الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: تحويل القبلة.. حدث فــــــارق في مسيرة الأمة

العلماء: تحويل القبلة.. حدث فــــــارق في مسيرة الأمة
20 مايو 2016 03:09
حسام محمد(القاهرة) يحتفل المسلمون في النصف من شهر شعبان من كل عام بحدث من أهم الأحداث الإسلامية وهو تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة، والذي اعتبره العلماء القدامى والمحدثون حدثاً فارقاً في مسيرة الرسالة الإسلامية، أكد وحدة المسلمين وطاعتهم للأوامر الإلهية وكشف حقيقة الكارهين للإسلام والمسلمين، كذلك فإن الحدث الذي يعد الأبرز في شهر شعبان اعتبره العلماء دليل استقلالية الأمة وتفردها في الدعوة لسبيل الله. السبق القرآني يقول الدكتور عبد الفضيل القوصي، وزير الأوقاف المصري الأسبق عضو هيئة كبار العلماء: يعد حدث تحويل القبلة من أهم الأحداث الإسلامية على مدى التاريخ، وأن الله تعالى قد لفت في القرآن الكريم إلى ما سيحدث عقب تحويل القبلة، وجاءت الآيات التي تحدثت عن ذلك لتهيء المسلمين وتعلمهم كيفية المواجهة لتلك الظاهرة ومدهم بالحجة البالغة ضد المشككين حيث قال تعالى:‏ «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب» حيث كان القرآن سباقاً في التنبيه على كيف يواجه المسلمون مزاعم اليهود والمنافقين والمشركين بسبب خصومتهم وتحاملهم على النبي صلى الله عليه وسلم. وأضاف: بلا شك فإن تحويل القبلة يجسد في حد ذاته انعكاساً صريحاً لكل أركان الدين، حيث يحكم نسيجها فيبين امتثال المسلم في صلاته التي ينضوي تحتها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والزكاة بالطهارة والتزكية للصلاة والصوم عن الذكر لغير الله والحج بالوقوف في الحضرة الإلهية تجاه البيت الحرام في منظومة تلتقي على هدف واحد هو إخلاص النية لله وحده التزاماً من المسلم بأداء الشعائر المفروضة عليه والخشوع في المكان والمواقيت المحددة ويتوجه المسلمون في صلاتهم نحو الموطن الذي هو منبع الرسالة والمكان الذي جعله الله سبحانه مثابة للناس وأمناً وموضع تقديسه وإجلاله فهو البيت الذي شيد قواعده أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وأعانه فيه ولده إسماعيل، البيت الذي نسبه الله لنفسه رفعة وتعظيما وأخذ فيه العهد على إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. وتابع: هكذا كانت الكعبة المشرفية هي قبلة إبراهيم في الصلاة وقبلة الأنبياء من بعده والنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي أقام قواعد الدين الحق وجمع الناس على عبادة الله الواحد والإيمان برسله جميعا ودينه هو الدين الذي أكمل الله به الرسالات السماوية فأوجب على كل مسلم أن يؤمن بها. وأشار الدكتور القوصي إلى أنه حين وجد الله سبحانه أن نبيه تتوق نفسه للبيت الحرام، حيث تهوي الأفئدة والقلوب وتركن إليه العقول فقال تعالى‏:‏ «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره» وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس قرابة الستة عشرة شهراً قبل أن يأتي أمر السماء بالتوجه نحو المسجد الحرام واغتبط المسلمون واستبشروا، واستقبلته القلوب بالبشر والسرور، وأتى إليه الناس من كل فج عميق.‏ تعميق الإيمان الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري قال من جانبه: من أبرز نتائج حادث تحويل القبلة في النصف من شعبان هو كيفية قيام الإسلام بتعميق الإيمان في نفوس المسلمين وهو ما أشار إليه قوله عز وجل‏:‏ «وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله»، وفما جعل الله القبلة إلى بيت المقدس فيما مضى ثم أمر الله رسوله والمؤمنين بالتحول عنها إلى الكعبة إلا ليتبين الثابت على إيمانه ممن لا ثبات له‏.‏ وأوضح أن الله أراد أن يختبر المؤمنين بما يظهر به صدق الصادقين وريب المشككين‏ فقد ترتب علي تحويل القبلة أن ارتد رجال ممن كانوا قد اسلموا‏ ووجدها بعض المنافقين فرصة لإظهار مكنون صدورهم حتى قالوا ما بال محمد يحولنا مرة هنا ومرة هناك‏‏، وقال المشركون‏:‏ حير محمد في دينه وقالوا رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا إلى غير ذلك من الأقاويل الزائفة مما أحدث فتنة كبيرة من شأن تلك المواقف تمحيص الشخصية المسلمة وإظهار صحيح الإيمان من زائغ الإيمان وهو ما يمثل رصيداً ضخماً يرتقي به المؤمن الحق في الثبات على المبدأ‏‏ والذود عن الحق، فالإيمان الراسخ ألزم في صحة الانقياد والإذعان والاستقامة على المنهج الإلهي. وتطرق إلى تقبل المسلمين للأمر الإلهي بتغيير القبلة إيمانهم أن الله سبحانه له الخلق والأمر، يحدد وحده كيف يكون التوجه إليه، وبما أنه تعالى أمر أن يتوجه المسلم في صلاته إلى الكعبة، فعلى المسلم التنفيذ‏ علماً بأن الأحبار والعلماء من اليهود والنصارى يعلمون أن التوجه نحو المسجد‏‏ هو الحق الذي فرضه الله عز وجل على إبراهيم وذريته وسائر عباده بعده‏ لكن الحدث كشف ما يرمي إليه اليهود بقولهم:‏ ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم نحن، وقولهم‏ يخالفنا محمد في ديننا ويتبع قبلتنا، يرجون منه أن ينخلع عن الإسلام إلى دين يهود‏ فكانت القبلة تجاه الكعبة ردا على مزاعمهم. قبلة الوحدة يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر: حظيت ليلة النصف من شعبان بمكانة عظيمة في قلوب المسلمين منذ اللحظة الأولى لتحويل القبلة، وقد وردت نصوص من الأحاديث النبوية الشريفة توضح فضلها، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه إلا كذا إلا كذا حتى يطلع الفجر». وأضاف: روى الإمام النووي أن تحويل القبلة كان في ليلة النصف من شعبان، وجاء تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام استجابة لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي ليلة من ليالي قبول الدعاء، وهي التي تحولت فيها القبلة إلى الكعبة المشرفة، فجمعت خصائص التكريم والتعظيم، فالاحتفاء بها والتقرب إلى الله تعالى فيها والدعاء أرجي للقبول لما ورد فيها من فضل عظيم وأجر كريم. وذكر أنه قد قيل أن تحويل القبلة نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى ركعتين من الظهر، وذلك في مسجد بني سلمة، فسمي مسجد القبلتين، وقد روى أنه جاءهم الخبر بذلك وهم في صلاة الظهر فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال. وقال: لابد أن يستفيد المسلمون من ذكرى تحويل القبلة بأن يحولوا قبلة أفعالهم وأوضاعهم من التفرق إلى الوحدة، ومن الخلاف إلى الوفاق، حتى تخرج من أزماتها وتنجو من المؤمرات التي تدبر لها، مؤكدا أن هذه الذكرى فيها دلالة عظيمة على أهمية المسجد الأقصى للمسلمين باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين، وفيها تذكير للأمة الإسلامية بمسؤوليتها نحو هذا المسجد المبارك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©