الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حالات» تتشيّع للمرأة

«حالات» تتشيّع للمرأة
14 ابريل 2010 19:48
يغوص الفنان التشكيلي غسان أبو لبن في البحث في الممكنات المتناقضة والمتضادة داخل المساحات الثرية باحتمالات اللون بهدف تحفيز المتلقي لخوض تجربة مركبة حيث الفرشاة أو السكين تتحرك بمسارات قصدية ونغمات لونية ممتلئة تغيّب الحدود الفاصلة بين الأشكال. وفي معرضه “حالات” (32 لوحة) المقام في دار المشرق بعمان، يطرح أعمالا من مشاعر متشابكة وجماليات تحتمل الجدل لدفع رواده لاستكشاف مخفيات السطح وتفكيك رمز اللون ليحملوا دهشة الاكتشاف إلى الأبد. يقول أبو لبن إن شخوص أعماله تتملكها الرغبة في التماهي والتخلي عن الهوية وتطرح تساؤل الذاكرة واختراقها دهشة التعريف أو مأساة الامحاء لكنها تختفي وتعاود الظهور في غير لوحة أو ربما تدفن تحت طبقات اللون. يضيف إنه يتحاور مع السطح للتوصل لصيغة للألفة الجمالية مع اللوحة، ولا مشكلة عنده في الموضوع لأنه يستطيع القفز من التجريد إلى التشخيص دون الوقوع في اختلال بالشروط التشكيلية.. فالمتلقي يجب أن يحصل على تجربة لونية جمالية راقية تترك عنده أثرا وصيغ جمالية جديدة لم يألفها من قبل. ويتابع أبو لبن: “أنا أعارض المباشرة ومع أن تكون اللوحة مفتوحة على التأويل بحيث يكون المشاهد قادرا على أن ينسج رؤية أو تفسيرا خاصا وهذا هو التفاعل الحقيقي فاللوحة المباشرة تفقد المتعة البصرية لأنها تخلو من الدهشة والعمق وتنم عن سطحية الفنان أو انه لا يملك ثقافة او رؤية أو عينا جمالية. والبساطة المركبة هي التي تثير الدهشة في لوحاتي فاللوحة قد تبدو بسيطة وعناصرها قليلة لكنها محملة بطبقات متراكمة من المعاني والرموز والسبب أننا لا أكتفي بأحادية السطح أو اللون أو اللمسات الفقيرة بل أحب ان تكون لوحة تحوي شحنة تعبيرية وافية أو مكتملة وإلا ما هي قيمة اللوحة فنيا”. وحول علاقته بالمكان يرى أبو لبن أنه يحاول اختزال المكان الموضوعي المألوف المتعارف عليه لمكان مجرد بحيث يتحول البيت إلى سطح من لون واحد والأرض تختزل لمساحات محدودة وهذا يؤدي من وجهة نظري لخلق لوحة مصدرها الأساسي منظر عام أو مجموعة من البيوت أو حارة قديمة لمساحات لونية متجاورة. وفي رأيه “هناك مكانان الأول في الذاكرة والثاني في الحلم، ولوحتي مقاربة بين الحلم والذاكرة ودائما أرى البيوت والشبابيك والأبواب وعندما أنظر للوجوه لا أرى اللون الحنطي أو البيض أو السمر بل أراها مساحات ملونة ومجموعة من الظلال والتكوين الفني”. وحول سيطرة المرأة على لوحاته برر ذلك بالقول إن المرأة تحتوي الاثنين ووجودها وجود للرجل والمرأة معا حتى ولو لم يكن موجودا جسدا كما أن إيقاع المرأة الجمالي في اللوحة أعمق لأنها متعددة الجوانب وتولد معاني جمالية متنوعة وقادرة على خلق حالة جذب تغني اللوحة أكثر من الرجل. وكما يقولون “الغائب هو الموجود” فهن يتماهين في اللوحة غير مكتملات الحضور كتشخيص ومعنى ففي كل اللوحات هناك غائب!!ولم يكن مقصودا حضور المرأة وتغييب الرجل. وخلق حالة من الحيرة والتوحد عند المرأة كان هدفه جماليا بحتا فهي كعنصر جمالي تثير محفزات جمالية عديدة فهي تشكل ليّ كفنان مصدر الهام وأحاول على الدوام مراجعة المخزون الثقافي أو الاجتماعي أو البيئي في محاولة لتفسير أهمية المرأة كمصدر الهام. وتحدث أبو لبن عن جزء خفي باطني في ظهور المرأة الواضح في أعماله وقال “عندما أفكر بإنشاء اللوحة تبرز دائما المرأة” وبرر غموض وعدم اكتمال نسائه بالقول: “أعتقد أن من أهم المظاهر الجمالية لدى المرأة هو الغموض فأنا لا أحب التفاصيل حتى في حياتي العادية بل أكتفي بالعموميات لكي تبقى العلاقة مع المرأة منسجمة ومتوازنة وأكثر قدرة على الديمومة. وربما يعود ذلك للبنية النفسية الخاصة ففي الرسم أحب الاختصار والاختزال والتمويه وإلغاء التفاصيل والبحث عن الكل وليس الجزء”. ويقول أبو لبن “في كل عمل أقدمه عندي حالة إشباع في منطقة تتولد منها حالات داخلية في مناطق أخرى جديدة. فلا ألوان ترابية في الأعمال وجميع الألوان منسجمة بهارموني متوازن ومقصود سواء كانت حارة ويكون مقصودا أو باردا ويكون مقصودا أيضا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©