كلينتون تتهم إيران بالسعي للتدخل في الاحتجاجات العربية

عواصم (الاتحاد، وكالات) -أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول أن إيران تسعى بشكل مباشر أو عبر وسطاء للاتصال مع المعارضة في مصر والبحرين واليمن في محاولة للتأثير. في حين قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل ستنضم أخيراً إلى الدول التي تطبق عقوبات دولية ضد إيران، بعد سنوات من الدعوة إلى فرض إجراءات صارمة ضد عدوتها اللدودة. وهذه هي المرة الأولى التي تتناول فيها كلينتون بالتفصيل الجهود المفترضة التي تبذلها إيران للتدخل في الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ ثلاثة أشهر في الدول العربية وأطاحت بحكومتي مصر وتونس وتهدد الأنظمة في ليبيا واليمن والبحرين وعمان. وصرحت كلينتون أمام لجنة النفقات الفيدرالية في مجلس الشيوخ قائلة إنهم “يبذلون كل ما بوسعهم للتأثير على نتائج الأحداث هناك”. وأضافت “أنهم يستخدمون (حزب الله) اللبناني للاتصال بحلفاء، في حركة حماس الذين يتصلون بدورهم مع حلفاء في مصر”. وأضافت “نعلم أنهم يتصلون بالمعارضة في البحرين، وأنهم ضالعون جداً في حركات المعارضة في اليمن”. وقالت أيضاً “سواء أكان مباشرة أو عبر وسطاء، فإنهم يسعون دون كلل إلى التأثير على الأحداث، لديهم سياسة خارجية ناشطة جداً”. وأضافت أن الولايات المتحدة، وفي محاولة للتصدي للتحركات الإيرانية، تقوم باتصالات دبلوماسية وغيرها مع مجموعات معارضة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشارت إلى أن المهمة في غاية الدقة. وتابعت كلينتون “غالبية الناس يريدون أن نساعدهم لكن دون أن نلعب دوراً رئيساً، وعليه فالتحدي يقوم على الطريقة التي نقدم بها المساعدة التي يطلبونها دون أن نبدو بمظهر الذي يريد التحكم بثورتهم”. وشددت على أن الإيرانيين “ليس لهم الكثير من الأصدقاء، ولكنهم يحاولون التقرب من أصدقاء جدد”. وأشارت إلى أن “الأمر يتطلب جهداً متواصلاً” من جانب الولايات المتحدة للحد من تأثير إيران، مضيفة أنها بحاجة لـ”موارد” لحركة تنقلات دبلوماسيين ومسؤولين أميركيين، وذلك للإفادة بشكل أكبر من كفاءاتهم. ولفتت كلينتون إلى أن إيران تحاول زيادة نفوذها رغم أنها ليست الحليف الطبيعي لـ”الإخوان المسلمين” في مصر، ومع ذلك فهي تدعم منذ زمن حركة حماس في غزة على الحدود مع مصر. وأشار محللون إلى أنهم يتوقعون أن تحاول إيران نشر نفوذها بين المعارضين في البحرين. لكن باتريك كلوسون المحلل في معهد واشنطن للشرق الأدنى قال إن المعارضة في البحرين يميلون أكثر إلى قادتهم المحليين منه إلى إيران. وفي شأن متصل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور إن الوزارة تحضر تشريعاً سيمكن إسرائيل من تبني قوانين تسمح لها بملاحقة الشركات التي تنتهك العقوبات الدولية. وأضاف بالمور: “اتضح أن هناك ثغرة في التشريعات الإسرائيلية بشأن إيران”، موضحاً أن “هناك على ما يبدو فجوة بين السياسات والتشريعات، وهذا سيجعل التشريع مواكباً للتطور”. ودعت إسرائيل مراراً لخطوات دولية أكثر شدة ضد عدوتها إيران. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن التشريع الجديد سيستهدف الشركات كافة التي تتعامل مع كل من إيران وإسرائيل. وذكرت صحيفة معاريف أن هذه المبادرة تم اقتراحها من وزير الخارجية المتطرف أفيجدور ليبرمان. وأضافت أن فريقاً من الخبراء الإسرائيليين درس القضية واكتشف أن “إسرائيل تفتقد إلى الأدوات القانونية الكافية لتعزيز العقوبات الاقتصادية الواسعة على إيران ولا تستطيع في بعض الأحيان تنفيذ الالتزامات الآتية من قرارات مجلس الأمن”. ورفض بالمور إعطاء تفاصيل عن التشريع المقترح، مكتفياً بالقول إنه “يجعلنا نتماشى مع الجهود الدولية مثل التي تبنتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والقرارات الدولية”.