السيد سلامة (أبوظبي) - أكد وزراء ومسؤولون، أهمية مهرجان «قصر الحصن»، الذي بدأت فعالياته في أبوظبي أمس، في تسليط الضوء على حقبة تاريخية حيوية، تتعلق برصد البدايات الأولى، ودور الأجداد المؤسسين، مشيرين في تصريحات خاصة لـ “الاتحاد” إلى أن المهرجان يعتبر حدثاً وطنياً بامتياز من خلال فعالياته التي يشارك فيها الجيل الجديد بإيجابية بهدف الاستفادة من محتواها الثقافي والتاريخي والتراثي.
وقال الوزراء والمسؤولون، إنّ المهرجان يترجم ما توليه قيادتنا الرشيدة من رعاية واهتمام بتاريخ الوطن وتراثه، حيث يمثل قصر الحصن الذي أنشئ قبل 250 عاماً، معلماً تاريخياً بارزاً ليس على صعيد إمارة أبوظبي والدولة فحسب، وإنما على مستوى الذاكرة الوطنية لدول الخليج العربية.
ذاكرة الوطن
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أهمية المهرجان الذي يجسد دلالات وطنية بارزة في تاريخ الدولة، ويترجم ما غرسه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي علمنا أن التراث هو ذاكرة الوطن، وأنّ من لا ماضي له لا حاضر له.
وقال معاليه، “في مدرسة هذا القائد الرمز تعلمنا كيف نمد أبصارنا وعقولنا إلى هذا الماضي العريق بكل ما يحمله من تحديات وتضحيات قدمها الأجداد المؤسسون في سبيل الوصول بالوطن إلى ما نحن فيه اليوم من رفعة وازدهار، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الآباء والأجداد
أشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يولي التراث عناية كريمة من قبل سموه، وخلال العقود الماضية دشَّن سموه عدداً من المبادرات الوطنية الرائدة في هذا الصدد، وكلها مبادرات تتجه نحو توعية المجتمع بدور التراث وأهمية الحفاظ عليه، وتعريف الشباب من الجيل الجديد بأنماط الحياة التي كانت سائدة في الماضي، وحجم التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد على طريق بناء هذا الوطن، والنهوض به، ويعتبر مهرجان قصر الحصن أحد العلامات البارزة التي ستشكل محوراً نوعياً جديداً يضاف إلى مسيرتنا الوطنية من خلال إبراز الدور التاريخي لقصر الحصن الذي يعتبر النواة الأولى لحكومة إمارة أبوظبي، والذي شهد عدداً من الأحداث التاريخية التي شكلت صورة إمارة أبوظبي والدولة فيما بعد.
وأعرب معاليه عن اعتزازه بهذه المشاركة الكبيرة من مختلف شرائح المجتمع من المواطنين والمقيمين الذين قدموا جميعاً صورة متميزة للتنوع الثقافي لمجتمع الإمارات، وهذه الخصوصية التي تميزه، إذ يحتضن المجتمع جاليات كثيرة لها قيمها وثقافتها وتقاليدها وكلها تعيش في انسجام على أرض الإمارات وتنعم بمناخ التسامح الذي تلتقي فيه جميع هذه الثقافات بخصائصها الفريدة مع ثقافتنا الوطنية.
رسالة وطنية
قال معالي حميد محمد القطامي، وزير التربية والتعليم، “إن مهرجان قصر الحصن بمثابة رسالة وطنية تقدمها قيادتنا الرشيدة لجميع أبناء وبنات الوطن، هذه القيادة التي عودتنا دائماً على أن تكون مستشرفة للمستقبل بحكمتها وبصيرتها النافذة، واليوم، فإن مثل هذا المهرجان يفتح أبواباً كثيرة أمام الباحثين والمبدعين من مختلف المجالات الفكرية والثقافية والفنية لأن ينهلوا من معين هذا الرافد التاريخي الكبير لقصر الحصن”.
وأشاد معاليه برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذه الرعاية التي جعلت من التراث أحد الركائز القوية في رسالة نظامنا التعليمي.
وأكد معاليه، أهمية الدعم الذي يوليه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة للجنة الوطنية للمناهج الدراسية، التي تضم نخبة من المتخصصين في مختلف المجالات ذات العلاقة بمساقات اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والتربية الوطنية، والتي بذلت جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية في صياغة محتوى تعليمي تربوي للطلبة في تلك المساقات.
وأوضح أنّ المهرجان يمثل إضافة جديرة بالاهتمام من قبل مختلف المؤسسات المجتمعية، فالجميع بإمكانه أن يجد ما يفيده من خلال هذا المهرجان الوطني الذي يضم فعاليات متنوعة، ويحمل دلالات كثيرة في مقدمتها ما تحرص عليه قيادتنا الرشيدة من غرس منظومة قيمية تعزز الشعور بالفخر لدى كل مواطن ومواطنة تجاه تاريخه وتراثه العريق.
التاريخ والشباب
أشار معالي الدكتور هادف بن جوعان الظاهري، وزير العدل إلى أن مهرجان قصر الحصن يعتبر حدثاً وطنياً من خلال فعالياته التي نتمنى على أبنائنا وبناتنا المشاركة فيها بإيجابية والإفادة من محتواها الثقافي والتاريخي والتراثي، مؤكداً أنّ تدشين المهرجان في تلك الفترة يترجم ما توليه قيادتنا الرشيدة من رعاية واهتمام بتاريخ الوطن وتراثه، ويمثل قصر الحصن الذي أنشئ قبل 250 عاماً، معلماً تاريخياً بارزاً ليس على صعيد إمارة أبوظبي والدولة فحسب، وإنما على مستوى الذاكرة الوطنية لدول الخليج العربية، حيث شهد هذا القصر محطات تاريخية بارزة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية من خلال دوره كمركز للحكم في إمارة أبوظبي.
وأكد معاليه أنّ المشاركة الجماهيرية الواسعة في هذا الحدث تمثل زخماً إضافياً جديداً لمثل هذه الفعاليات التي تتعلّق بالتاريخ والتراث الوطني، ومن هنا فإن دور مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية يعتبر مهماً في إبراز هذه الفعالية، خاصة المؤسسات الإعلامية والتعليمية، بحيث لا يقف الأثر الإيجابي لمثل هذا المهرجان عند الفترة الزمنية المخصصة له، وإنما يجب أن تمتد إلى أبعد من هذه الفترة، بحيث يمكن تسليط الضوء عليها للأجيال الشابة، وصقل شخصياتهم من خلال الاعتزاز بهذا الدور التاريخي للآباء والآباء المؤسسين.
عراقة الماضي
قال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم: إن مهرجان قصر الحصن يقدم صورة أصيلة حول مجد الوطن، وما بذله الأجداد الأوائل من جهد وعرق في بناء اللبنات الأساسية لإمارة أبوظبي، وما تبعها من جهد كبير في بناء الدولة التي نتمتع بخيرها ونهضتها الحضارية اليوم، ومن هنا، فإن المشاركة في مسيرة المهرجان وفعالياته والاطلاع على العرض الفني العالمي «قصة حصن .. مجد وطن» للمخرج العالمي فرانكو دراجون، يعتبر أحد النوافذ القوية التي يمكن أن نطل منها كمواطنين ومواطنات على حقبة تاريخية عظيمة من مجد الوطن.
وأشار معاليه إلى أن دور الآباء والأمهات في هذا الصدد يعتبر قوياً، إذ عليهم أن يحثوا أبناءهم على متابعة مثل هذا المهرجان الذي يحظى برعاية كريمة من قيادتنا الرشيدة، ويبعث بمعانٍ أصيلة تتعلّق بعراقة الماضي الذي يضرب بجذوره في عمق التاريخ، هذا الماضي الذي سطره الآباء والأجداد بسواعدهم، وضربوا من خلاله أروع المُثل في التضحية والبذل والفداء، وبدون هذا الماضي لم يكن ليتاح لنا مثل هذا الحاضر المشرق الذي نحياه اليوم على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، حيث تولي قيادتنا الرشيدة أهمية كبيرة لتاريخ الوطن وتراثه.
وأكد معاليه أنّ توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم جعلت من محور التراث أحد الركائز الأساسية في استراتيجية تطوير التعليم في إمارة أبوظبي، والتي ترتكز على مجموعة من المحاور الأساسية من بينها: بناء الشخصية الطلابية المعتزة بعقيدتها وقيمها الأصيلة وتراثها الوطني، وهذا ما نراه في مثل هذا المهرجان الذي يشارك فيه طلاب وطالبات من مختلف مدارس مجلس أبوظبي للتعليم الحكومية والخاصة، وكلهم حماس واعتزاز بما شاهدوه من صور حيّة في المهرجان والقرية التراثية والعرض الفني العالمي، وكلها تبعث على الفخر بالانتماء لوطننا المعطاء.
تاريخ حي
من جانبه، قال رجل الأعمال محمد عبدالجليل الفهيم: إن قصة تاريخ إمارة أبوظبي، خاصة قصر الحصن لا تقف عند حدود الجغرافيا التي تُسوِّر جدران قصر الحصن وتحدد أبعاده، وإنما تمتد إلى آفاق واسعة تضرب في عمق التاريخ الوطني من خلال هذا الدور الرائد الذي نهض به قصر الحصن كمقر للحكومة في إمارة أبوظبي، وكلبنة أولى انطلقت فوقها لَبِنَاتٌ لصرح شامخ اسمه إمارة أبوظبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد الفهيم أنّ مثل هذا المهرجان يمكن أن يكون أحد المهرجانات الوطنية الرائدة على مستوى إمارة أبوظبي والدولة، بل والمنطقة، ويفتح مجالات علمية وتطبيقية واسعة أمام النشء والشباب لإنجاز مشاريع علمية وثقافية وفنية تتعلق بدور قصر الحصن وغيره من المراكز التاريخية التي كان لها دورٌ أصيل في مسيرة الوطن ونهضته.
وأشار إلى أنّ تنظيم هذا المهرجان قد تتبعه مبادرات أخرى تصب في هذا الاتجاه، ونقدم من خلالها جهداً بارزاً للأجيال الشابة، ونفتح عيونهم وعقولهم على مكنون التراث الوطني، وما يرتبط به من قيم يمكن غرسها في نفوس أبناء وبنات الوطن، لافتاً إلى أن مهرجان قصر الحصن، يمثل جسراً للتواصل الحضاري يمكن من خلاله أن نقدم صورة شاملة حول تاريخ وحضارة مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم، ويجد في هذا المهرجان كثير من المقيمين والسياح فرصة سانحة للاطلاع على هذه الحقبة التاريخية التي تمتد لأكثر من 250 عاماً، والتي ظلّ قصر الحصن حاضناً لها، وشاهداً عليها.
عدد اليوم
