شمسه سيف (أبوظبي)
لم تتوقع عائلة المرزوقي أن يجمع القدر الشقيقتين في نزال واحد في أول أيام بطولة أبوظبي العالمية للجو جيتسو، بعد أن قابلت حوراء محمد المرزوقي 10 سنوات، شقيقتها زينب محمد المرزوقي، والتي تصغرها بعام واحد فقط في النزال الأخير بعد تأهل كليهما إلى النهائي لفئة 37 كم.
وتواجهت الشقيقتان وجهاً لوجه في النزال نظراً لتقارب الأوزان، لتتغلب الشقيقة الكبرى حوراء على زينب، وتحصد الذهبية، فيما حصلت الأخت الصغرى على الفضية.
لم تتقبل زينب حصولها على الفضية بالرغم من خسارتها أمام شقيقتها حوراء، حيث أكدت أنها شاركت سابقاً مع شقيقتها حوراء في بطولتي الشهيد والتحدي، وتوجت كلتاهما بالذهبية، مشيرة إلى أنها لا ترضى سوى بالمركز الأول، وحتى ولو جاءت الخسارة من شقيقتها على حد قولها، حيث ظلت تبكي من صدمة الخسارة في بطولة كبيرة من نوعها كبطولة أبوظبي العالمية. وحاول الأب تهدئة ابنته ومواساتها بعد الخسارة، وإلقاء بعض الكلمات التحفيزية التي من شأنها أن تبعث فيها روح الأمل والتحدي من جديد في قادم البطولات، وقال والد الشقيقتين محمد المرزوقي: فوجئنا أنا ووالدتهما برؤية ابنتينا في نفس النزال في النهائي، ولكن هذه هي لعبة الجو جيتسو يجب أن تحترم قوانينها مهما كانت الظروف، ونحن سعيدان للغاية بتواجدنا بجانب ابنتينا لتقديم كامل الدعم لهما، وتشجيعهما في هذه البطولة الكبرى، التي يشارك بها عدد كبير من المتسابقين من مختلف أنحاء العالم. وأضاف: نقوم بتشجيع ابنتينا باستمرار على هذه الرياضة التي نظمت حياتهما بشكل ملحوظ بعد ممارستهما لهذه الرياضة التي تعتبر إحدى اللعبات القتالية، التي صقلت من شخصيتهما وعلمتهما الشجاعة، ولله الحمد أن الجو جيتسو لم تؤثر عليهما سلباً نهائياً، بل انهما متفوقتان بتحصيلهما الدراسي ومن الأوائل، وسبق أن تم تكريمها في عدة مسابقات تابعة للابتكار. وتابع: أنا فخور جداً بهما وسأقوم بمساندتهما ودعمهما حتى تصلا إلى العالمية، ولن أقوم بمنعهما نهائياً من ممارستها، لما فيها من فوائد عديدة، حيث إن الفتاتين متحمستان جداً في تقديم كل ما لديهما حتى تصلا إلى مراكز متقدمة في الجو جيتسو. واختتم حديثه قائلاً: أشكر كل المساهمين ومن له بصمة في أن تخرج البطولة بهذا التنظيم الرائع سنوياً، كما أقدم جزيل الشكر إلى الأب الروحي لهذه اللعبة، على دعمه اللا محدود لرياضة الجو جيتسو، وكل القائمين عليها من مسؤولين وأعضاء، وتمنى المرزوقي أن يقوم جميع أولياء الأمور بالبحث عن رياضة أياً كانت لممارستها بل واحترافها، لأن الرياضة مهمة للجميع صحياً وجسدياً وعقلياً.
«الأم».. اللاعبـة والداعمة الأولى
أبوظبي (الاتحاد)
«الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق».
عندما تكون الأم لاعبة وداعمة في آنٍ واحد.. هذا لا يحدث دائماً، ولكن وجدناه في رياضة الجو جيتسو في صالة «آيبيك أرينا».. وجدنا إحدى لاعبات الجو جيتسو، ولكن هذه المرة ليست فوق بساط المنافسة، بل وجدت في المدرجات، وهي تهتف بأعلى صوتها، هيا يا زمزم، هيا يا غلا، لا نرضى إلا بالذهب. هذا ما كانت تردده والدة الطفلتين، ندى النعيمي والتي تدعى بـ «أم زايد»، في مدرجات الصالة التي اكتظت بالجماهير لحضور اليوم الأول من منافسات بطولة أبوظبي العالمية للجو جيتسو.
تواجدت الأم التي تشارك هي في البطولة أيضاً كذلك لمؤازرة ابنتيها زمزم وغلا، اللتين افتتحتا مهرجان الصغار للفتيات في انطلاقة النسخة التاسعة لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، وعند سؤالنا لها كيف بدأتي ممارسة هذه الرياضة، قالت: عندما رأيت ابنتي الكبرى زمزم، وهي في عمر ثلاث سنوات ونصف السنة متحمسة جداً، وهي تلعب رياضة الجو جيتسو، تحمست أنا أيضاً أن أكون بجانبها جنباً إلى جنب، وأن أخوض غمار هذه الرياضة كتحدٍ جديدٍ لرياضة جديدة، خاصة أنني سبق أن مارست رياضة الجري والجودو من قبل، ولكن مع بداية ممارسة زمزم الجو جيتسو ألهمتنا وجذبتنا جميعاً أنا وأختها وشقيقها لممارسة هذه اللعبة الفريدة من نوعها، الأمر الذي جعلني أقيم صالة رياضية خاصة في المنزل، نقوم بتأدية التدريبات فيها كعائلة محبة للجو جيتسو.
وأضافت: رياضة الجو جيتسو تعمل على زيادة معدل الثقة بالنفس لدى الأفراد، والثبات والقوة، كما تقوم بكشف خصال إيجابية عدة لدى الشخص نفسه بمجرد ممارسته اللعبة، وأنا على يقين بأن القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كانت موفقة باختيار هذه الرياضة التي بات يمارسها عدد كبير من بناتنا وأبنائنا في مختلف أنحاء الدولة، وباتت في كل بيت إماراتي اليوم، فهي ليست رياضة قوة وتحدٍ ودفاع عن النفس فقط، بل هي رياضة روحانية تعمل على تهذيب النفس، كما أن لها العديد من الخصال التي تعمل على تغيير شخصياتنا إلى الأفضل. وتابعت: ابنتي الكبرى زمزم تبلغ من العمر 8 سنوات، مارست اللعبة في سن صغيرة، وكانت من أوائل الفتيات المواطنات اللاتي بدأن مزاولة رياضة الجو جيتسو، ليلحق بها التوأم زايد وغلا، فضلاً عني أنا في ممارسة هذه الرياضة. وقالت: أقف اليوم وكلي فخر بما حققته كل من زمزم وغلا، بحصولهما على الذهبية، وأتمنى أن يلحق بهما ابني زايد في نزال الغد، وأن يحقق هو كذلك المركز الأول ويحصد الذهب، على خطى أختيه، ولم يأتِ تفوقهما بمحض المصادفة، فنحن كعائلة نتمرن بشكل يومي ما يقارب الساعتين.
عدد اليوم
