الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ساندرز» على منحدر خطر!

20 مايو 2016 22:24
في هذه اللحظة من الزمن، قد يكون أفضل شيء، يمكن أن يقوم به أنصار بيرني ساندرز، المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية، من أجل إنقاذ سمعته، هو التصويت ضده، في الجزء المتبقي من الانتخابات التمهيدية، والمؤتمرات الانتخابية. فهيلاري كلينتون ضمنت الترشح منذ وقت طويل، ونتائج الثلاثاء الماضي -فوزها على ساندرز بفارق ضئيل في كنتاكي، وفوزه هو بفارق 10 نقاط مئوية في أوريجون- لا يغير من الأمر شيئاً: فالمسألة حًسمت بالفعل. وإذا ما قمنا بإدخال أصوات المندوبين الكبار، فسيتبين أن كلينتون ستكون بحاجة إلى أصوات 100 مندوب فقط لحسم السباق لصالحها. وإن أخذنا في الاعتبار نظام التمثيل النسبي الذي يطبقه الحزب الديمقراطي فإنها تصبح، من حيث الجوهر، قد ضمنت سلفاً الوصول إلى تلك النقطة. ولكن كلما اقتربت كلينتون من إعلان فوزها رسمياً، كلما كثف ساندرز وحملته من محاولاتهم الرامية، لإثبات أن الترشيح لانتخابات الرئاسة قد سرق منهم ظلماً، بل إن أبواب الحزب قد أغلقت ظلماً أيضاً في وجه أتباعه. وقد توجت محاولات ساندرز وأنصاره المتواصلة لإثبات ذلك، بمشهد قبيح في نيفادا الأسبوع الماضي، لجأ فيه أنصاره لتهديد مسؤولي الحزب الديمقراطي هناك. وماذا كانت نتيجة ذلك؟ كانت النتيجة أن الليبراليين قد انقلبوا على ساندرز، وهم يحثونه الآن على الخروج من السباق، أو على الأقل، تغيير نبرة خطابه. وكان من أبرز هؤلاء «بول كروجمان» الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، الذي كتب مقالاً في «نيويورك تايمز» قال فيه إن ساندرز «لديه مشكلة في مواجهة الواقع». كما وصف حملة ساندرز في هذا المقال نفسه بأنها قد تحولت إلى «فوضى عارمة». كما كتب «إد كيلجور» كاتب العمود الشهير مقالاً وصف فيه مزاعم ساندرز وحملته بأن الترشيح قد سرق منه، أو جرى تزويره، أو أي شيء من هذا القبيل، بأنها كلام فارغ. والصحيح هو أن بعض القواعد المعمول بها «منذ زمن طويل» -ولم يتم تطبيقها بشكل استثنائي في هذه الانتخابات- قد عملت ضده، وأن أداءه كان أكثر سوءاً في الولايات التي تطبق نظام الانتخابات التمهيدية المغلقة (أي التي تقصر التصويت على الديمقراطيين المسجلين فحسب). ولكن صحيح أيضاً أن النظم المطبقة في ولايات أخرى قد عملت لصالحه، وأنه قد تمكن من تحقيق منافع كثيرة في المؤتمرات الانتخابية. وربما يكون أكبر تأثير يمكن إرجاعه للقواعد الانتخابية المعمول بها، هو أن نظام التمثيل النسبي المطبق في الحزب الديمقراطي، الذي يتم بموجبه تحديد عدد المندوبين بما يتناسب مع عدد أصوات الناخبين التي حصل عليها المترشح، قد خلق تصوراً وهمياً بأن المعركة الانتخابية حامية الوطيس، وأن الفروق بين المترشحين محدودة، في حين أن الحقيقة هي أن هيلاري كلينتون قد فازت بعدد أكبر من الولايات، وأنها كسبت أيضاً في الولايات الأكبر، وأنها فازت، بشكل عام، بهوامش كبيرة باستثناء عدد محدود من المؤتمرات الانتخابية، التي كان معظمهما في ولايات صغيرة. وفي المجمل كسبت هيلاري 57 في المئة من الأصوات، وهزمت ساندرز بفارق 14 في المئة. ويمثل هذا هزيمة كاملة لساندرز، وهي هزيمة تتناسب في رأيي، إذا كانت لهذا الرأي أهمية، مع التقدم الذي حققته كلينتون في الانتخابات الوطنية على منافسها الديمقراطي. وقد قال ساندرز إنه سيدعم كلينتون ضد دونالد ترامب في معركة الانتخابات العامة، وليس هناك أي سبب يدعو للشك في قوله هذا. وليس هناك أيضاً سبب يدفع للاعتقاد بأن تخريب اجتماع حزبي على المستوى الوطني، أمر يعادل في سهولته تخريب تجمع انتخابي في إحدى الولايات. وبالطبع يمكن لأنصار ساندرز تنظيم مظاهرات، ومنح مقابلات لوسائل الإعلام التي تتطلع دائماً للسجال والجدل، ولكنّ هناك احتمالاً متزايداً أن مشجعيه سيبدون كخاسرين محبطين، أكثر من أي شيء آخر. وفي الوقت نفسه، سيبادر معظم الليبراليين -العاديين- بالاصطفاف وراء المرشح الديمقراطي ضد ترامب. ولن يغير من هذا الأمر شيئاً ما إذا قامت حفنة من أنصار ساندرز المتعصبين بالخروج عن هذا الاصطفاف. ولكن مشاكسة سيناتور فيرمونت يمكن أن تكون لها أيضاً تأثيرات خطيرة على حركته، وعلى قدرته على المحافظة على نفوذه بعد الحملة. فقدرة ساندرز على إثارة جموع كبيرة، وكسب الكثير من الأصوات، يمكن أن تجعله قادراً على تحقيق حضور في مجلس الشيوخ، أقوى بكثير مما كان عليه حاله قبل الحملة الانتخابية الرئاسية. أما إذا تصرف بعدم مسؤولية، فسيكون قد تخلى مقدماً عن مثل هذا النفوذ. وهذا هو السبب الذي يجعلني أقول إن أفضل شيء يمكن لساندرز القيام فيه في هذه النقطة من الزمن، هو أن يخسر خسارة مؤكدة في كاليفورنيا ونيوجيرسي في السابع من يونيو المقبل، مما يجعل من الواضح لأتباعه -وربما له هو شخصياً- أنه قد فقد فرصة الترشيح، وأن خسارته كانت مستحقة ولم يتعرض فيها لأي ظلم أو عدم إنصاف. ومن الواضح أن التعرض لخسارة مؤكدة، هو الشيء الذي قد يحتاج إليه ساندرز لتحويل حملته الخاسرة، التي تدعو للإعجاب مع ذلك، إلى قوة إيجابية لأفكاره المستقبلية. * كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©