الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وزير الداخلية اللبناني: اللاجئون السوريون يهددون الوضع الأمني

1 مارس 2013 01:08
بيروت (رويترز) - قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أمس، إن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين جراء الأزمة المستمرة منذ 23 شهراً في بلادهم، بدأوا يهددون الوضع الأمني في البلاد. وتدفق أكثر من 320 ألف لاجئ إلى لبنان منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011. وبالنسبة للكثير من اللبنانيين يشكل اللاجئون السوريون مبعثاً للقلق في بلد ينقسم أبناؤه بين مؤيد لنظام الأسد ومعارض له وأدى هذا الانقسام إلى احتقان طائفي في الوقت الذي تعتبر فيه الحكومة اللبنانية اللاجئين عبئاً مادياً لا تستطيع الإلتزام به. وقال شربل إن لبنان الذي يبلغ تعداده 4 ملايين فقط، يستضيف الآن مليون سوري بين عامل ولاجئ ميسور ولاجئ فقير لكنه أضاف «بكل صراحة الذي يشغل بالي أنا كوزير داخلية الناحية الأمنية». وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع ممثلي برنامج الأمم المتحدة الانمائي «العدد الكبير الموجود حالياً حتى الآن لم نستطع أن نضبطه بالشكل المفروض»، وتساءل قائلًا «مع من يتعاونون؟ من يستغلهم؟ من يسلحهم؟...حتى الآن ليس لدينا الإمكانية 100 ?...للسيطرة عليهم». وأضاف «فكرنا أنه إذا زاد العدد ماذا سنفعل؟ هذا الأمر فوق طاقتنا...إذا صاروا مليونين أو 3 ملايين سوري أين سنضعهم؟ هذه المشكلة الكبيرة التي نحن نعاني منها». وفيما يتنامى أعداد اللاجئين السوريين في مناطق على الحدود شرق البلاد وشمالها، يستخدم أفراد من الجيش السوري الحر التضاريس الجبلية في لبنان لإعادة تجميع صفوف عناصره قبل شن هجمات على القوات السورية عبر الحدود المتداخلة بين البلدين. وكان الجيش اللبناني الذي لديه صلات وثيقة مع الجيش النظامي السوري، قد اشتبك مع هذه المجموعات داخل لبنان. وسعت الحكومة اللبنانية التي تشعر بالقلق من التوترات الطائفية وخصوصاً المذهبية منها بين السنة الذين يدعمون في معظمهم الانتفاضة السورية، والشيعة الذين يساندون الأسد، إلى أن تنأى بنفسها عن الصراع خوفاً من تأثيره على التوازن الطائفي الهش في لبنان. وتحدث شربل عن المشكلة الاجتماعية التي تخلفها قضية اللاجئين الذي قال إنهم يعملون في البلاد بأسعار زهيدة ويفتحون المصالح لينافسوا أبناء البلد. وعقدت الحكومة اللبنانية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي مؤتمراً تحت عنوان «برنامج دعم المجتمع اللبناني المضيف» في محاولة لتجميع الأموال للاجئين وتخفيف العبء عن المجتمعات المضيفة. وكان لبنان الذي يعاني حالياً من انقطاع متزايد في التيار الكهربائي والمياه، قد طلب 180 مليون دولار في يناير الماضي، للمساعدة في رعاية اللاجئين لكنه يقول إن هذا الرقم يجب أن يعدل لأنه وضع لمساعدة 200 ألف لاجئ خلال عام وأن أعداد اللاجئين تجاوزت هذا العدد بكثير. وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور في المؤتمر إن ما تم تقديمه حتى الآن لم يكن كافياً وإن النزوح السوري يمكن أن يؤدي إلى تزايد العنف في لبنان إذا لم تقدم الدول المانحة الأموال لخدمات المياه ودعم المواد الغذائية وغيرها من المشاريع. وعبر أبو فاعور عن خشيته من أن يؤدي تدفق المزيد من اللاجئين إلى حدوث انفجار اجتماعي واقتصادي. وقال إن هذه القضية هي أخطر تحد يواجه لبنان كدولة ومجتمع. وأضاف «للأسف الأمور بصراحة تجاوزت قدرة المجتمع اللبناني وتجاوزت قدرة الدولة اللبنانية على الاحتمال...الأمر لم يعد يتعلق باللاجئين السوريين فقط. الأمر بات يتعلق بالاستقرار في لبنان». ومضى يقول «بدأت بعض النيران السورية تمتد إلى لبنان وعملية النزوح بدأت تخلق توترات داخل المجتمع اللبناني بين المجتمع اللبناني المستضيف وبين المجتمع السوري المضيف». وعدد بعض المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها لبنان جراء تزايد أعداد اللاجئين ومنها عدم قدرة الدولة اللبنانية على دعم الطحين (الدقيق) وتهريب المواشي من سوريا والتي لم يتم تلقيحها منذ 6 أشهر والأمراض المعدية والمنافسة الاقتصادية والاستغلال الاجتماعي وأزمة المياه. لكنه اضاف «طبعاً نحن لا نتهرب من مسؤولياتنا ولكن نحن نقرع جرس الإنذار ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©