الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإماراتي علي إسماعيل والقطري فهد الكبيسي يبرزان أهمية التوزيع الموسيقي في نجاح الأغنية

الإماراتي علي إسماعيل والقطري فهد الكبيسي يبرزان أهمية التوزيع الموسيقي في نجاح الأغنية
3 مارس 2011 21:03
من الطبيعي لكل فنان تستضيفه جلسات «إمارات إف إم» و«دو» في بثّها الحي مع المذيع عيد الظاهري، كل ثلاثاء التاسعة ليلاً على «إمارات إف إم» التابعة لشبكة أبوظبي الإذاعية، أن يعود به الزمن للبدايات وإن كانت ليست بالبعيدة جداً... لأن الفنانين في الخليج كانت لهم البدايات في طفولتهم في الجلسات الخليجية التي كان يقصدها الناس في دور تصبح مخصصة لهذا النوع من الجلسات بشكل عفوي. أمية درغام (أبوظبي)- الجلسات الفنية الخليجية بداية مواجهة وتحدٍ لكل فنان... نقلتها جلسات إمارات أف إم ببراعة إلى مجلس الإذاعة حيث الأجواء متشابهة والعفوية هي سيدة الموقف في معظم الأحيان، يقطّرها في مفاصلها الصحيحة عيد الظاهري ناقلاً ما يجري فعلاً في الجلسة إلى المستمع. آلات إيقاعية خشخشة أوراق الحلوى تفتح في أيادي العازفين والحاضرين ويدور الشاي وتدور القهوة معها... ويغني الفنان وسط هذه الأجواء والفرق تتفاعل من عازفين وأعضاء كورال، وصولاً إلى غرفة الكونترول وما أدراك ما غرفة الكونترول... يصفّق المشرف صالح آل علي متفاعلاً مع أغنية الفنان الضيف ويتفاعل... يجلس ويقف ويضبط ويشير من خلف الزجاج إلى الساهرين في غرفة الاستوديو... العازفون وخصوصاً عازفي الطبلة يتبادلون الأدوار ويخرجون في كل استراحة لتبديل آلات الإيقاع مع تلك التي كانت تركن إلى جانب أدوات التدفئة التي ترافقهم أينما ذهبوا... يجب تدفئة جلد الطبلة لتجود في صوتها عند الإيقاعات وما أدراك عن الإيقاع في جوّ خليجي مائة في المائة تندهش كيف نقل بهذه البراعة إلى الاستوديو في كل جوانبه من مساحة الاستوديو وديكورها ومقاعدها وسجادها، والأهمّ أجواؤها. حفلات مجانية الفنانان القطري فهد الكبيسي والإماراتي علي اسماعيل في حلقة أول أمس، تجدهما يتفاعلان مع الأجواء ويستريحان وينطلق صوتهما ويجود بالأبهى... لا خوف من الغناء المباشر ومن فذلكات التقنيات الحديثة في التسجيلات لأن ما يعيشانه في جلسات «إمارات أف إم» هو الجوّ ذاته الذي انطلقا منه بين الأهل والجيرة والأصحاب... هي الجلسات التي تقلّ شيئاً فشيئاً في مجتمعاتنا العربية الخليجية لتحتلّ مكانها الشاشات والحفلات في الفنادق... ويقول الكبيسي في حديثه إلى «الاتحاد» التي حضرت في الاستوديو “لا تزال هذه الأجواء في قطر، وهي حفلات مجانية تصير عفوية في أماكن معيّنة، وهي غير مقتصرة على جلسات ذكورية فقط، إنما للنساء أيضاً جلساتهنّ ولكن لا يسمع فيها الناس ربما لأن الجلسات النسائية الفنية لا يعلن عنها”. بدأ الكبيسي غناءه في جلسات مماثلة ويستذكر روح المنافسة والغيرة التي قد تنشأ بين فنان قديم في إحدى الجلسات والولد الجديد القادم ليسلبه الميكروفون ومجد تصفيق ضيوف الجلسة.... يبتسم الكبيسي مستذكراً تلك الأحداث المفرحة حين تصبح من الماضي، خصوصاً إذا أثبت الولد جدارته ونال استحسان جمهوره الصغير الذي يرسم له الطريق نحو الشهرة والانتشار فيما بعد. وزيارة الكبيسي إلى الإذاعة ليست الأولى وكذلك ليست الأولى في هذه الجلسات... والتكرار دليل على راحة شعر بها حيال هذا النوع من البرامج الفنية في اطلالته على المستمعين الإماراتيين والخليجيين. يصمت الكبيسي بهيبة عن الإجابة عن أسئلتي حين يطربه صوت الفنان علي اسماعيل يغني “دروب الليل تسألني” لطلال مدّاح... والله كم يجود علي وكم يتفاعل ضيوف الجلسة والعازفون معه.. تسجيل الأغاني علي اسماعيل بدأ مشواره منذ العام 1996، وللأسف حتى اليوم لم يصدر له ألبوماً واحداً... كيف ذلك وصوته وإحساسه واختياراته للأغاني مدهش؟ يقول علي “الفنان الإماراتي يحتاج فعلاً إلى الدعم الإعلامي وإلى شركات إنتاج خلفه... لقد تغيّرت متطلبات شركات الانتاج في يومنا هذا، فبعد أن كانت تعدو وراء الفنانين وتعطي الفرص للكثيرين صارت تنتقي وتكتفي بمن تختار هي بدعاية كبيرة جدا ومحصورة بناسها”. يحدثنا فهد بدوره عن جديده، ألبوم يسجّل أغانيه ويتحفظ عن ذكر أسماء الشعراء والملحنين الذين تعاون معهم في هذا الألبوم إلى حين إصداره، ويقول “أحياناً يتمّ الاستغناء عن عدد من الأغاني وفق صورة الألبوم ككلّ. ولا أعود إلى الأغاني نفسها فيما بعد لسرعة التطور في تقنيات التسجيل وبالتالي عليّ أن أسجّل من جديد بالتقنيات المتوافرة في الوقت ذاته... فنحن الفنانين نعلم متى سجّلت أغاني الآخرين بحسب التقنيات المستخدمة وبات لنا مصطلح للأغاني القديمة والجديدة يقوم على زمن التسجيل الذي نلتقطه”. ومع كل هذه التقنيات، وجواباً على عيد الظاهري، يتحدّث فهد الكبيسي عن نجاح الأغاني التي قد تكتفي بآلتي العود وآلات الإيقاع لتحقّق النجاح، لافتاً إلى أن ذلك لا يمشي مع الحفلات ولدى تسجيل الألبومات. وجاء كلامه في سياق البحث عن أهمية التوزيع ومعاناة الفنان الخليجي في ايجاد الموزّعين والذين وإن كثر عددهم يبقى أن الهرب من التكرار هاجساً لدى الفنان فيختصر عدد الموزّعين إلى نسبة معيّنة قليلة يتدفق عليها الفنانون. لا للتكرار وبدوره، رأى علي اسماعيل أن الموزّع هو مخرج العمل بامتياز وبنسبة 85 في المئة، ويشير إلى أهمية الابداع في التوزيع كي لا يقع الفنان في التكرار في الأغاني التي يقدّمها. ويقول “ملّت الناس من التكرار، ولا يستمعون إلى الجديد إلا في الحفلات والجلسات... ورأى أن جلسات إمارات أف إم ودو تواكب الجديد وتفسح له المجال على مستوى الإمارات والخليج ككل. وللاتحاد، يقول “إنها المرة الثانية التي أتواصل فيها مع المستمعين من خلال جلسات إمارات أف إم، ويسعدني التشجيع الذي ألقاه، وهذه الجلسات مهمة جداً لأن فكرتها كما الجلسات الفنية الخليجية، تقوم على جمع فنان مشهور بآخر يخطّ طريقه بأسلوب جميل وأجواء تشبه تقاليدنا وعاداتنا. ويذكر عيد الظاهري، تساؤل المستمعين المتكرّر عن غياب الأسئلة الإعلامية الشائعة عن جلسات إمارات أف إم، فيوضح فحوى البرنامج الأساسي الذي يقوم فعلاً على نقل أجواء الجلسات الخليجية كما هي إلى المستمعين في دردشة عادية... ويمازح “هل تريدوني أن أسأل فهد أو علي عن سياراتهما وإذا كانا يمتلكان بلاك بيري... الخ”... وتساعد خفّة دم عيد في إضفاء الروح على هذه الجلسات والمزاح بأسلوب يلتزم الحصافة في اختيار الكلمات وأسلوب الطرح. دعم لوجستي عاون في حلقة الفنانين القطري فهد الكبيسي والإماراتي علي اسماعيل، في هندسة الصوت الزميلان فهد خوري ونبيل وحيد وفي التنسيق الإداري سيف الصيعري وصالح الشحي والتنفيذ الفني مع غسان ابو مريم ومحفوظ ابو عيدة من المكتبة الموسيقية، أما الإخراج فمع ثروت مصطفى والاشراف مع صالح ال علي والاشراف العام يعقوب الروسي؛ هذا بالإضافة طبعاً للفرقة الموسيقية المواكبة لجلسات إمارات أف إم بقيادة المايسترو هيثم سعدون، والفرقة مؤلفة ككلّ من 17 عازفا من الشباب الإماراتي وأعضاء الكورس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©