة طلابية ينخرط محمد في العديد من الأنشطة الطلابية، فهو يسافر في رحلات جماعية جميلة للتعرف على باقي المناطق، مع الأصدقاء، مما يعزز التآلف والتقارب فيما بين الطلاب، ولكنه نادراً ما يمارس هوايته الاساسية في الرياضة الشراعية، نظراً لظروفه الدراسية، كما أني العب كرة القدم، وأمارس هوايتي في الرماية في بعض الأوقات، واستمتع بالسباحة عندما تكون الأجواء ملائمة لذلك يقول العبيدلي. ويقضي الطالب الشاب العبيدلي الأعياد والمناسبات الدينية مع الأصدقاء، حيث يقوم البعض منهم بتنظيم لقاءات جماعية من مختلف الجاليات العربية والاسلامية، وكل جالية تقدم أطباقا من المأكولات التقليدية الخاصة بها، ويتخلل هذا التجمع برامج ترفيهية من الفلكلور لكل جالية. دراسة ومشروع خاص ووعد يبلغ عدد الطلاب الإماراتيين في المدينة التي يدرس بها حوالي 75 طالباً، ويتواصلون فيما بينهم، وازدادت أواصر التواصل مؤخراً من خلال منظمة “اتحاد طلبة الإمارات” في جامعة “بن ستيت” والذي يشغل العبيدلي فيها منصب نائب الرئيس، كما يتم التواصل مع طلبة آخرين في مدن وولايات اخرى، يقول : “هناك العديد من الطلبة الإماراتيين في بوسطن وواشنطن العاصمة الذي يقومون بزيارتنا، وخاصة في الأعياد والمناسبات الوطنية، ونحن نشجع ذلك لما فيه زيادة من روابط الأخوة والصداقة”. ويطمح العبيدلي إلى متابعة دراسته الحصول على الماجستير ومن ثم العودة لخدمة الوطن بعد تخرجه، كما أنه يخطط لتأسيس مشروع خاص به، وأكد العبيدلي أنه وحال عودته للبلاد سيواصل مسيرته في الرياضة الشراعية وممارسة هوايته في ركوب الأمواج بعد عودته مسلحاً بالشهادة الأندر في العالم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©