الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الملك» يخرج من «غرفة الإنعاش» في المحطة الأخيرة

«الملك» يخرج من «غرفة الإنعاش» في المحطة الأخيرة
26 يونيو 2009 23:22
قبل أن تدور عجلة دوري المحترفين في نسخته الأولى رفع الشرقاوية شعار التحدي معربين عن تفاؤلهم بعودة (الملك) إلى الواجهة بعد سنوات من الانتظار، لكن الرياح أتت بعكس ما يشتهي أبناء القلعة البيضاء وتغيرت (بوصلة) الفريق متجهة نحو القدر المحتوم الذي ينتظر الفريق أي معركة الهبوط التي أوقعته مع جاره الشعباوي في الجولات الحاسمة. والغريب في الأمر أن الإدارة الشرقاوية وضعت خطة طموح للوصول باللاعبين إلى أعلى درجة من الجاهزية الفنية والبدنية بهدف خوض تحديات الدوري والمسابقات الأخرى وأقامت معسكراً خارجياً في منطقة مونتانا السويسرية لمدة ثلاثة أسابيع لكنها اصطدمت بواقع أليم لدرجة أن فريقها لا يكاد ينام على هزيمة حتى يصحو على أخرى وخاصة في الدور الثاني مما سبب إحباطاً شديداً لكل محبيه. ويمكن القول إن الشارقة قدم أسوأ موسم له حتى الآن وباعتراف بعض الإداريين واللاعبين البارزين. وإذا فتشنا عن السبب نرى أن هناك عدة عوامل ساهمت في تدهور حالة الفريق، في مقدمتها غياب الصف الثاني وعدم وجود البديل الجاهز القادر على دعم الفريق لكي يواصل مشواره بنفس القوة والحماس إلى جانب سلبية المحترفين الأجانب وعدم تقديم أي دعم أو عون للاعبين المواطنين حيث كانوا (عالة) على الفريق باستثناء بعض اللمحات التي قدمها البرازيلي جان كارلوس في الأسابيع الأربعة الأخيرة ومساهمته في بعض الأهداف المهمة التي أنقذت (الملك) من شبح الهبوط. وهناك عامل ثالث يتعلق بتغيير الأجهزة الفنية وتعاقب ثلاثة مدربين على تدريب الفريق خلال موسم واحد، وهم التونسي يوسف الزواوي والبرتغالي توني أوليفيرا والعراقي عبدالوهاب عبدالقادر، ولكل مدرب فلسفته وطريقته الخاصة ومن الطبيعي أن يتأثر اللاعبون بهذه المتغيرات وأن ينعكس ذلك على النتائج، فالزواوي نجح في تحقيق 14 نقطة قبل أن يسلم الفريق للبرتغالي أوليفيرا والذي حقق الفريق في عهده أسوأ النتائج وتعرض لهزائم متتالية وكانت المحصلة النهائية أربع نقاط فقط. واعتقد الجميع أن الملك الشرقاوي أفلت من معركة الهبوط بوصوله إلى النقطة (18) لكن الموقف تأزم بعد ذلك خاصة بعدما ضاق الفارق بينه وبين الشعب إلى خمس نقاط ومع الخليج إلى سبع نقاط واضطرت الإدارة إلى الاستغناء عن خدمات المدرب أوليفيرا وإجراء تغيير شامل في الجهازين الفني والإداري لإعادة الأمور إلى نصابها حيث تولت لجنة الإنقاذ التي شكلها الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس الإدارة بتولي مهمة الإشراف على الفريق والتعاقد مع المدرب عبدالوهاب عبدالقادر لمدة ثلاثة أسابيع فقط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واصطدم عبدالوهاب بعد 48 ساعة من بداية «مهمته الصعبة» بحاجز «الفرسان» وخسر بأربعة أهداف مقابل هدف وكان عليه أن يواجه في المحطة التالية الخليج في مباراة مصيرية استطاع خلالها الشارقة أن يخرج من «عنق الزجاجة» في أعقاب فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدف وهي المباراة التي أكدت هبوط الخليج رسمياً إلى الدرجة الأولى لتنحصر معركة الهبوط بعد ذلك بين الجارين الشرقاوي والشعباوي، ونجح الأخير في حسم ديربي الشارقة لصالحه في الجولة قبل الأخيرة ليضيق الفارق بين الجارين إلى ثلاث نقاط وتتحول أوراق المقعد الثاني المؤدي إلى الدرجة الأولى إلى الجولة الأخيرة. وكان الشارقة مطالباً بالتعادل على الأقل بصرف النظر عن نتيجة مباراة الشعب مع العين لأن الخسارة مقابل فوز الشعب تعني الاحتكام إلى مباراة فاصلة ولذلك وضع الشرقاوية كل ثقلهم في مباراتهم المصيرية مع الظفرة وحققوا التعادل الثمين الذي كان أشبه بالفوز ليحتفظ (الملك) بموقعه بين فرسان دوري «المحترفين» وليخرج «الملك» من غرفة الإنعاش في المحطة الأخيرة. وإذا كانت تغييرات الأجهزة الفنية بصفة عامة قد ألحقت ضرراً بالفريق إلا أن الخطوة الجريئة التي أقدم عليها الشيخ أحمد آل ثاني والمتمثلة في إجراء عملية جراحية عاجلة لإنقاذ الفريق كانت في محلها لأنها أخرجت الملك الشرقاوي من «غرفة الإنعاش» وساعدته على استعادة عافيته وتحقيق مراده في الأمتار الأخيرة التي كانت صعبة جداً على عشاق «الملك». والملفت أن مشوار (الملك) في الدوري جاء مغايراً لما كان متوقعاً ومنتظراً وبخلاف ما خططت له الإدارة والمدرب التونسي يوسف الزواوي والذي كان قد عاد لقيادة الفريق بعد غياب ثلاثة مواسم أشرف خلالها على تدريب الشعب والأفريقي التونسي والأهلي. وكان هدف الزواوي وضع الفريق بين الخمسة الأوائل أو على الأقل الاحتفاظ بالمركز الرابع الذي تحقق في الموسم الماضي، ولذلك اختار سويسرا مكاناً لمعسكره الخارجي وخاض ثلاث مباريات، اثنتين منها مع فريق إف سي جنيف، تعادل في الأولى 2/2 وفاز في الثانية 3/1 وتعادل مع فريق نيون 2/2 واطمأن الزواوي على أداء لاعبيه والهدافين حيث سجل البرازيلي أندرسون وسعيد الكاس ونواف مبارك والمهاجم النيجيري زيتو والذي كان تحت التجربة أهداف الشارقة. عبدالوهاب: الشارقة بحاجة إلى أجانب «سوبر» للصمود في الدوري أكد عبدالوهاب عبدالقادر أن «مهمته السريعة» مع الملك الشرقاوي لم تساعده على تحقيق كل ما يريد لافتاً إلى أنه قاد الفريق في أربع مباريات في غاية الأهمية والصعوبة بداية بالأهلي المنطلق بقوة نحو اللقب. وأضاف أن موافقته على هذه المهمة جاءت انطلاقاً من حرصه على تاريخ (الملك) وعلاقته القوية بالأسرة الشرقاوية، مشيراً إلى أن أي مدرب آخر كان سيعتذر عن هذه «المغامرة» لأن الظروف نفسها لا تساعده على العمل بالشكل المطلوب. وأكد عبدالوهاب أن الفارق واضح بين فرق المقدمة الثلاثة وبقية الفرق قائلاً إن الأهلي والجزيرة والعين لديها إمكانيات فنية ومادية عالية وتملك نخبة من أفضل اللاعبين المواطنين والأجانب فيما يبقى الوضع مختلفاً في الشارقة الذي لا يتمتع بهذه المزايا على أساس أن لديه أجانب دون المستوى المطلوب وغير مؤهلين للعب في دوري المحترفين والأمر ينطبق أيضاً على محترفي الرديف لافتاً إلى أن الخمسة الأجانب بحاجة إلى تغيير، وأكد عبدالوهاب أن اللاعب جان كارلوس معروف بنشاطه وقد ظهر في المباريات الأخيرة لكن مشكلته أنه يفتقد للفكر التكتيكي. وأضاف أن الشارقة تخلى عن بعض اللاعبين البارزين مثل سعيد الكاس الذي انتقل لنادي الوصل وطارق أحمد المعروض للبيع وطلال الظهير الأيسر. وقال عبدالوهاب إن الفريق خسر هؤلاء ولم يكن هناك البديل، وأنه عمل في حدود الإمكانيات المتوافرة وضغط على اللاعبين في بعض التدريبات وكان هناك تجاوب تام منهم مما ساعده على تحقيق الأهداف التي وضعها في بداية مهمته. وحسب رأي عبدالوهاب فإن الشارقة يحتاج الى دعم كبير فهو الفريق الوحيد الذي يمثل إمارة الشارقة في دوري المحترفين وعلى المسؤولين رصد مبالغ كبيرة له للوقوف على أقدامه ودعمه بخمسة لاعبين مواطنين بالإضافة إلى ثلاثة محترفين أجانب على درجة عالية من الكفاءة والإمكانيات الفنية. وقال عبدالوهاب: من الصعب أن ينافس الفريق في الموسم القادم حتى لو استقدم مثل هؤلاء اللاعبين لكنه يتوقع أن يكون في وضع أفضل أى بين فرق الوسط مثل الشباب والنصر والوصل. وأشاد عبدالوهاب بتعاون إدارة النادي، وخص بالذكر الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني رئيس المجلس وعيسى مير وإبراهيم صالح، والإداري بدر أحمد وقدامى اللاعبين وبشكل خاص سالم حديد وعلي ثاني والجهاز الإداري السابق المكون من عبدالعزيز محمد وأحمد مبارك مؤكداً أن هذا التعاون خلق جواً مريحاً للعمل رغم الفترة الزمنية الضيقة التي تولى خلالها المهمة
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©