الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بائعو الأوهام

1 مارس 2015 22:18
بين صفحات الصحف اليومية تتربع الإعلانات التجارية في أكثر تلك الأوراق تصفحاً وأيسرها إلى الناظرين، كان من بين ماقرأت إعلان حرث أرض الذاكرة وعاد بها إلى سبع سنوات خلت، عندما أقبل عدد من المواطنين على شراء شقق من هواة الكلام وادعى بائعوها ومن وكلوا عنهم أنها ما زالت مشروعاً قيد الإنشاء، ولولا ذلك ما اكتفوا بذلك السعر الزهيد عوضاً عنها، اقترض حينها من اقترض لتسليم الدفعات الأولى لإحدى الشركات التي باعت كلمات ومجموعة أوراق عبارة عن ملف يتحدث عن المشروع وميزاته وعن خارطة الشقة الموعودة وتاريخ تحقيق الوعد باستلام الشقة، جميعها تطاير في الهواء وضاعت أحلام وآمال من صنع صغار المستثمرين. واستمر أولئك يدفعون الأقساط الشهرية التي بلغت ثلاثة آلاف درهم بعد دفع المقدم ستين ألف درهم وكلما سقط قسط اقترب المشترون من تحقيق آمالهم المنتظرة فقد مر عام ولم يبق سوى عام على التسليم، ولكن هيهات هيهات لما يعد الكاذبون، فقد اكتشف الناس أنهم ما اشتروا سوى وهم يباع في أسواق المنتهزين والمتصيدين للأحلام البريئة المستثمرين للقلوب الطيبة التي لاتظن بمن تعرف إلا خيراً. وبدأ أولئك المتورطون في وقف الخسارة بالامتناع عن تسديد القسط الشهري حتى يتبينوا الأمر ويتعرفوا على أصحاب الشركة الفعليين ليعرفوا منهم صحة ما يتداول من شائعات وما يتناقله البعض عن توقف المشروع أو عدم وجوده. وكم صدم أولئك البسطاء بعدم مطالبتهم بالقسط الشهري وكأن الأمر لايعني أحداً ولايوجد ما يستدعي المطالبة، حينها فقط تأكدوا بأنهم ما اشتروا سوى وهم يبيعه من لايخاف الله ولا يحسب حساباً للقائه كما أنه لم يقم للقانون وزناً فيم خطط ونفذ واقترف. لجأ المذكورون إلى القضاء وتوكيل محامين لايقبلون بأقل من عشرين إلى ثلاثين ألف درهم مقابلًا لتوكيلهم عن تلك القضايا، مخاطرة جديدة بذلك المبلغ ولا يدري من يقبل عليها هل سيستعيد حقه أم أنه سيدفع مبلغاً إضافياً فوق البيعة؟ وأصبحت الشركة لا عيناً ولا أثراً، وليعوض الله أصحابنا وليجعله درساً يتعلم منه الخاسرون ومن سلم من شباك ذلك الإعلان. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©