الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التطور التاريخي لإمارات الساحل المتصالح من مطلع القرن العشرين وحتى قيام دولة الإمارات

التطور التاريخي لإمارات الساحل المتصالح من مطلع القرن العشرين وحتى قيام دولة الإمارات
25 يونيو 2009 01:05
صدر للدكتورة فاطمة الحاج عبداالله محمد الحبروش كتاب بعنوان «التطور التاريخي لإمارات الساحل المتصالح»، وهو عبارة عن دراسة توثيقية قدم لها د. أحمد جلال التدمري. تشرح المؤلفة في كتابها تاريخ الخليج العربي، الذي كان حافلا بالأحداث المتنوعة من الصراعات المحلية والخارجية، ونشوء المراكز الحضارية والتجارية العديدة التي جذبت القوى الأجنبية، وعمدت إلى غزو المنطقة وفرض نفوذها عليها، ومن تلك الصراعات ما كان بين الفرس والرومان والمغول والتتار، وحروب الفرنجة (الصليبيين) ومن ثم البرتغاليين والهولنديين، حتى كانت الغلبة للبريطانيين في السيطرة على التجارة والملاحة وفرض معاهدات الحماية بعد حملات عسكرية على موانئ القواسم والمراكز التجارية في الخليج العربي. أثر الاستعمار تعرض المؤلفة كيف كان دور الاستعمار في تفتيت المناطق التي يخضعها لسيطرته. هذا ما فعلته بريطانيا آنذاك في الخليج العربي ذي الكيان الطبيعي الواحد، فإذا به يتوزع إلى دويلات صغيرة متصارعة لم تكن لتخدم سوى مصلحة المستعمر البريطاني. واستمرت بريطانيا السيد المطلق بلا منازع في منطقة الخليج، حتى نشوب الحرب العالمية الثانية. حيث بدأت الأوضاع تتبدل لتبرز على ساحة الأحداث مظاهر نفوذ جديدة أبرزها النفوذ الأميركي. فقد راح الحلفاء يشاركون بريطانيا في تقاسم مناطق النفوذ. مما أدى إلى تراجع نسبي في البداية، للدور البريطاني في المنطقة. ثم إلى الانحسار الكلي لدورها العسكري فيما بعد. هذه الحقبة التاريخية بالذات حفلت بأحداث متسارعة أدت إلى تحولات جذرية في منطقة الخليج عموماً، والإمارات خصوصاً. تبعاً لبروز عوامل إغراء جديدة، فإذا افترضنا تراجع دور الخليج كممر مائي حيوي، بسبب اختراع الطيران. إلا أن الصراعات عليه استمرت، وتفاقمت نتيجة بروز عامل حيوي أكثر أهمية، هو اكتشاف البترول في أراضيه، وهكذا اجتمعت عليه الدول الكبرى محاولة اقتطاع حصة لها من الذهب الأسود. واعتبرت المؤلفة أن كل ذلك أدى إلى بروز معطيات جديدة لدى أبناء الخليج. كان أبرزها الوعي السياسي. حيث ظهرت فئة واسعة من مثقفيهم راحت تنادي بضرورة التكاتف والتضامن لمواجهة الأحداث المستجدة التي كان أهمها وآخرها الحرب العراقية الإيرانية، والحرب العراقية ـ الدولية. ويبدو أن الإمارات العربية المتنافرة والمتباعدة. كانت الأسرع في فكرة الوحدة خصوصاً إثر نكسة حزيران 1967، التي استنهضت همم العروبيين في كافة أنحاء الوطن العربي، ونبهتهم للأخطار المحدقة بهم. وهكذا تكونت نواة اتحاد الإمارات العربية يوم اللقاء الذي تم في منتصف شهر فبراير عام 1968 بين حاكمي أبوظبي ودبي وتمخض عنه أول اتفاق اتحادي. بيد أن الاتحاد الفعلي حدث عام 1971، بعد إعلان بريطانيا انسحاب قواتها من الخليج، فكان الاتحاد رداً مباشراً على احتمال حدوث فراغ في المنطقة، والخوف من أن تشغله دول أجنبية بديلة، ورغم الثغرات التي اكتنفت هذه التجربة والعقبات التي اعترضت سبيل المسيرة الاتحادية، فإنها تبقى الأنجح بين التجارب الوحدوية العربية العديدة التي سرعان ما كانت تبوء بالفشل. وهكذا حققت إمارات الساحل السبع باتحادها إنجازاً وطنياً تاريخياً على المستوى العربي. يتضمن الكتاب فصلاً تمهيدياً يتناول النشوء الأول لكل إمارة من الإمارات التي كونت دولة الاتحاد وهي: إمارة أبوظبي، إمارة دبي، إمارة الشارقة، إمارة عجمان، إمارة أم القيوين، إمارة رأس الخيمة، إمارة الفجيرة. ويتناول الفصل الأول تاريخ الإمارات في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين. العلاقة بين حكام الإمارات في العقد الثاني من القرن العشرين (1910 ـ 1920)، والإمارات في العقد الثالث من القرن العشرين (1920 ـ 1930) ثم المشكلات التي واجهتها الإمارات، كذلك يبحث الفصل الأول الوضع الاقتصادي في الإمارات قبل ظهور النفط وإنشاء الخط الجوي، وكذلك التدخل البريطاني في الإمارات، وفشل بريطانيا في منافسة الولايات المتحدة الأميركية على امتيازات النفط. تجارب الاتحاد ويعرض الفصل الثاني نشوء فكرة الاتحاد والتجارب الأولى لإنشائه، ويبحث في عدة موضوعات أهمها: السكان والموارد الاقتصادية قبل الاتحاد، وإنشاء المجالس الأولى في الإمارات، وأطماع إيران في الجزر وإجماع الحكام التصدي لهذه الأطماع كمقدمة ضرورية سبقت قيام الاتحاد، والتطورات التي ساهمت في قيام الاتحاد (بعد الحرب العالمية الثانية) والنهضة العلمية في مسيرة تأسيس الاتحاد، وممارسات بريطانيا لإجهاض تلك المحاولات، ثم بداية الاتصال بين جامعة الدول العربية والإمارات. أما الفصل الثالث تضمن التغيرات التي أحدثتها بريطانيا والأحداث التي تلتها في مسيرة الاتحاد (1945 ـ 1968): أثر انسحاب بريطانيا من الهند 1947م على التغييرات التي حدثت، وقرار بريطانيا سحب قواتها وتنصفية قواعدها وأثرها على منطقة الخليج (1968 ـ 1971)، وفترة حكم الشيخ شخبوط ومدى تأثيرها على مسيرة الاتحاد (1948 ـ 1966)، والمشاكل التي اعترضت قيام الاتحاد (1949 ـ 1966)، وبواكير الخطوات الاتحادية عام 1952. والمقومات التاريخية للاتحاد، والسكان وموارد الاتحاد، ودور النفط في قيام الاتحاد، والمشاكل الدستورية والقانونية التي اعترضت قيامه منذ عام 1968. ثم موقف قطر والبحرين من الانضمام إليه. تناول الفصل الرابع المقومات التي قامت عليها الدولة الاتحادية: جغرافية الإمارات العربية، والشخصيات التي يعود إليها الفضل في إقامة الاتحاد، والتحول من النظام القبلي إلى النظام الدستوري، وبنية الاتحاد السياسية، ومواقف الدول الإقليمية منه. ثم تعود وتشرح المؤلفة عن كيفية تكوين النظام السياسي والدستوري للدولة. تحدث الفصل الخامس عن المؤسسات التي قام عليها الاتحاد، ومهامها بما في ذلك: العلاقات بين الإمارات التي شكلت الاتحاد ومؤسساتها، والوضع الجديد للإمارات في ظل الاتحاد، وانتقال النظام من العرفي إلى الدستوري، والمجلس الأعلى للاتحاد ومهامه، ورئيس الاتحاد ونائبه ومهامهما، والمجلس الوطني الاتحادي ومهامه، ومن ثم قيام الاتحاد وسياسته الخارجية. تعرض المؤلفة في ختام دراستها، ملحقاً لأهم الوثائق مع بيبليوجرافيا للمراجع والمصادر التي اعتمدت عليها في إعداد هذا الكتاب، الذي سيجد صداه في نفوس القارئين، ومحاولة توضيح تاريخ ظهور كل إمارة مروراً عبر الأحداث المرتبطة بها، وصولاً إلى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. باعتماد المؤلفة أسلوباً رفيعاً وعميقاً، يشير إلى تمكنها من البحث والمراجع. ? الكتاب: التطور التاريخي لإمارات الساحل المتصالح ? المؤلفة: الدكتورة فاطمة الحاج عبدالله محمد الحبروش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©