أعلن رئيس أركان الجيش الباكستاني عزمه على إعادة بسط سيطرة الدولة على منطقة جنوب وزيرستان القبلية في شمال غرب باكستان حيث تنوي قواته شن هجوم كبير على حركة «طالبان» وذلك خلال زيارة للمنطقة أمس. وفي هذه الأثناء تبنى مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع أمس الأول خطة لمساعدة غير عسكرية لباكستان بقيمة 7,5 مليار دولار على 5 سنوات. ويهدف مشروع القانون الذي يحمل اسم كيري-لوجار خصوصا إلى مساعدة حكومة إسلام آباد على التصدي لنفوذ المتشددين في شمال غرب البلاد.
وبحسب بيان عسكري باكستاني، فإن رئيس الأركان الجنرال اشفاق كياني «أمضى يومه في منطقة جنوب وزيرستان عند الحدود مع أفغانستان حيث تفقد القوات والقادة وصلى على أرواح الجنود الذين قتلوا في المعارك». وأعلن أن «الجيش الباكستاني يطبق خطة لتعيد الدولة بسط سيطرتها (على مناطق)، مؤكدا حرصه على تفادي وقوع خسائر بشرية أو مادية». وأضاف أن «الجنرال اعرب عن تقديره لدعم القبائل المحلية ودعاها الى استخدام كل نفوذها لتطهير المنطقة من الإرهابيين»، وجنوب وزيرستان المعقل القبلي لبيت الله محسود احد قادة طالبان في باكستان والعدو رقم واحد للسلطات الباكستانية. وقبل 10 أيام، اعلن الجيش الذي قال انه ترك بيت الله محسود حتى الان يتحرك بحرية مع الآلاف من مقاتلي طالبان الباكستانيين والأجانب، انه سيشن هجوما على معقله وبدأ يقصف المخابئ المعروفة. وفي الأيام الأخيرة، قصفت الطائرات الأميركية من دون طيار جنوب وزيرستان مرارا. لكن أحدا لم يحدد الموعد الذي سيشن فيه الجيش الباكستاني هجومه البري ويبدو انه يتردد في خوض معركة خطيرة. واحتشدت القوات الباكستانية منذ اسابيع عند منافذ المنطقة التي فر منها عشرات الاف المدنيين بحسب السلطات المحلية، وبيت الله محسود العدو اللدود لاسلام اباد التي تحمله مسؤولية الموجة غير المسبوقة من العمليات الانتحارية التي اوقعت اكثر من الفي قتيل منذ يوليو 2007. في غضون ذلك، اغتال مسلحون مجهولون امس المسؤول بالمخابرات المدنية الباكستانية دل نواز مروت في دير اسماعيل خان في المنطقة القبلية. وقالت الشرطة إن المسلحين اطلقوا النار على حافلة الركاب التي كان يستقلها مع أفراد أسرته مما أدى الى مصرعه واصابة السائق ومساعده بجروح . من جهة اخرى ، تبنى مجلس الشيوخ الاميركي بالاجماع أمس الاول خطة لمساعدة غير عسكرية لباكستان بقيمة 7,5 مليار دولار على 5 سنوات. وكانت لجنة الشؤون الخارجية التي يترأسها الديموقراطي جون كيري قد اقرت الاسبوع الماضي الخطة باغلبية اعضاء اللجنة ال16 اي بدعم المعارضة الجمهورية التي يتزعمها السناتور ريتشار لوجار. ويهدف مشروع القانون الذي يحمل اسم كيري-لوجار خصوصا الى مساعدة حكومة اسلام اباد على التصدي لنفوذ المتشددين في شمال غرب البلاد، وستتم مضاعفة المساعدة الأميركية غير العسكرية لباكستان ثلاث مرات، وهي مخصصة بشكل اساسي للتنمية الاقتصادية. وقال كيري ان «باكستان تواجه وقتا حرجا وقد تعهد مجلس الشيوخ بان يعتمد مناخ ثقة متبادلة من خلال التزام دائم تجاه باكستان وشعبها». من ناحيته، قال لوجار إن «هذا النص هو خطة مهمة نحو تعاون نشط مع باكستان» موضحا أن مشروع القانون يضمن استعمال الأموال بشكل صحيح. وبالواقع يحدد النص شروطا لمنح المساعدة العسكرية مثل إرغام المستفيدين منها على بذل «جهود منسقة» من اجل محاربة القاعدة أو أية مجموعة إرهابية اخرى. ويجب تقييم المساعدة الأميركية على الأرض بشكل دائم. ويطلب مشروع القانون أيضا من الرئيس الأميركي باراك اوباما تقديم تقارير مفصلة الى الكونغرس حول تطور المساعدة خصوصا في ما يتعلق بأعمال هدر محتملة. الى ذلك أجرى مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيمس جونز محادثات في باكستان امس مع مسؤولين محليين، بعد يومين على القصف الأميركي الذي أوقع عشرات القتلى في المناطق القبلية شمال غرب البلاد. وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في اسلام اباد لو فينتور إن جونز وصل أمس الأول قادما من أفعانستان في إطار جولة يقوم بها لتقييم الاستراتيجية الأميركية في المنطقة. وأضاف المتحدث انه سيلتقي عدة مسؤولين مدنيين وعسكريين باكستانيين ، دون أن يورد أي تفاصيل حول المحادثات
عدد اليوم
