الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سقوط الحلم الإسرائيلي

سقوط الحلم الإسرائيلي
14 ابريل 2010 19:49
شريط “شباب إسرائيليّ” Une jeunesse Israélienne الذي يعرض هذه الايام في عديد الدول الاوروبية جمع بين تصوير الواقع والنّقد له، وهو يروي قصّة ثلاثة شبّان يعيشون بالجنوب الإسرائيلي ويمرون بظروف صعبة، أحدهم ينحدر من عائلة روسيّة مهاجرة ويتحدّث في الفيلم عن الإهانات المتكرّرة الّتي يتعرّض لها بسبب أصوله، وهو يلتجئ لضمان دخل مالي إلى المتاجرة ضمن شبكة لترويج المخدّرات، والثّاني هو من عائلة أثيوبيّة يهوديّة مهاجرة (الفلاشا) ويظهر في الشريط انه يعتني بأخيه الأصغر منه بسبب مرض والدتهم، والشاب الثالث هاجرت أسرته من شمال إفريقيا، ويعمل نادلا في مطعم للبيتزا يعيش ويقيم مع أمّه الأرملة، وشقيقه الأكبر شاب منحرف يريد أن يفرض عليه سلطته وسطوته. ويظهر الفيلم أنّ الأصدقاء الثّلاثة نشأوا في حي فقير ويعانون من الضجر والمرارة التي تمزق وجدانهم بسبب مشاعر العنصرية التي يظهرها اليهود الآخرون إزاءهم، ولمداواة جراحهم النفسية والاجتماعية فانهم انخرطوا في ناد كرة القدم للبلدة الّتي يعيشون بها بحثا فرصة لتغيير مجرى حياتهم الرتيبة البائسة. ويبرز المخرج الإسرائيلي موشون سالمونا Mushon Salmona مشاهد من الحياة اليوميّة لشباب إسرائيلي ضائع وتائه، ويكشف في الشّريط مظاهر العنف في شوارع وأزقّة مدينته الّتي عاش فيها طفولته وهي “بئر السبع”. وهذا هو أوّل شريط طويل للمخرج المذكور وبه حطّم أسطورة اندماج اليهود المهاجرين لإسرائيل وتعايشهم مع بعضهم بعضا مثلما تريد الدّعاية الإسرائيليّة تصوير ذلك، فالشّريط يبرز فشل الحلم الإسرائيلي، وهو شهادة أخرى تؤكد بأنّ سياسة إستقبال المهاجرين اليهود من كلّ أشتات الأرض لم تنجح وأنّ الإندماج المأمول لم يتحقّق. فالدّعاية الرّسميّة الاسرائيلية تصوّر هجرة الرّوس اليهود بأنّها عمليّة ناجحة، وانّ المهاجرين نشّطوا الإقتصاد وأنعشوا الحياة وغذّوا المجتمع بالشّباب الطّموح السّاعي للمساهمة في إزدهار دولة إسرائيل، ولكن الحقيقة العارية الّتي يظهرها الفيلم أنّ المهاجرين الجدد من روسيا وشمال افريقيا واثيوبيا إلى إسرائيل يدفعون اليوم ضريبة كبيرة لإستبدالهم البلدان الّتي ولدوا وترعرعوا بها بإسرائيل. والفيلم هو أقرب منه إلى الافلام الوثائقية ويتضمن نقدا لاذعا للمجتمع الاسرائيلي الذي يظهر في الشريط انه مجتمع لا رحمة فيه، والمخرج يمرر رسالة مفادها ان المشروع الصهيوني قد فشل، ولم توافق أي قناة تلفزيونيّة إسرائيليّة المساهمة في إنتاج هذا الفيلم بعد إطّلاع مسؤوليها على السيناريو، وبعضهم أدرك ـ وفق ما أفاد به المخرج ـ أنّ الموضوع ساخن ومفزع لهم. إن الشريط يبرز من خلال قصص الشبّان الثلاثة واقع حياة شريحة كبيرة من المهاجرين إلى إسرائيل ومعاناتهم من العنصريّة، فهم مواطنون من درجة ثانية أو ثالثة، وإنّ خيبة أملهم ـ كما تظهر في الفيلم ـ كبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©