الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناد فلكي يتيح رؤية ظواهر السماء لطلاب المدارس

ناد فلكي يتيح رؤية ظواهر السماء لطلاب المدارس
4 مارس 2011 20:32
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ، لم يبنى ملك على جهل وإقلال.. بيت شعري خالد سَطّره الشاعر العراقي معروف الرصافي منذ ما يقرب من مائة عام، وهو ما وعته بلدان شتى فاهتمت بالعلوم والمعارف، مدعومة بالإمكانات المادية، ما يسر لها سبل الظهور عالياً بين الأمم الراقية. هكذا فعل أبناء نادي مدرسة النهضة الفلكي، في إطار الاهتمام العام الذي توليه دولة الإمارات بالعلم والتعليم، وهو ما ينعكس على ترسيخ قيمة العلم والبحث العلمي في نفوس النشء خلال أهم مراحلهم العمرية، والتي يتم فيها تشكيل وجدانهم المعرفي والفكري، مرحلة التعليم الأولى. من داخل المدرسة التقينا بعضاً من هؤلاء الطلبة أعضاء النادي الفلكي بها وحدثونا عن تجربتهم مع عالم النجوم والأفلاك الرحب، وما استفادوه من مباشرة هذا العالم ذي الآفاق الواسعة. حماس للفكرة أحمد محمد البادي (12 سنة) قال إنه انضم للنادي منذ تأسيسه مطلع العام الدراسي الحالي، وقبل ظهور النادي إلى النور، تم الإعلان عنه داخل المدرسة، فتحمس لفكرته، وسارع للالتحاق به، رغبة منه في الإطلاع على عالم النجوم والكواكب ومعرفة ما يجري في السماء، ورؤية الكسوف والخسوف وغيرهما من الأمور التي قرأ عنها، وأتاح النادي فرصة معرفتها عن قرب. وأوضح أنه أصبح يقضي أوقات العطلات والإجازات في ممارسة أنشطة مفيدة ومسلية في ذات الوقت، كما أن ذلك ساعد على تفوقه الدراسي لارتباط هذه النشاطات بمادة الجغرافيا، وهي من المواد العلمية الغير مستساغة غالباً، غير أن الاقتراب منها بهذا الشكل الجديد والجذاب يساعد على استيعابها بشكل يسير وسهل. زميله عبد الله محمد عبد الله (13 سنة) ذكر أن أكثر ما دفعه للالتحاق بالنادي الفلكي هو استكشاف عالم المجرات والكواكب وأيضاً التفكر في الكون الهائل الذي خلقه الله لنا، فضلاً عن المشاركة مع الأصدقاء في نشاط علمي يساعد على الدراسة والحياة العملية، كونه يرغب في أن يعمل مهندساً في المستقبل، وحين يتعرف على دنيا العلوم والمعارف في سن مبكرة، هذا يؤهله للتعامل معها بثقة أكثر حين يدرسها في الجامعة. إرشاد الطلاب رئيس النادي الفلكي الطالب خليفة الخوري (12 سنة) قال، إن دوره كرئيس للنادي يتمثل في تنظيم الطلاب وإرشادهم لكيفية التعامل مع التليسكوب للمبتدئين منهم، وايضاً مساعدة المشرف على توجيه التليسكوب وعمليات رصد النجوم والكواكب، بالإضافة إلى إرسال بريد إلكتروني بالنشاطات الدورية للنادي إلى كل أعضائه وهم خمسون طالباً من الصفوف السادس حتى التاسع. وبين الخوري أن هذه الأنشطة لا تؤثر على التحصيل الدراسي للطلبة الملتحقين بالنادي على الإطلاق كونها تتم جميعاً في الفترة المسائية، وفي أيام الإجازات والعطلات، بحسب الجداول المعدة سلفاً ، للتتوائم مع متطلبات أوقات الدراسة. فيما لفت محمد الزعابي (13 سنة) نائب رئيس النادي الفلكي بالمدرسة، الى أن دوره يتلخص في مساعدة رئيس النادي في كافة الأعمال التي يقوم بها، مثل إعلام الطلاب بمواعيد الأنشطة المسائية، وتوجيه التليسكوب بشكل دقيق حتى تسهل عملية رصد النجوم والأفلاك، وأشار أيضاً إلى أن عملية التوجيه هذه تتم بشكل يدوي أو الكتروني، وهو ما صار يتقنه إلى حد بعيد. إلى هذا ذكر الخوري أنه يرغب مستقبلاً أن يكون باحثاً في علوم الفلك، ومن الطبيعي أن وجوده في النادي الفلكي، يمنحه الكثير من المعلومات والمعارف التي تزيد من حصيلته لدى دخوله هذا المجال مستقبلاً. الطالب حمد أحمد (13 سنة) قال إن وجوده في نادي الفلك أكسبه الكثير من الفوائد، أهمها تكوين علاقات قوية مع أصدقائه داخل النادي، كما أنه أصبح ينتفع بأوقات فراغه، بعد أن كان ينفق منها الساعات الطوال أمام شاشات التلفزيون أو الشبكة العنكبوتية، غير أن النادي الفلكي يجمع بين الفائدة والترفيه في آن واحد، وهو ما دفع والديه على تشجيعه في الانخراط في أنشطة النادي الفلكي داخل المدرسة. أنشطة مرافقة من جانبه قال المشرف العام على النادي والمدير العام للمدرسة الأستاذ عدنان عباس، إن الجغرافيا مادة علمية ودعمها بالأنشطة المرافقة يساعد إلى حد كبير في فهم واستيعاب الطلبة، بالإضافة إلى أن ربطها بالتكنولوجيا والإنترنت يجعل منها مادة شيقة ومميزة للطلبة بدلاً من أن تكون مادة جافة وعسيرة الاستيعاب على الفهم. من هنا جاءت فكرة إنشاء النادي الفلكي بالمدرسة بحيث يكون نادياً منظماً لأنشطة الطلبة لتعريفهم بالعالم الفضائي الذي يدور حولنا بما فيه من مجموعة شمسية ونجوم وأقمار .. إلخ، فضلاً عن المساهمة في رصد الظواهر الفلكية كالكسوف والخسوف. إلى ذلك أشار عباس إلى أن دائرة الدراسات الاجتماعية بالمدرسة وضعت نظاماً خاصاً بهذا النادي، عبر تحديد شروط الانتساب له، وأيضا محفزات لمن يمارس أياً من أنشطة النادي. وأوضح عباس أن النادي قام بالتنسيق مع الجمعيات الفلكية الموجودة بالدولة ومنها رابطة هواة الفلك بنادي تراث الإمارات، ورابطة هواة الفلك في أبوظبي، وجمعية دبي للفلك، بحيث يتم التنسيق والتعاون لتنظيم الأنشطة المشتركة كالمخيمات والرحلات والليالي الفلكية، ورصد الظواهر الفلكية بشكل عام. شروط ومحفزات أما عن أهم شروط الانتساب فيحددها عباس فيما يلي: أن يكون الطالب متميزاً حتى يمكنه الربط بين تفوقه العلمي وممارسة هوايته دون أن يضر ذلك بالعملية التعليمية، إمكانية الاشتراك في الأنشطة المسائية والتعاون مع أعضاء النادي في مشروعاته. أما عن المحفزات فيجملها عباس في مساعدة الطالب على استمرار تفوقه وتميزه علمياً بين زملائه، وتطوير قدرته على كتابة التقارير المتعلقة بالرصد الفلكي. كذلك التعرف على الأصدقاء في الجمعيات الأخرى، واتساع دائرة أصدقائه وهي من الأمور المفيدة تربوياً ونفسياً في هذه المرحلة العمرية وأخيرا إمكانية الترشيح على مستوى الدولة للمشاركة في الرحلات العلمية والفلكية. وعن مخططات تطوير النادي مستقبلاً، علّق عباس على أن النادي حديث العهد، وأن دائرة الدراسات الاجتماعية بالتعاون مع إدارة المدرسة وضعت خطتين، إحداهما قصيرة الأمد، والأخرى طويلة الأمد، بحيث سيتم اشتراك عدد كبير من الطلبة لاحقاً وأيضا المدرسين وأولياء الأمور، ليصبح العمل داخل النادي الفلكي أكثر فاعلية وأكثر نجاحاً في تحقيق أهدافه ومخططاته. كما أشار إلى أن هناك مشروعاً لتصميم موقع خاص بالنادي على الشبكة العنكبوتية. وضمن تلك المخططات- تابع عباس- التواصل مع النوادي الفلكية داخل الدولة وخارجها بحيث تكون المدرسة في النهاية مثالاً يحتذى به، ويحفز المدارس الأخرى على السير على نهجها في الاهتمام بالعلم وتطوير طرائق التعليم بكافة السبل. ودعا المشرف العام على النادي ومدير المدرسة مؤسسات النفع العام والخاص إلى احتضان النادي الفلكي داخل المدرسة وتقديم الدعم الفني له بما ينعكس إيجاباً على المنظومة العلمية والتعليمية. تطوير الجغرافيا أما صاحب الفكرة مدرس الجغرافيا الأستاذ فايز سليم، فقد أوضح أن هدفه من النادي تطوير مادة الجغرافيا وجعلها أكثر حيوية ومتعة للطالب من خلال تنويع الأنشطة في هذه المادة، ومن ذلك إنشاء ناد فلكي يوسع قدرات الطلاب ويساعدهم على معرفة ما يحيط بنا من كواكب ونجوم ومجرات والتفكر في هذا الكون الواسع، وقدوتنا في ذلك الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي كان يتأمل في الكون في غار حراء قبل نزول الوحي والنبوة. ومن ثم بدأ التنفيذ الفعلي لفكرة النادي مطلع هذا العام من خلال عشرة طلاب ارتفع عددهم الآن إلى خمسين عضواً من بين طلاب المدرسة، والعدد في ازدياد مستمر نظراً لجاذبية أنشطة النادي، والتي تكون خارج أوقات الدوام الدراسي. آخذين في الاعتبار عدم تأثير تلك الأنشطة على العملية الدراسية للطلبة المشتركين في النادي. وأوضح سليم أن أنشطة النادي لا تقتصر فقط على داخل المدرسة وإنما تمتد إلى خارجها مثل المشاركة في رصد كسوف الشمس مع رابطة هواة الفلك في شهر يناير من العام الحالي، بالإضافة إلى رصد كوكب المشتري في ليلة فلكية على كاسر أبوظبي في نهاية يناير الماضي، كما تم رصد القمر مع بداية شهر فبراير خلال رحلة برية بين أبوظبي والعين. تقنيات متطورة وبالإشارة إلى كيفية الحصول على التليسكوب الموجود لدى النادي، ذكر سليم أن ذلك تم بالتنسيق مع جمعية دبي للفلك، وقام رئيس جمعية دبي للفلك بعمل دورة للمشرفين على النادي الفلكي في كيفية استخدام التلسكوب. كونه يعمل بتقنيات متطورة ويعتمد على التوجيه الإلكتروني، وهو ما يسهل تعامل الطلبة مع جهاز التلسكوب، كما أن الجمعية تعمل دوماً على دعم النادي بالمحاضرات المختلفة، وأيضاً إقامة مجتمعات علمية في أماكن مختلفة من الدولة. وعن التطلعات لمستقبل النادي الفلكي، أكد سليم أن أعضاءه يهدفون إلى جعله مركزا فلكيا متطورا في إمارة أبوظبي يستقطب هواة الفلك وأولياء الأمور ومحبي رصد الكواكب والنجوم، من كافة الفئات العمرية والتعليمية. أهداف نادي النهضة الفلكي -1 تأسيس مركز متطور للرصد الفلكي . -2 تطوير قدرات الطلاب على توظيف الأدوات العلمية والفلكية البسيطة والمتطورة منها. -3 تقديم يد العون للطلاب في مجالات البحوث العلمية والفلكية. -4 المتابعة والمشاركة الفاعلة بالمؤتمرات والفعاليات الفلكية. -5 رصد القمر والكواكب والنجوم. -6 إنشاء ناد إلكتروني يشمل الطلاب والمعلمين وحتى أولياء الأمور للتواصل إلكترونياً. -7 إقامة بعض النشاطات في المدرسة للنادي كرصد الكسوف والخسوف وغيرهما ودعوة أولياء الأمور والجهات المعنية والصحافة. -8 إحياء التراث العربي والإسلامي عند الطلاب في مجال علوم الفلك والحفاظ على هذا التراث. حكاية التليسكوب تعود بداية اكتشاف التليسكوب عام 1603 إلى طفل هولندي، كان يلهو بعدسات والده هانس ليبريشي أحد صناع النظارات، إذ وضع عدستين على التوالي، مع ترك مسافة بينهما، فلاحظ أن جرس الكنيسة أصبح أقرب مما كان عليه، ما جعله يخبر والده ليعرف بدوره فيما بعد كيفية تقريب الأشياء، الأمر الذي دعا العالم الإيطالي جاليليو ، لالتقاط هذا الاكتشاف، ودراسته وتطويره إلى أن صنع التليسكوب عام 1609 وهناك أنواع متعددة من التليسكوبات تتضمن التليسكوب الكاسر، والمكون من زوجين من العدسات ينحني فيها الضوء بالانكسار عبر العدسات الزجاجية، إلا أن التليسكوبات الكاسرة الأولى كانت تعاني من الزيغ اللوني الذي تمت معالجته في الحديثة منها. أسعار التليسكوبات العاكسة تشهد اختلافا باختلاف أقطارها التي تقاس بوحدة الإنش، إذ يبلغ سعر التليسكوب البالغ قطره 8 إنشات نحو 2500 دولار، فيما يصل سعر التليسكوبات ذي القطر البالغ 10 إنشات إلى نحو 3500 دولار تقريباً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©