الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخاطر القنوات الدينية والسبيل لعلاجها

9 مارس 2014 23:49
يشكو كثيرون، من دول وأفراد وهيئات، من الفوضى الهائلة التي تستبيح الفضاء العربي، وتجعله عرضة لكل أشكال الاستغلال، التجاري والديني والطائفي، بعد أن أسهمت إلى حد كبير في إشعال فتن وتفكيك بعض الكيانات. واللافت أن كل الإجراءات الزجرية التي اتخذت ضد القنوات المتهمة بهذا الدور لم تأت نتائجها، ويبدو أن الآفة التي ابتلي بها فضاؤنا آخذة في النمو أكثر فأكثر. ويقدّم «التقرير السنوي حول »البث الفضائي العربي« عن عام 2012 -2013 والصادر مؤخراً، أرقاماً وإحصاءات ستكون مفيدة جداً، لو أحسنا قراءتها وتحليلها. هذا التقرير، الصادر عن اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية، يُحصي القنوات ويصنّفها، ويقف عند ظاهرة تكاثر القنوات الفضائية وانعكاساتها، فقد ازداد عددها حالياً إلى 1320 قناة. فيما بلغ عدد الهيئات العربية للبث نحو 776 منها عدد قليل يمثل الهيئات والحكومات العربية، و750 هيئة في القطاع الخاص. وهكذا تتوزع القنوات بين 168 قناة عمومية و1152 قناة خاصة متعددة اللغات ومتنوعة التخصص. وإلى جانب النمو العددي، سجل القطاع الخاص توسعاً في المساحة الجغرافية للبث باستعمال سواتل جديدة بحيث يصل إلى جميع جهات المعمورة. ومن اللافت، أن القنوات الدينية الخاصة شهدت خلال العامين المنصرمين زيادة قياسية بلغت 52 قناة، إذ ارتفعت من 83 قناة إلى 135 قناة، كذلك زادت القنوات الخاصة الربحية 53 قناة، مرتفعة من 157 إلى 210. وخلافاً للقنوات الخاصة الربحية التي تعكس رغبة بالكسب المالي، لا تدر القنوات الدينية أرباحاً تذكر. ويعتبر التقرير نفسه أن هناك جهات دعوية، على مذهبي السنة والشيعة، وتبشيرية ومارونية وقبطية وبابوية وأرثوذكسية تخفي دعمها لهذه القنوات العقائدية. ويؤكد التقرير أن هذا الدعم، غير المنظور، زاد بعد الثورات العربية، ويستفيض بشرح مخاطر هذه الظاهرة على جميع المستويات، طالما أن هذه القنوات تنطوي على توجهات فئوية أكثر مما تعكسه من مفاهيم الأديان السماوية الإنسانية. قد لا نختلف كثيرا مع التقرير الرسمي بشأن هذه المخاطر. إلا أن الإجراءات القمعية التي اتخذتها بعض الدول ضد بعض هذه القنوات (منها إغلاق عشرين قناة في دولة واحدة خلال عامين) أثبتت أنها غير مجدية، ما يعني أن العلاج يكمن في نهج آخر، ويتطلب إخراج القائمين على تمويل هذه القنوات وعلى برامجها والدعاة والمُفتين العاملين فيها إلى النور، وإخضاع الجميع لتقييم فكري وأخلاقي، وربما تخصيص مهرجان أو مسابقة لجميع هؤلاء عن أكثر البرامج الدينية تسامحاً، أو إقناعاً، أو أكثر الدعاة تقشفاً وتقوى ومحبة. وسيتبين سريعاً أن الغوص في مصادر التمويل وتحليلها سيكون كافياً لكشف حقيقة القائمين على هذه القنوات ونواياهم لدرجة تحدّ تلقائياً من مخاطرها. ويبقى السؤال المهم: متى تبدأ مثل هذه الإجراءات؟ ولماذا تتأخر؟ barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©