عندما تقبع في مقعدٍ واحد لساعات طويلة قد تصل إلى العشر في بعض الأحيان، تسنح لك الفرصة لملاحظة الكثير من الأشياء من حولك. الحديث هنا يتعلق بطبيعة الحال بالفترة التي يقضيها المرء منّا على متن رحلة جويةٍ ما، مما يمنحه الفرصة لرصد تفاصيل صغيرة في البيئة المحيطة به، مثل ذاك الثقب الصغير للغاية الموجود قرب الحافة السفلية لنوافذ الطائرة، أو الفترة التي يستغرقها كل مطب جوي.
ومن بين هذه التفاصيل كذلك، تصميم النوافذ الذي يجعلها لا تقع بمحاذاة المقاعد الموجودة إلى جوارها تماماً، وهو ما يثير حيرة الكثيرين.
مجلة «تايم» الأميركية حاولت تفسير هذا الأمر عبر نشر مقطع مصور، خلص إلى أن وضع المقاعد بمحاذاة النوافذ لا يشكل أولويةً بالنسبة لشركات الطيران، التي تضع في اعتبارها معايير أخرى فيما يتعلق بتصميم توزيع المقاعد بداخل مقصورة الطائرة.
ومن بين هذه العوامل والمعايير، كيفية استيعاب أكبر عددٍ ممكن من الركاب على متن الطائرة، وهو ما يجعل شركات الطيران تعمل على تقليل المسافات بين المقاعد، وتقليل عرضها كذلك في بعض الأحيان.
ويشير المقطع الذي نشرته «تايم» إلى أن لدى هذه الشركات الحق الكامل في تحديد الشاكلة التي تصطف بها المقاعد داخل الطائرة. ولا توجد قيود عليها في هذا الشأن، إلا لضرورة أن يتم ترتيب ذلك، على نحوٍ يجعل بالإمكان إخلاء الطائرة في أسرع وقت ممكن حال حدوث أي طوارئ.
كما تهتم شركات الطيران بأن تجعل أرضية طائراتها مُصممة بشكلٍ يسمح بإعادة ترتيب المقاعد وتغيير نمط توزيعها بسهولة، وذلك حتى يتسنى تقريبها من بعضها البعض أو إبعادها عن بعضها بحسب الحاجة.
وفي ضوء كل ذلك، ينبغي عليك في المرة القادمة التي تستقل فيها الطائرة، تذكر أن التصميم الذي تراه بداخلها لشكل ترتيب المقاعد، ليس هو ذاك الذي اختاره مصنعو الطائرة، ولكنه من اختيار الشركة المُشغلة لها، التي لن تعبأ كثيراً بأن تتيح لك الفرصة لكي تحظى بأفضل رؤية ممكنة للأجواء التي تحلق فيها طائرتك، إذا كنت تجلس قرب النافذة.
عدد اليوم
