الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فيصل الكتبي: الجو جيتسو أفضل نمـوذج رياضي للإمارات

فيصل الكتبي: الجو جيتسو أفضل نمـوذج رياضي للإمارات
10 ابريل 2017 22:35
أبوظبي (الاتحاد) بفتح ملف الجو جيتسو في الإمارات، واستعراض تجربته الحديثة، مع النمو والتطور والإبداع في الإنجازات قارياً وعالمياً، كان من الضروري أن نتوقف أمام شهادة الجيل الأول من الأبطال والرموز في تلك الرياضة بالدولة، كي نتعرف منهم على الأسرار والخبايا، وبدايتهم التي جعلت من تلك الرياضة تجربة فريدة من نوعها، في ظل ما حققت من انتشار واسع لقاعدة الممارسين، إضافة إلى القفزات القارية وهي في بداياتها، وصولاً إلى الألقاب العالمية، لتصبح عاصمتها مقراً للاتحاد الدولي وهي لم يمض على تأسيس اتحادها أكثر من 4 سنوات. كان من الضروري أن نبدأ بأول جيل مارس تلك الرياضة، كي نرصد معه ملامح المشروع، ونتعرف من أعضائه على عوامل النجاح، وعناصر التحدي، وآليات العمل التي قادتهم سريعاً من المحلية إلى الصدارة القارية والإنجازات العالمية، ربما نستلهم منهم العبر، ونقدم من خلالهم تجارب مضيئة لباقي الرياضات الأخرى التي ما زالت في طور التمثيل المشرف. في البداية يؤكد بطلنا العالمي فيصل الكتبي الذي يعد واحداً من رموز اللعبة في آسيا والعالم أن التجربة الرياضية الوحيدة في الإمارات التي تواكب التطور مع كل القطاعات الأخري بالدولة، هي تجربة مشروع الجو جيتسو، مشيراً إلى أن الإمارات شهدت في الـ30 سنة الأخيرة نهضة شاملة في كل المجالات، وأصبحت نموذجاً لأغلب دول العالم في التطور السريع واستيعاب حضارة العصر في الإدارة والاقتصاد والسياسة والتعليم والعمران والتخطيط والتكنولوجيا، وكان يجب على الرياضة أن تواكب هذه النهضة الشاملة. وقال الكتبي «الفرصة كانت متاحة أمام كل الرياضات لتأخذ بأسباب التطور لكن الجو جيتسو هي التي كانت قادرة على مواكبة نهضة بلادنا، وكانت سريعة في قفزاتها النوعية نحو الصدارة القارية والعالمية، لأن صعود مشروع الجو جيتسو في أبوظبي يتشابه مع صعود دولتنا الحبيبة على المستويات العالمية في كل المجالات الأخرى، الأمر الذي يجعلنا نقول إن الجو جيتسو يعكس الوجه الحضاري لرياضة الإمارات». وأضاف «الرياضة لم تعد رفاهية بالنسبة للشعوب، حيث إن الكثير من الدراسات تثبت حالياً أنها أصبحت تمثل أمناً قومياً بالنسبة للكثير من الأمم، وإن هذا المفهوم واضح لدى عدد من الزعماء والساسة الذين تحدثوا فيه صراحة في المؤتمرات الصحفية واللقاءات التلفزيونية، وبالنسبة لي فهذا ليس مجال نقاشنا ولكننا يمكن أن نعتبره منطلقاً مهماً للحديث عن قيمة الرياضة بالنسبة لي شخصياً، وأهمية لعبة الجو جيتسو في حياتي». وتابع «تعلمت مع الجو جيتسو كيف أمارس الرياضة على مستوى الاحتراف، وأدرس لأحصل على الشهادات، وأؤدي عملي في وظيفتي بمنتهى التوازن، دون أن يطغى مجال من تلك المجالات على المجال الآخر، لأن أصول رياضة الجو جيتسو تقوم على التوازن والانضباط، ولا شك أن الفوز بالبطولات والميداليات وضعني في مكانة مميزة بالمجتمع، وأتاح لي فرص الحصول على دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وللعلم فإن الكثير من الرياضات تحظى بدعم الشيوخ ولكن القليل منها من حول هذا الدعم إلى إنجازات على أرض الواقع». وفي تفسيره لإقبال الطلاب والطالبات وكل فئات المجتمع في المؤسسات على رياضة الجو جيتسو في التجربة الإماراتية قال «السر يكمن في ثقة الناس بالرياضة التي يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي لم يختر تلك اللعبة بعينها من فراغ، وفي ثقتهم أيضاً في اتحاد اللعبة وطريقة إدارته للحفاظ على أبنائهم وبناتهم، وجدية مسؤوليه في تطبيق البرامج، كما أن اللعبة سهلة في حد ذاتها وليست معقدة، ولا تتطلب وزناً محدداً، ولا سناً محددة، وإن تجاوز عدد الفتيات لـ20 ألف لاعبة في تلك الرياضة القتالية، يؤكد أن الجو جيتسو نجحت في تغيير المفاهيم وتطوير الثقافة لدى الطالبات وأولياء أمورهن، وهو الأمر الذي لم يتحقق لأي رياضة أخرى بالدولة، كما أن وجود المدربات وأماكن التدريب الخاصة بالفتيات والبرامج المميزة للتدريب كلها عوامل ساعدت في تغيير الثقافة». وقال الكتبي «أهم ما تعلمته من الجو جيتسو التواضع والاحترام، لأن قوانين اللعبة تلزم اللاعب الأحدث في الحزام على تحية اللاعب الأكبر، والانحناء له وللحكم قبل النزال، وبعده، كما تلزم اللاعب الأقدم والأعلى في فئة الحزام أن يبادله نفس التحية مهما كانت المشاعر متأثرة بفورة الفوز، أو حسرة الخسارة، إنها تهذيب حقيقي للنفس، وسيطرة حقيقية على العصبية والغضب، وتعلم الطرق المثلى للتعبير بأدب واحترام، بعيداً عن العصبية. الجو جيتسو ضد الأنانية، لأنها تزيل الحواجز بين المنافسين والزملاء، وتضع هدفاً مشتركاً للجميع وتعلمهم كيف يفكرون وكيف يتصرفون بأسلوب الفريق. وعن ذكرياته عن أول مرة يلعب فيها الجو جيتسو قال «كان ذلك عام 1998 بالخالدية، وكنت أنا ومحمد ناصر القبيسي، وطارق الكتبي، وعلي الدرعي، وجابر الدرعي، وحسن الرميثي، وياسر القبيسي، وضاحي الثميري، قد تم اختيارنا من قبل سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لنتعلم تلك الرياضة، وأنا أقول عندما تتعلق بشخص وتحبه فأنت تريد أن تتعلم منه كل شيء، وسموه بالنسبة لنا كان ولا يزال أخاً أكبر، كنا نجتهد من أجل إرضائه». وعن مرحلة احترافه للجو جيتسو قال: «2008 و2009 كانت بدايات احترافي للجو جيتسو في ظل الدعم الهائل الذي حصلت عليه اللعبة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأتذكر أنني وزملائي كنا نلعب أحياناً في مراحل الطفولة من الساعة السادسة مساء حتى الواحدة من بعد منتصف الليل من حبنا لتلك الرياضة، وكانت أوقاتاً ممتعة بالنسبة لنا جميعاً، وبالنسبة لأول بطولة محلية شاركت فيها كانت بطولة آسيا عام 2008، وحققت فيها إنجازاً، بعدها استقبلنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان». وأضاف «الجيل الحالي للعبة محظوظ بالاهتمام الكبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الداعم الأول لكل الرياضيين، والاهتمام الواسع باللعبة في المدارس وكل المؤسسات، بعكس جيلنا الذي كانت بداياته متواضعه، وكان يجد صعوبة في إيجاد من ينازله أو يعتبره مثله الأعلى، ولكن عندما تدخل اللعبة في المدرسة فإن 90% من الصعوبات زالت». وعن أهم محطات تطور لعبة الجو جيتسو في الدولة باعتباره شاهداً عليها منذ البدايات قال: «أول محطة هي البدايات عام 1997، والمحطة الثانية كانت في استضافة أبوظبي لبطولة من دون بدلة عام 2000، لأن الناس بدأت من خلالها تتعرف على الجو جيتسو، حيث كانت أول بطولة تقام بحضور الجمهور في نادي أبوظبي للفروسية، أما المحطة الثالثة بدأت مع دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعبة في 2008، والمرحلة الرابعة هي بطولة العالم وبداية تنظيمها في 2009 بملعب التنس بمدينة زايد الرياضية، ثم كانت المحطة الرابعة بإقرار برنامج الجو جيتسو المدرسي، أما المرحلة الخامسة كانت بتشكيل مجلس الإدارة للاتحاد، وإدخال اللعبة للقوات المسلحة، والمرحلة السادسة بدخول الأندية على الخط اعتباراً من 2012، والمرحلة السابعة هي مرحلة الانطلاقة الآسيوية والعالمية عام 2014، ودخول اللعبة في دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية والبطولات الآسيوية للجو جيتسو، ثم مرحلة البطولات الدولية و«جراند سلام» وهي المرحلة الثامنة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©