الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيدي مصطفى

سيدي مصطفى
25 يونيو 2009 01:08
سيدي مصطفى خْريِّفْ شاعر تونسي معروف في تونس مجهول أو يكاد في البلاد العربية. لقّبه التونسيون بلقب سيدي مصطفى وهكذا ظلوا يدعونه منذ لمع نجمه في ثلاثينيات القرن الماضي حتى وفاته سنة 1967. ولد سيدي مصطفى بالجنوب التونسي في السنة التي ولد فيها أبو القاسم الشابي (1909). ولد الشابي بمدينة في الجنوب التونسي تسمى الشابية وولد سيدي مصطفى بمدينة تسمى نفطة وهي لا تبعد عن الشابية أكثر من عشرين ميلا. والثابت تاريخيا أنه نشأ في عائلة مولعة بالأدب. كان أبوه عالما جليلا يشهد له بالفضل أما أخوه البشير خْرَيِّفْ فهو من أهم القصاصين والروائيين التونسيين. الثابت أيضا ان سيدي مصطفى كان أحد الوجوه البارزة في المشهد الثافي التونسي. فلقد ربطته أواصر الصداقة بأبي القاسم الشابي والمفكر الاجتماعي الطاهر الحداد والدوعاجي رائد القصة التونسية وبيرم التونسي وزين العابدين السنوسي. يذكر زين العابدين السنوسي أن مصطفى خريف ظلّ يرتاد النوادي الأدبية ويعمل في صمت ويطلعه على بعض أشعاره. كان مصطفى خريّف مؤمنا بضرورة تجديد الثقافة العربية وتجديد أسئلة الشعر العربي. لذلك ساند حركات التجديد وكتب العديد من المقالات في المجلات والجرائد التي تزعّمها المجددون في تونس. منها مثلا مجلة «العالم الأدبي» التي أصدرها زين العابدين السنوسي في الثلاثينات. وانضم إلى هيئة تحريرها مع الشابي وعلي الدوعاجي. أصدر سنة 1937م جريدة خاصة وهي «الدستور». وحين توقّفت عن الصدور التحق بأسرة مجلّة «المباحث» ذات النزعة التجديدية في مطلع سنة 1938م. كان مصطفى خريف ملتزما في شعره ونثره بقضايا أمته وثقافتها تشهد بذلك المقالات التي ظلّ الشاعر يكتبها حتى سنة 1967م. فلقد جاءت جميع مقالاته منشغلة بقضية الالتزام والتجديد وتحديد مفهوم الأدب القومي وقضايا العروبة والتحرّر وقضايا المرأة. تجلّى الالتزام عنده في إيمانه بالعروبة وبالوحدة العربية طريقا للخلاص والنهضة. لذلك كرّس العديد من أشعاره للدفاع عن فكرة العروبة ذاتها. قضى مصطفى خريّف حياته مؤمنا بقضايا أمته ووطنه فخصّهما بشعره. والراجح أنه كان يدرك أن متطلّبات الالتزام تدخل على الشعر بعضا من ضيم. وهو يعبّر في مقدّمة ديوانه عن هذا الوعي فيقول في نبرة لا تخلو من سماحة وتواضع: «لم يكن مطمحي أن أملأ مكان «الشاعر» كما أتصوّره في مثله الأعلى، أعتذر لنفسي بأني بظروفي وأحوالي أضعف عن هذا المطلب، ولكنها تجارب ورياضات وملء للفراغ أو هي لعب ولهو وافتراض أضمّنه مذهبي وفهمي للفنون وأنا أمشي على حافة الطريق». كان سيدي مصطفى مؤمنا بأن صبح العرب قريبٌ لا يتطلّب من الأمة أكثر من صبر ساعة. وفي تلك السنة التي كللت فيها الأمة كلّها بسواد لا يبلى الدهرَ كلَّهُ، في حزيران 1967 لم يتمكّن سيدي مصطفى من تحمّل فظاظة الهزيمة وعنفها وقسوتها فتوفي بغتة مجلّلا بالأحزان، كسير النفس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©