الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما.. والاعتراف بـ«الإهمال الحزبي»

12 يناير 2017 00:29
اقتربت ساعة مغادرة أوباما للبيت الأبيض وأخيراً أصبح الرئيس الأميركي أكثر ميلاً إلى النظر داخل ذاته وانتقادها. ففي مقابلة مع «جورج ستيفانوبولوس» من تلفزيون «أيه. بي. سي»، رد أوباما على سؤال بشأن الضعف الحالي للحزب «الديمقراطي» قائلاً: «إنني أتحمل بعض المسؤولية، وبعض المسؤولية سببها الظروف. فقد أتيت في غمرة أسوأ أزمة مالية منذ الكساد الكبير. أعتقد أننا قمنا بعمل جيد لإنقاذ الاقتصاد ووضع أنفسنا على طريق النمو مرة أخرى. لكن أي رئيس في مرحلة مثل هذه يتضرر مما حدث ويتضرر حزبه. وحلت عملية تقسيم جديدة للدوائر التشريعية في غمرة الأزمة عام 2010 وتمكن «الجمهوريون» من إجراء عملية تقسيم منحتهم مزايا هيكلية كبيرة في الانتخابات التالية. لكن ما أعتقد أنه صحيح جزئياً أيضاً أن جعبتي كانت مزدحمة حقاً لذا لم يكن بوسعي أن أكون رئيساً لعملية التنظيم في الحزب «الديمقراطي»، وأن أعمل قائداً أعلى للقوات المسلحة ورئيساً للولايات المتحدة. لم نبدأ ما أعتقد أنه بحاجة إلى الحدوث على المدى الطويل وهو إعادة بناء الحزب الديمقراطي على مستوى القاعدة». إن هذا الاعتراف مهم من رئيس أنفق ما يزيد على سبع سنوات من رئاسته مُصراً على أنه فعل كل ما في وسعه لمساعدة «الديمقراطيين» في الانتخابات للمناصب الأدنى رغم كثرة الأدلة التي توضح أن محل تركيزه الأساسي كان منصباً على أوباما نفسه. وفي جانب كبير من سنوات أوباما، ظهرت شكاوى متكررة من المفكرين الاستراتيجيين «الديمقراطيين» في الكونجرس بشأن انعزال البيت الأبيض عن محنتهم. وخاصة في السنوات الأربع الأولى، فقد تردد أوباما في دعم أي مرشح لا يُطلق عليه باراك أوباما. ونادراً ما ظهر بجانب المرشحين الآخرين للمناصب مما ترك عملية انتخاب المسؤولين في المناصب الأدنى في حالة فوضى شديدة. ولذا شعر مسؤولو الحزب الذين ترشحوا لمناصب بالانتخاب ومفكرو الحزب الاستراتيجيون أن البيت الأبيض خذلهم. فقد ركز أوباما بشدة على إعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية. وقد يكون سبب مقاومته لأن يكون رئيساً للحزب هو احتقاره النسبي للكونجرس والمؤسسة الحزبية بشكل عام. وأوباما لم ينفق إلا عامين في مجلس الشيوخ قبل أن يقرر خوض السباق الرئاسي. وبصرف النظر فإن أوباما لا يتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الانتكاسات «الديمقراطية»، لكنه جادل بأنه لم يكن قادراً على فعل كل ما كان يستطيع ويجب عليه عمله لبناء الحزب «الديمقراطي»، لأنه كان يواجه مشكلات كثيرة تتقاسمه وتثقل كاهله. فقد ذكر أنه «لم يكن بوسعي أن أكون رئيساً لعملية التنظيم في الحزب «الديمقراطي»، وأن أعمل قائداً أعلى للقوات المسلحة ورئيساً للولايات المتحدة». إن عذر أوباما غير مقبول، لكنه ما زال اعترافاً منه بأنه لم يبذل ما يكفي من الجهد لبناء حزبه على مدار ما يقرب من عقد قضاه في البيت الأبيض. وهذا الاعتراف جاء بعد بضعة أشهر من إعلان أوباما أن أولويته الأولى بعد مغادرة البيت الأبيض ستكون المهمة الحاسمة لاستعداد «الديمقراطيين» لعملية إعادة التقسيم الإداري لعام 2021. وهذا الاعتراف لا يُطيّب كثيراً خواطر مئات ومئات من المرشحين «الديمقراطيين» للمناصب الأدنى الذين خسروا السباقات في سنوات أوباما. ورغم هذا، فإن اعتراف أوباما يخبرنا، ويؤكد لنا أن أبرز ما في رئاسته هو: كان أوباما شخصية سياسية تمتعت بشعبية خاصة، واستطاعت الفوز بالبيت الأبيض مرتين بسهولة. لكن لاحظوا أن كلمات «ديمقراطي» أو «الحزب الديمقراطي» لم تظهر في العبارة السابقة. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©