الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنادق صنعاء القديمة.. إقامة في القرن الخامس عشر

فنادق صنعاء القديمة.. إقامة في القرن الخامس عشر
25 يونيو 2009 22:41
يجد زائر العاصمة اليمنية صنعاء القديمة؛ ميزات تاريخية تراثية متعددة تميزها عن بقية محافظات اليمن، ابتداء من سورها التاريخي، مرورا بأسواقها الشعبية وأزقتها الضيقة وانتهاء بنوافذ منازلها التراثية، كما يجد مبتغاه من تلك المدينة السياحية المتكاملة، فهناك مطاعمها الشعبية الشهية، وهناك متنزهاتها المتعددة، ومنازلها الفريدة في شكلها وهندستها المعمارية، وفنادقها القديمة والعريقة. طابع تراثي يختار الزائر منازل صنعاء للمبيت فيها أو في فنادق صنعاء القديمة السياحية، بعيدا عن فنادق الخمس نجوم وضجيج المدينة.. أما تلك الفنادق القديمة فكانت في أول الأمر مبنية كمنازل عائلية كبيرة، تم تحويلها لتصبح فنادق ذات طابع تراثي تاريخي فريد يعكس تاريخ المدينة القديمة، اختارها أصحابها بعناية واهتموا بالأماكن المطلة على عدد من الأحياء الحيوية في المدينة. يقول عبد الله السميري «إن منازل صنعاء القديمة تتشابه كثيرا، حيث ترتفع أدوار عدة يتراوح عددها بين 5 إلى 9 أدوار، تميزها من الخارج النقوش البيضاء التي تزين المبنى من جميع جوانبه بمادة الجبس، والنوافذ الخشبية التي تعلوها «القمرية» التراثية التي تعد من العناصر الجمالية، وتكسوها عقود تتم صناعتها باستخدام مادة الجبس الأبيض الموجود في منطقة «الغراس» شرقي صنعاء، وبعد استخراجه من المناجم يمر بعدة مراحل فنية وصناعية، ومن ثم يثبت بالجبس. طراز تقليدي يحتضن منازل صنعاء القديمة سورها الأثري الذي يعد أحد أهم معالم هذه المدينة العريقة، وهو سور طيني عال كان يحيط بصنعاء القديمة من كل أنحائها وتوجد به عدة بوابات ضخمة. يقال إنه بُني لأول مرة في القرن الثاني الميلادي، ثم تعرض للخراب وإعادة البناء عدة مرات في أزمان لاحقة. وهو الآن قائم في شكل بديع يحيط معظم أجزاء المدينة القديمة بعد أن تم ترميمه وتجديده بدعم من منظمة «اليونسكو». كما احتفظت منازل صنعاء القديمة بطراز معمارها القديم بقناعة ساكنيها ومشاريع الترميم والتجديد المدعومة من «اليونسكو» كونها منازل تعود إلى ما قبل نحو 500 عام وأكثر. يقول عصام الكدس- أحد القاطنين في المدينة القديمة: «لا يسمح لساكني صنعاء القديمة بالبناء الحديث واستخدام مواد البناء العادية المستخدمة في بناء المنازل الحديثة، بل يشترط عليهم الاحتفاظ بالطراز التقليدي القديم للمخطط الإنشائي، لكن من الممكن إدخال بعض المواد الحديثة في البناء شريطة الاحتفاظ بنفس الشكل كباب المنزل، فمن المعروف أن أبواب صنعاء القديمة مصنوعة من مادة الخشب الطبيعي خصوصا شجرة الطنب الشجرة المشهورة في تعدد استخدامها في اليمن، لكن حديثا تمت الاستعانة بمادة الحديد الصلب لأن الأبواب القديمة غير آمنة، حيث يتم صناعة الباب الخارجي من الحديد ثم يبطن بالخشب أويدهن بلون مماثل للخشب مع الاحتفاظ بنفس الشكل والطراز التقليدي القديم». فنادق قديمة خصصت المباني الكبيرة في صنعاء القديمة كفنادق سياحية جاذبة، تقدم خدماتها للسياح الأجانب، وقد عمد أصحاب تلك الفنادق إلى مزج الخدمات الفندقية العصرية والحياة التقليدية القديمة، وعادة ما تحتوي تلك الفنادق مجالس خاصة وصالات رئيسية يتم فيها إقامة الاحتفالات وليالي السمر التقليدية على صوت أنغام العود ورائحة القهوة الصنعائية. كما يتم استثمار أسطح تلك الفنادق كمجالس أو مطاعم مفتوحة تزينها عقود مبنية من الطوب الأحمر مزخرفة بالجص الأبيض. ويفضل السياح الإقامة في هذه الفنادق أو ارتيادها في الليل الهادئ للتمتع بمنظر المدينة القديمة. يقول فؤاد قطابش محاسب في احد فنادق صنعاء القديمة: «إن غالبية زوار فندقنا من الأجانب ينتمون إلى جميع جنسيات العالم -تقريبا- ونادرا ما يزورنا سياح من العرب»! يضيف: «نجد السياح مبهورين بالنظام الفندقي المختلف هنا وعادة ما يلتقطون الصور التذكارية لكل ركن من أركان الفندق كما يفضلون الجلوس في «المفرج- المنظرة» المرتفع أعلى الفندق وهي غرفة كبيرة تبنى في أعلى المبنى ويتم تركيزه في وسط المبنى فيبدو كشرفة معلقة تطل على المدينة بأكملها». ديكورات خاصة تشبع ديكورات فنادق صنعاء القديمة رغبة السياح في التغيير، فثمة فنادق في المدينة القديمة تعتمد على مواد تراثية تقليدية مختلفة عن بقية فنادق اليمن، حيث يلاحظ محتويات أثاث الغرفة تقليدي يقارب الموجود في منازل المدينة القديمة وعادة ما تتم صناعته يدويا، لكن يحاول أصحاب تلك الفنادق إدخال الاكسسوارات الحديثة في ديكورات الفنادق دون إلغاء أصالة الشكل الخارجي. ويقول محمد الصلول- مهندس ديكور: «لا تحتاج فنادق صنعاء القديمة إلى أعمال ديكورات كالفنادق الحديثة فشكلها المعماري القديم يغنيها عن أي إدخالات، فقط نحن ندخل بعض اللمسات الحديثة ونراعي الاحتفاظ بأصالة الشكل فمثلا المصابيح المضاءة كهربائيا نستبدلها بالشكل القديم «الفانوس التقليدي» وهكذا في معظم التفاصيل الأخرى». ويضيف: «نراعي الاحتفاظ بالمفروشات التقليدية في الصالات العامة والمجالس العربية اليمنية وديكورات غرف النوم، أما الاكسسوارات فيتم استخدام أدوات نحاسية ومجسمات تراثية بعضها أثري يعود تاريخ صناعتها لما قبل 200 عام، إذ يتم تعليق مجسمات مصنوعة من الجص الأبيض أو فخاريات قديمة. ويراعى دائما تعليق البنادق العربية القديمة والخناجر اليمنية «الجنابي» التي تمنح ردهات الفنادق طابعا عربيا يمنيا فريدا، إضافة إلى تعليق السبحات «المسابح التراثية» الكبيرة.. كذلك يتم استخدام أطقم كنب تقليدية شبيهة بالمجالس اليمنية التقليدية، وعادة ما يتم استخدام مادة الجبس في النقش على الجدران والأسطح بشكل إبداعي جميل.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©