هل التكنولوجيا تفيد كرة القدم؟
تلك قضية تشهد جدلاً كبيراً في أوساط اللعبة، وأذكر أنها كانت محل خلاف بين ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي السابق، وجوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق، وكان بلاتيني يرفض التكنولوجيا وكان بلاتر يؤيدها.
يوم 27 مارس الماضي لعبت إسبانيا وفرنسا مباراة ودية، وبدلاً من انتهاء اللقاء بالتعادل 1/1، انتهى بفوز إسبانيا 2/ صفر.. في الشوط الأول ألغى الحكم هدفاً سجله الفرنسي جريزمان بدعوى التسلل، وفي الشوط الثاني ألغى الفيديو هدفاً سجله الإسباني دولوفيو برأسه، واستغرق الأمر 40 ثانية فقط لصدور قرار نهائي بشأن هدف دولوفيو، وهو زمن معقول نسبياً، لكن بعض الأمور لا يمكن للفيديو أن يتدخل فيها وفقاً لقواعد الاستعانة به، ومن ذلك هدف مارادونا في مرمى إنجلترا بكأس العام 1986، وهدف تيري هنري في مرمى أيرلندا في 2009 بتصفيات المونديال.. كلاهما غيرا مصير المباراتين والفريقين المتنافسين.
فالقواعد سمحت بالاستعانة بالفيديو في حالات تجاوز الأهداف خط المرمى من عدمه، وضربات الجزاء، ومدى صحة البطاقة الحمراء، والمشكلة التي تواجه قصة الفيديو متى يمكن اللجوء إليه.. فلا بد من خروج الكرة من الملعب أو تصل إلى منطقة غير مؤثرة في الملعب، توصف بأنها منطقة محايدة.
لست مع تلك التكنولوجيا، ولست كذلك ضدها، لأنني من جيل عاش لحظات إذا غضب الجمهور من الحكم، فإنه يهتف «شيلوا الرف»، فالفيديو يعطل دراما كرة القدم، فقد يكون فيلم المباراة شائقاً وشائكاً وسريعاً، فيتوقف اللعب لمراجعة لقطات الفيديو، وفي تلك اللحظات سيكون زمن 40 ثانية طويلاً للغاية، والواقع أنه مثل أي تغيير في كرة القدم يهدف نظام الفيديو إلى تحقيق التوازن بين المحافظة على تدفق اللعبة وتصحيح بعض أخطاء التحكيم الكبيرة، والتي تغير من نتائج مباريات. ومع ذلك لا يقنعني اللجوء إلى تلك التكنولوجيا، فلا توجد لعبة يستمر الجدل حولها لأيام أو لسنوات مثل كرة القدم، فالأخطاء جزء من اللعبة.. وفى كرة القدم لا يوجد استئناف مثل التنس أو الكريكيت!
الحقيقة أن الحكم يحاكم الآن بعشرين كاميرا وأكثر، وأن الإعلام يستند إلى تلك المحاكمة فيحاكم الحكم من دون نقض أو استئناف، دون مراعاة أنه الكائن الوحيد الذي لا يستطيع أن يقول: «لا أعرف.. دعوني أفكر»، وذلك في لحظة اتخاذ القرار!
** كرة القدم من دون استئناف أفضل كثيراً!
عدد اليوم
