الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانقلابيون يسرقون أموال وأحلام اليمنيين

الانقلابيون يسرقون أموال وأحلام اليمنيين
21 مايو 2016 20:19
حسن أنور (أبوظبي) يواصل الانقلابيون من جماعة الحوثي وحليفهم صالح العبث بمقدرات اليمن وشعبها الذي يضع آمالاً على إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية والاستقرار إلى البلاد، وذلك بإصرارهم على المراوغة وكسب الوقت، على أمل الخروج بمكاسب هي بعيدة كل البعد عن مصلحة البلاد. فلا تزال محادثات السلام اليمنية التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة تراوح مكانها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، مع تعنت الانقلابيين وإصرارهم على تقاسم السلطة قبل انسحابهم من المدن، وتسليم الأسلحة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وقد دفع هذا الموقف وفد حكومة الشرعية إلى تعليق المشاركة في المشاورات، بسبب الإصرار المسبق من قبل وفد الانقلابيين على عرقلة كل الجهود الرامية لإحلال السلام، وهو ما بدا واضحاً منذ الإعلان عن عقد هذه المشاورات، فعمل الانقلابيون على عرقلة هذه المفاوضات بشتى الطرق، بدءاً من خرق الهدنة التي أعلن بدء سريانها في العاشر من أبريل، إلى محاولة التسلل للأراضي السعودية، فضلاً عن إطلاق الصواريخ البالستية إلى الأراضي السعودية، وتوجيه المدافع والأسلحة الثقيلة لمساكن المدنيين في مختلف المحافظات، وأخيراً التأخر عن المشاركة في المفاوضات ثلاثة أيام كاملة. ورغم تعليق وفد الشرعية المشاركة في المفاوضات، فإنه رفض مغادرة الكويت حتى يوقع الطرف الآخر وثيقة التزام بالنقاط الست، للمساعدة على الانطلاق نحو القضايا العملية لبناء السلام. معروف أن المفاوضات التي قدم إليها وفدا الشرعية والانقلابيين، جاءت على أساس مرجعيات تتمثل في قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، والآلية التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وهو ما يعني انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها منذ عام 2014، وتسليم الأسلحة الثقيلة، فضلاً عن الانسحاب من مؤسسات الدولة. غير أن الانقلابيين أعلنوا رفضهم الاعتراف بقرار مجلس الأمن 2216 وبقية المرجعيات، بل ويصرون على تشكيل حكومة انتقالية توافقية، متناسين وجود حكومة هادي الشرعية. وقطع وفد الشرعية الطريق على الانقلابيين بالتأكيد على أن خيارات السلام واضحة، ومرجعياته محددة من خلال القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وإذا ما وجدت النية الصادقة لدى الانقلابيين للجنوح للسلام، فالأمر لا يحتاج مزيداً من المماطلة والتسويف والتعقيد. ويأتي هذا الموقف من جانب الانقلابيين، فيما يواجه اليمن وضعاً اقتصادياً كارثياً، مع استمرار انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار، في ظل السياسة المالية لجماعة الحوثيين المسلحة التي استولت على السلطة في العاصمة صنعاء مطلع العام الماضي. وهبط الريال اليمني إلى أدنى مستوى له أمام الدولار الأميركي الذي تجاوز سعره حاجز 300 ريال للمرة الأولى. ولم يتبق من الاحتياطي المالي من النقد الأجنبي الذي كان يتجاوز أربعة مليارات دولار سوى «100 مليون دولار»، وذلك بعد عام واحد على سيطرتهم على البلاد من خلال الانقلاب على الشرعية. واستنزف الحوثيون جزءاً كبيراً من الموارد المالية للدولة من أجل تغطية تكلفة تمردهم وحربهم ضد الشرعية، فضلاً عن استغلالهم المال العام للإنفاق على نشاطهم الديني ومشاريعهم الخاصة دون رقابة حقيقية من سلطات الدولة المعنية، بل إنهم يستنزفون شهرياً 25 مليار ريال من خزينة البنك المركزي للإنفاق على نشاطهم العسكري. وبالفعل ظهرت آثار هذه السياسات المدمرة على الشعب اليمني، حيث ارتفعت أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية والسلع المستوردة في صنعاء مع استمرار انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار إلى مستوى متدنٍ غير مسبوق. وأكد سكان ارتفاع سعر البنزين بنسبة مئة بالمئة، بالتزامن مع الانهيار الكبير للريال. وقالت مصادر، إن سعر البنزين ارتفع إلى ضعف ما كان عليه في السابق، ووصل إلى ثمانية آلاف ريال يمني، أي ما يعادل (25 دولاراً)، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الريال إلى 320 ريالاً للدولار الواحد، بزيادة أكثر من 100 ريال عن السعر السابق الذي ظل متوقفاً لسنوات عند 215 ريالاً للدولار الواحد. ومع استمرار الجمود والمراوغة من جانب الانقلابيين في مفاوضات السلام، فإن سعر الدولار مرشح للصعود إلى مستويات أعلى خلال الأيام المقبلة، مع انعدامه في السوق المحلي، واستنزاف الاحتياط المالي من النقد الأجنبي من قبل المتمردين. وأبدى عدد من سكان صنعاء مخاوفهم من التداعيات الوخيمة جراء ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان المبارك. وتوقع بعضهم انتفاضة شعبية وشيكة ضد جماعة الحوثي، خاصة أن شبح الانهيار الاقتصادي في البلاد بات يهدد البلاد بصورة لم يسبق لها مثيل. ومع تزايد السخط اليمني على سياسات الحوثيين، وجه زعماء الحركة الحوثية بتشديد وتكثيف الحملات الأمنية تحسباً لقيام المدنيين بأي ثورات ضدهم. ووسط هذه المشكلات تزايدت أصوات اليمنيين المطالبين بسرعة العودة إلى خيار الحسم العسكري واستعادة الدولة، للحيلولة دون الانهيار الاقتصادي الكامل. وطالب المتحدث باسم المجلس الأعلى للمقاومة الموالي للحكومة الشرعية، عبدالله الشندقي، أعضاء الوفد الحكومي في الكويت بالانسحاب النهائي من مشاورات السلام التي وصفها بالعبثية. وقال: «إن هذه المشاورات التي تراوح مكانها منذ نحو شهر، تمنح مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية مزيداً من الوقت لترتيب وضعها الميداني المنهار، بما يضاعف من كلفة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ويؤدي لاستنزاف الشرعية ودول التحالف العربي». وأضاف «إن مرور شهر كامل من المفاوضات كان مدة كافية لإظهار حسن النوايا من الانقلابيين غير المكترثين بانهيار الاقتصاد الوطني». ضرب الإرهاب واصلت قوات الشرعية اليمنية ضرباتها للإرهاب الذي يسعى لإثارة حالة من عدم الاستقرار، وفقد اليمنيين للأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وذلك بضبط أكبر معمل لتصنيع السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في مدينة المكلا التي تم تحريرها أواخر أبريل الماضي من سيطرة تنظيم «القاعدة» الإرهابي بإسناد من قوات التحالف العربي. ويعد المصنع من أكبر المواقع الإرهابية التي يجري فيها تفخيخ السيارات وصناعة العبوات، وتم اكتشافه في محيط معسكر اللواء 27 ميكا في منطقة الريان (شرق). كما ضبطت قوات الأمن في منطقة بويش بالمكلا سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير، وباشرت فرق فنية التعامل مع المتفجرات بتفكيكها وإبطال مفعولها. يأتي ذلك فيما تواصل أجهزة الأمن والجيش حملاتها لتعقب عناصر القاعدة، فضلاً عن اتخاذ إجراءات احترازية لتأمين المدينة عقب العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية. كما تم ضبط سيارة تحمل على متنها مادة «تي أن تي» شديدة الانفجار في منطقة سناح شمال محافظة الضالع، حيث تبين أن السيارة تحمل على متنها 45 كيساً سعة 25 كيلوجراماً قادمة من صنعاء باتجاه عدن. انقــلاب بين الانقلابيين توالت التهديدات الحوثية هذا الأسبوع على المخلوع صالح في مؤشر جديد على تزايد الهوة بين الجانبين، فقد هدد القيادي في جماعة الحوثي عابد المهذري ببتر أصابع المخلوع صالح، واتهمه بالوقوف وراء انهيار العملة المحلية وارتفاع سعر الدولار إلى مستوى غير مسبوق، وقال في منشور على موقع فيسبوك «إن أصابع صالح اللئيم تلعب في الخفاء، وتدير اللعبة المفضوحة بأدوات قذرة، ولست قلقاً على انهيار الوطن، وسقوط البلاد، ما دام هناك رجال قادرون على بتر تلك الأصابع البلاستيكية الخارجة من القفاز المطاطي للتلاعب بمصير الشعب اليمني». ويرتدي صالح قفازاً مطاطياً منذ عودته من السعودية في سبتمبر 2011 بعد شهور من العلاج في السعودية إثر إصابته في تفجير استهدف المجمع الرئاسي في صنعاء مطلع يونيو العام ذاته. من جانبهم، صعد إعلاميون وناشطون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، هجومهم ضد جماعة الحوثي مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية. ودعت الصحفية اليمنية المقربة من صالح، رحمة حجيزة، الحوثيين إلى مراجعة أدائهم في إدارة شؤون البلاد. وأضافت «ستصبحون بلا سلطة ولا قضية إذا لم تصححوا أداءكم». وحذر قيادي سابق في الجماعة الرئيس المخلوع من تعرضه للاغتيال أو الاعتقال من قبل الجماعة المسلحة التي قال إنها تبحث عن «كبش فداء» تحمله مسؤولية انهيار الاقتصاد الوطني. وكتب علي البخيتي على حسابه في «فيسبوك» نصيحة عاجلة لصالح: «احذر الحوثيين فقد يعتقلوك أو يقتلوك، توارى عن أنظار الحوثيين تماماً، وأحط نفسك بإجراءات أمنية معقدة حتى على أكثر المقربين منك، خلال هذه المرحلة الخطرة والحساسة والمفصلية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©