الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أغنى قبيلة في أفريقيا تعيش في أكواخ الصفيح

أغنى قبيلة في أفريقيا تعيش في أكواخ الصفيح
13 مايو 2008 00:57
تعاني أغنى قبيلة في افريقيا من مشكلات خاصة بالمال حيث تتمثل تلك المشكلة في امتلاكها للكثير من الاموال ولكنها لا تعرف ماذا تفعل بها· ويقول نيال كارول المسؤول عن إدارة أصول تساوي 34 مليار راند (5ر4 مليار دولار) لصالح قبيلة بافوكينج الملكية التي يبلغ عدد أفرادها 300 ألف شخص وتقع في الإقليم الشمالي الغربي من جنوب أفريقيا: ''لدينا مشكلة في توظيف رأس المال··· من اللطيف أن يكون لديك مثل هذه المشكلة''، وهي مشكلة لا يبدو أنها ستحل قريبا حيث إن البلاتين - وهو معدن نفيس يستعمل في صناعة السيارات والمجوهرات ويوجد أكبر مخزون منه في أرض بافوكينج - يرتفع سعره باستمرار ليصل إلى معدلات قياسية بسبب قرب نفاد المخزون· وفي العام الماضي ربحت قبيلة بافوكينج نحو ملياري راند من مبيعات البلاتين من بينها 2ر1 مليار راند من عوائد من شركة إمبالا بلاتينام (امبلانت) وهي ثاني أكبر منتج للبلاتين وتمتلك فيها قبيلة بافوكينج حصة كبيرة· وفي هذا العام ولأن الأسعار مستمرة في الصعود لتصل لنحو ألفي دولار للأوقية فإن القبيلة من المتوقع أن تربح نحو 900 مليون راند من المعدن فيما تستمر استثماراتها في النمو في استثمارات لا علاقة لها بالتعدين· وتعود قصة بافوكينج - وهم جزء من القبائل المتحدثة بلغة التسوانا ويعيش بعضهم في بوتسوانا - هي قصة عن الإلهام وبعضها يدور حول التعب والعرق الممزوج بالقليل من الحظ، فقد أرسل زعيم قبيلة بافوكينج قبل عدة قرون شباب القبيلة للعمل في مناجم الماس من أجل كسب المال لكي يشتروا أرضهم مرة أخرى من مستوطني البوير؛ لكنه لم يكن يعلم أن الأراضي التي تبلغ مساحتها نحو 70 ألف هكتار في منطقة ميرنيسكي المرجانية مملوءة بالبلاتين· ورغم أن البلاتين يتم استخراجه بوفرة على أراض بافوكينج منذ الخمسينيات من القرن الماضي فإن القبيلة لم تبدأ فعلا في الاستفادة من الثروة التي تقع تحت أقدامهم إلا في التسعينيات بعد فوزهم بقضية قانونية ضد شركة إمبلات من أجل الحصول على عوائد· وخلال العقد الماضي فإن إدارة بافوكينج الملكية التي يرأسها كجوسي (الملك أو زعيم القبيلة) ليرو مولوتليجي دفعت بنحو ملياري راند من هذه الأموال من أجل بناء طرق جديدة ومدارس ومستشفيات وعدد آخر من المميزات· ومن خلال القيادة في فوكينج فإن الفارق بينها وبين أي مجتمع ريفي أسود في جنوب أفريقيا فارق هائل، ومازال بعض من الموفوكينج وهو الاسم الذي يطلق على افراد قبيلة البافوكينج يعيشون في أكواخ من الصفيح لكن الاغلبية اقامت بيوتا من الطوب وتركت الأكواخ المعدنية للعمال المهاجرين· وللطريق الجديد الذي يخترق البلدة اعمدة إنارة جديدة وجميلة كما يتم رصف عدد من الطرق الجديدة كما أن الاستاد الذي يسع 40 ألف متفرج وبناه المجتمع بالجهود الذاتية يتم حاليا تطويره استعدادا لبطولة كأس العالم في عام ·2010 كما يحظى التعليم بتطوير ففي مدرسة ليبون المستقلة وهي ''مدرسة نموذجية'' لكل الإقليم يتم تعليم الأطفال الذين يبلغون من العمر سبع سنوات باللغتين الإنجليزية ولغة سيتسوانا بواسطة اثنين من المدرسين لكل أحد عشر تلميذا - وهي رفاهية حتى بالنسبة لمعظم المدارس الخاصة· لكن ليس كل الموفوكينج يوافقون على كيفية إنفاق تلك الاموال، فسياسة القبيلة الصارمة في عدم توزيع الاموال والتوجه نحو تغليب الاستعمال طويل المدى عن تلبية الحاجات على المدى القصير لها منتقدوها، وتشير راشيل موري وهي امرأة مسنة تساقطت أسنانها وتعتقد أنها في الثمانين من العمر إلى الكوخ المعدني الذي مازالت تعيش فيه مع أحفادها الستة الأيتام· وقالت عن الكوخ المطلي بطلاء قرنفلي لمقاومة الصدأ: ''لقد كاد يتداعى خلال العاصفة الماضية كما أنه يسرب المياه أثناء الأمطار··· لو فقط يقومون (إدارة بافوكينج) ببناء بيت من الطوب لي''، أما جون كابل رئيس مؤسسة بينش مارك وهي جماعة كنسية تراقب التصرفات المالية فيقول: ''ما يقلقني هو أنك لا يمكنك أن ترى تحسنا في حياة أعضاء قبيلة بافوكينج العاديين· وفي تقرير صدر العام الماضي عن تأثير البلاتين في الإقليم الشمالي الغربي أعلنت بينش مارك أن لقب ''أغنى القبائل'' وهو الاسم الذي تشتهر به بافوكينج هو مجرد خرافة مشيرة إلى ارتفاع معدلات البطالة (فوق 30%) كما أن معظم الناس تقريبا يستخدمون المراحيض البدائية، وتصر الإدارة على أن نظاما حديثا للصرف الصحي يتم التخطيط له· وتقول إنها في الخطة الكبرى - وهي خطة الملك التي سيتم تطبيقها عندما ينفد البلاتين بعد حوالي 30 عاما، وتهدف هذه الخطة لنزع اعتماد كل عائلات بافوكينج على البلاتين بحلول 2020 وذلك عن طريق الاستثمار في المهارات البشرية والبنية التحتية من أجل اجتذاب المستثمرين والنهوض بالصناعة والسياحة للمنطقة· لكن بالنسبة للبعض فإن الوعد بالغنى المستقبلي عندما تكون قبيلتك هي الأغنى هو أكثر من اللازم، ويقول ثوسي رابو وهو ناشط بيئي وعضو في عشيرة منشقة عن بافوكينج: ''إن الخطة الكبرى مجرد أمل خادع''، وقال: ''لقد قيل لأجدادنا عندما تم اكتشاف البلاتين إن الثروة ستفيد أبناءهم، لكن هذا كان في اوائل العشرينيات من القرن الماضي''·
المصدر: فوكينج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©