«العين برادايس» حديقة تفوح بشذى الإقحوان

إمتاع البصر وتغذيته برؤية المناظر الطبيعية الخلابة يدخل البهجة والسرور إلى النفس ويزيح عنها هموم الحياة وأعباؤها، فزيارة الحدائق الغناء واستنشاق أجمل الروائح والعطور التي تطلقها زهورها برقة وعفوية يشرحان قلب الإنسان ويزيلان التوتر من أعصابه. ولأن لكل حديقة ميزتها وسحرها الذي يتوقف عليه إقبال الناس وشد الرحال من أقصى بقاع الأرض لرؤيتها والتقاط ألبومات الصور لها فإن حديقة «العين برادايس» في منطقة زاخر بمدينة العين واحدة من أجمل وأندر حدائق العالم باحتوائها على أكبر عدد من سلال الزهور العامودية المعلقة والتي بلغ عددها 2965 سلة معلقة لتكسر بذلك الرقم الذي دخلت به العام الماضي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية والذي بلغ حينها 2800 سلة معلقة من مختلف أنواع الزهور وأشكالها الممتدة على مساحة 21 ألف متر. سمة جديدة باتت تمتلكها مدينة الواحات بتسجيل هذه الحديقة في موسوعة جينيس التي لا يدخلها إلا ما فاق الخيال، حيث جاء مشروع تطوير هذه الحديقة وتوسعتها بحسب المهندس عبد الناصر رحال مدير عام الشركة المتعهدة لخدمات تنسيق الحدائق ببلدية العين منسجماً مع استراتيجية حكومة أبوظبي التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة والتميز بمنجزاتها بكافة المجالات ولاسيما في قطاع الحدائق والزراعات التجميلية والرغبة في تلبية متطلبات الزائرين ووضع بصمة وإنجاز جديد لمدينتنا مدينة الخضرة والجمال. ويتحدث رحال عن المساحات الجديدة والإضافات التي شارك في تنفيذها 300 مهندس وفني وعامل من مختلف التخصصات والمهن ويقول :«تنقسم الإضافات الجديدة إلى 4 مناطق الأولى منها صممت بشكل خلاب وإبداعي وبأسلوب يسمى عالمياً بـ «حديقة الحياة» وهو على شكل زهره يتوسطها هرم من الزهور بارتفاع 7 أمتار وبقاعدة طول ضلعها 5 أمتار وقد تم تنفيذ شبكات ري أفقية وعمودية بأعلى المواصفات وابتكار تصميم للري العمودي هو الأول على مستوى العالم، والمنطقة الثانية هي منطقة الجلوس حيث تم الاعتماد في التصميم على استخدام أحواض الأشجار والمدرجات كمقاعد للزائرين بالإضافة للمسطحات الخضراء، وأضيف المسرح في المنطقة الثالثة بشكل يتماشى مع تصميم الحديقة ولا يتعارض معها لكونه جزءاً لا يتجزأ من جمالية المكان ويتسع لـ 500 زائر ويمكن استخدامه كمنطقة جلوس أيضاً في حال عدم وجود فعاليات مما يعني أنه ستقام على هذا المسرح أنشطة وفعاليات في مختلف المناسبات والاحتفالات الوطنية وغيرها كما صممت الأرضيات من أحجار ديكورية تتخذ شكل الأسماك تتموج وتتداخل ألوانها الثلاثة بدقة وانسجام بالإضافة إلى زراعة المسطحات أسفل سلال الزهور العامودية بمليون زهرة مختلفة ليتسنى استبدالها وتغييرها بين الحين والآخر على مدار العام». ويضيف رحال أن المنطقة الرابعة التي تم تطويرها هي منطقة بحيرة الزهور حيث تم تزويدها بكميات هائلة من الزهور المختلفة والمتناسقة ليتسنى للزائرين التمتع في تلك المنطقة والتي يندر وجودها إلا في أماكن معينة ويوجد في وسط هذه المنطقة مكان مخصص لأخذ الصور التذكارية من قلب المكان. ولأن القلوب هي منبع ومصنع العواطف والمشاعر تمت إضافة 3 قلوب ضخمة يبلغ ارتفاعها 4 أمتار وعرضها 5 أمتار زينت بالورود والعشب الأخضر لتعانق بحبها وعبيرها كل من دخل فيها بالإضافة إلى أنه تتخللها سفينة تحمل صورة صاحب السمو رئيس الدولة وعلم دولة الإمارات كإشارة لمكانة رئيس الدولة في قلوب أبناء شعبه وقيادته لسفينة الوطن الى كل تقدم ورخاء بين دول العالم. الأقحوان العطري تمت زراعة نوعيات جديدة من الزهور للمرة الأولى في الدولة وأثبتت نجاحاً فائقاً ليتسنى للزوار التمتع بها والتعرف عليها مثل الاقحوان والكنا المقزمة والقرنفل المهجن والفربينا المتسلقة والسرفينيا والجيرانيوم بألوان عديدة وروائح عطرية تنثر عبقها في أرجاء الحديقة خاصة في فترة ما بعد العصر فمن يدخل الحديقة يمتع ناظريه بجمالها ويعطر أنفاسه برائحتها الذكية ويمشي في أرجائها مندهشاً مبهوراً وكأنه يعيش في حلم جميل لا يريد الاستيقاظ منه وجنة لا يريد أن يغادرها فهنيئا لمدينة العين بهذه الحديقة التي يستحق جمالها وتصميماتها أن تسجل في موسوعة جينيس عشرات الأرقام القياسية.