قتل نحو 400 شخص وأصيب 10 آلاف بجروح في زلزال ضرب إقليم تشينجهاي بشمال غرب الصين قرب إقليم التيبت في ساعة مبكرة صباح أمس. وذكرت هيئة رصد الزلزال الصينية أن الزلزال بلغت قوته 7,1 درجة على مقياس ريختر، وتبعته 18 هزة ارتدادية.
وأوضحت الهيئة أن مركز الزلزال كان في مقاطعة يوشو النائية الفقيرة، التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 80 ألف شخص. كما سجلت هيئة رصد الزلزال الصينية 18 تابعاً زلزالياً على الأقل أمس، من بينها تابع بلغت شدته 3ر6 درجة على مقياس ريختر وقع بعد 96 دقيقة من الزلزال الأشد قوة. ونقلت شينخوا عن ليو جي من مركز شبكات الزلازل الصيني قوله "لا يزال من المرجح وقوع توابع زلزالية تزيد قوتها عن 6 درجات في الأيام المقبلة".
وقال مسؤولون محليون "إن الزلزال دمر العديد من المنازل والمدارس والمصالح الحكومية وقطع وسائل الاتصال"، بتلك المنطقة ذات الطبيعة الجبلية الواقعة في سلسلة جبال الهيمالايا. وأضاف المسؤولون أن بعض طلاب المدارس المهنية والابتدائية محاصرون تحت الأنقاض، فيما تضررت بعض الطرق وسد البعض الآخر انهيارات في التربة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تشو هواشيا المسؤول المحلي في يوشو قوله "هناك مصابون في كل مكان". وأضاف "المشكلة الكبرى هي نقص الخيام والمعدات الطبية والأدوية والمسعفين".
وذكرت وزارة الشؤون المدنية الصينية في بيان أنها أرسلت حوالي 5 آلاف خيمة وعشرات الآلاف من الملابس إلى المنكوبين. كما انطلق عدد من الشاحنات المحملة بالمساعدات التي أرسلتها منظمات خاصة في شينينج. لكن (شينخوا) أشارت إلى احتمال أن يعرقل دمار البنى التحتية وصول فرق ومعدات الإنقاذ. وأشارت وسائل الإعلام الصينية إلى أن الاتصالات مع مطار مقاطعة يوشو مقطوعة، وأن الطرقات المؤدية إلى المطار قد تضررت أيضاً.
وقال هوانج ليمين المسؤول في إقليم تشينجهاي "لقد أرسلنا جنوداً من الشرطة العسكرية لإنقاذ المحتجزين تحت أنقاض المنازل". وبث التلفزيون الحكومي صوراً لعناصر من الشرطة يرفعون الأنقاض بحثاً عن ناجين محتملين. وقال شي هواجي من الشرطة العسكرية "علينا أن نعتمد بشكل أساسي على أيادينا لرفع الأنقاض لأنه لا توجد معدات، ولا تجهيزات طبية أيضاً".
وقال كانج زيفو لتلفزيون (سي سي تي في) الحكومي "إننا نعمل على إنقاذ تلاميذ مدرسة يوشو الابتدائية، هناك حوالي 20 تلميذاً تحت الأنقاض". وأضاف زيفو "لقد أرسلنا فرق إطفاء أيضاً إلى مبنى مكتب التجارة والصناعة في مقاطعة جيجو، حيث يوجد هناك ما بين 40 و50 شخصاً تحت الأنقاض. إنهم لا يزالون على قيد الحياة ولقد أجرينا اتصالاً بهم".
وفي جيجو، أعلن مسؤولون أن الزلزال تسبب في انهيار أكثر من 85% من المباني والمساكن.
وأشار المسؤولون إلى أن المباني الحديثة صمدت أمام الزلزال في حين انهارت المباني التقليدية. ويقطن المنطقة المنكوبة مزارعون وبدو ينتمون إلى العرقيتين المونغولية والتيبيتية يوجد بها احتياطات كبيرة من الفحم والرصاص والنحاس.
وأعلن التلفزيون الحكومي الصيني أمس انتشال أكثر من 900 شخص من تحت الأنقاض. وأوضح أن فرق الشرطة العسكرية التي أرسلت على عجل إلى المناطق المنكوبة والتي عمل أفرادها بأيديهم لافتقارهم الحد الأدنى من الآلات، تمكنت في ختام يوم طويل من العمل المضني من إخراج أكثر من 900 شخص من تحت الأنقاض على قيد الحياة.
من جهة ثانية أعلنت الحكومة عن تخصيص مبلغ 200 مليون يوان (21,5 مليون يورو) كمساعدة عاجلة إلى الإقليم المنكوب الذي خلف فيه الزلزال إضافة إلى الأضرار المادية حوالي 400 قتيل و10 آلاف جريح.
ويذكر أن أسوء زلزال شهدته الصين وقع في مايو 2008 وبلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر وخلف 87 ألف قتيل ومفقود على الأقل في مقاطعة سيشوان غير البعيدة من المنطقة التي ضربها الزلزال الأخير.
عدد اليوم
