آصفي: الإمارات هي الأجدر باستضافة وكالة الطاقة المتجددة

أكدت جمهورية إيران الإسلامية مجدداً أمس دعمها الكامل لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» في مدينة «مصدر» بأبوظبي، معتبرة أن الإمارات هي الأجدر باستضافة مقر الوكالة الدولية وتملك مقومات عديدة تؤهلها لذلك. وقال حميد رضا آصفي سفير إيران في أبوظبي «نعتقد أن دولة الإمارات لديها فرصة كبيرة بالفوز بمقر وكالة إيرينا، ومقومات عديدة كالبنية التحتية المتطورة واتجاهها نحو التحديث والدبلوماسية المتزنة». وأضاف السفير الإيراني الذي شغل في السابق منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في لقاء خاص لـ«الاتحاد»: «سنكون سعداء في حال فوز الإمارات بمقر الوكالة، ونعتبر ذلك إنجازاً لا يحسب للإمارات فقط، وإنما لكل دول المنطقة والدول الإسلامية والنامية». ويجتمع في يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الحالي في شرم الشيخ ممثلون من 104 دول وقعت على النظام الأساسي لوكالة إيرينا، للتصويت بين الدول الثلاث المتنافسة باستضافة المقر وهي الإمارات وألمانيا والنمسا. وحول فرص فوز الإمارات بأغلبية الأصوات أوضح آصفي أن «المنافسة قوية بين الدول الثلاث، ومن الصعب التكهن بنتائج التصويت»، إلا أنه أكد مجدداً أن لدى الإمارات فرصة جيدة خاصة أنها عملت مبكراً في إعداد ملف حول المقر، وقامت باتصالات دبلوماسية موسعة للحصول على تأييد العديد من الدول». وأضاف السفير الإيراني: «إننا في إطار العلاقات الودية بين البلدين فإننا ندعم الخطوة الإماراتية باستضافة المقر وسنصوت لصالحها في اجتماع شرم الشيخ، ويعكس ذلك حسن نياتنا تجاه الإمارات»، مشيراً إلى أن وزير خارجية إيران منوشهر متكي أبلغ في وقت سابق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدعم إيران للإمارات باستضافة المقر، كما أنه أبلغ معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بموقف إيران المؤيد للإمارات. وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» قد أصدر مرسوماً اتحادياً برقم 37 لسنة 2009، بشأن التصديق على ميثاق تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «ايرينا». وأودعت دولة الإمارات الأسبوع الماضي وثيقة لدى وزارة الخارجية الألمانية، التصديق على تأسيس الوكالة، لتكون بذلك أول دولة تقوم بهذه الخطوة الطموحة التي تشير إلى قوة دعم الدولة، والتزامها بتأمين حلول الطاقة المتجددة لجميع الدول سواء المتقدمة أو النامية منها. وكانت دولة الإمارات قد تقدمت رسمياً بطلب استضافة المقر العام للوكالة في العاصمة أبوظبي، كما حصلت على دعم من دول عديدة من دول أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا لاستضافة أبوظبي للمقر وفقا لتصريحات سابقة لسمو وزير الخارجية. وتقدم دولة الإمارات لإيرينا دعماً سنوياً بمتوسط 81 مليون درهم (22 مليون دولار) حتى عام 2015، و12 مليون دولار على المدى البعيد، حيث ستكون استضافة المقر في «مصدر»، المدينة الصغيرة المفعمة بالحيوية في أبوظبي، والتي تعتبر المدينة الأولى في العالم الخالية من النفايات وحيادية الكربون. وستقوم الوكالة بتوفير الاستشارات العملية والدعم الفعلي للدول الصناعية والنامية، مساعِدةً بذلك تلك الدول على تطوير أطر العمل الخاص بالطاقة المتجددة، وبناء قدراتها في هذا المجال. وتسعى «ايرينا» إلى تسهيل إمكانية الوصول إلى جميع المعلومات ذات الصلة بالطاقة المتجددة، بما في ذلك البيانات التي يمكن الاعتماد عليها فيما يتعلق بإمكانيات الطاقة المتجددة، وأفضل الممارسات، والآليات المالية الفعالة، بالإضافة لأحدث الخبرات التقنية. التبادل التجاري من جهة أخرى أكد حميد رضا آصفي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية تميز العلاقات التجارية بين دولة الإمارات وإيران، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في العام الماضي 2008 إلى 56.8 مليار درهم ما يقارب (15.5 مليار دولار). وأوضح آصفي أن حجم التبادل التجاري المتحقق في 2008 هو الأعلى مقارنة بالسنوات الماضية، مما يدل على زيادة الاستثمارات بين الجانبين وتوسع مجالاتها. وقال: «بالرغم من مرور العالم حالياً بأزمة مالية، إلا أن هناك مجالات عديدة تستطيع من خلالها الدولتان المحافظة على علاقاتهما التجارية المتميزة، ومن خلال الجهود المشتركة، نستطيع تجاوز المعوقات». الإيرانيون في الإمارات وقال السفير الإيراني في أبوظبي إن دولة الإمارات تستضيف على أرضها عدداً كبيراً من المواطنين الإيرانيين، وبعضهم مقيم في الدولة منذ سنوات عديدة، موضحاً أن الإيرانيين ملتزمون بالقوانين والنظم المعمول بها في الدولة، ويلقون معاملة حسنة. وأكد آصفي أن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل إيجابي خلال السنوات الماضية خاصة بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لأبوظبي في مايو 2007 والزيارة التي قام بها لاحقا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لطهران. وأضاف السفير الإيراني أن الزيارات المتبادلة بين البلدين على مستوياتها الدبلوماسية العالية والاتصالات المستمرة من شأنها توثيق العلاقات بشكل مستمر وتمهد الطريق لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات