أعلن رئيس قرغيزستان المخلوع كرمان بيك باقييف استعداده للاستقالة من منصبه مقابل ضمان سلامته وسلامة أقاربه وضمان استقرار البلاد وإجراء انتخابات رئاسة، فيما وافقت السلطات الجديدة على عرضه إجراء محادثات معها بشأن ذلك بعدما هددت باعتقاله إذا لم يستسلم في غضون بضع ساعات.
وقال باقييف رداً على أسئلة عن شروطه للتنحي عن السلطة خلال مؤتمر صحفي عقده في في قريته «تييت» خارج مدينة جلال آباد جنوبي قرغيزستان “أعتقد أولآً وقبل أي شيء أنه إذا كان هناك ضمان فهو وقف انتشار هؤلاء المسلحين في قرغيزستان وحفظ النظام ومنع مظاهر الشغب وحمل السلاح في الشوارع ووقف إعادة توزيع الملكية واستباحة كل شيء بقوة السلاح”. وأضاف “ثانيا، إذا ضمنوا سلامتي الشخصية وسلامة أسرتي وأقاربي”. وتابع “يمكنهم أيضا أن يبدأوا التحضير لانتخابات رئاسية مبكرة في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر”.
وتجاهل باقييف التهديد باعتقاله قائلا إن وحدة عسكرية وصلت إلى مدينة يوزين القريبة من جلال آباد ثم عادت أدراجها.
وأضاف “لا أشعر بالخوف من أي عمليات خاصة، فالقوات المتوافرة لديهم غير قادرة على القيام بذلك. إن الأمر لا يستحق ترويعي أو ترويع سكان الجنوب باستخدام القوة المسلحة وسأنام بهدوء هذه الليلة””.
واحتشد آلاف من أنصار باقييف بينهم مسلحون في جلال أباد ورددوا هتاف “تسقط الحكومة المؤقتة”. ويتولى عشرات المسلحين حماية الرئيس المخلوع، فيما ينتشر سكان على جانبي الطريق المؤدي إلى «تييت» استعدادا لسده إذا تطلب الأمر. وقال باقييف لأنصاره الذين احتشدوا لليوم الثاني على التوالي “انظروا كيف تحظى قرغيزستان بالاحترام من الولايات المتحدة وروسيا والصين . إن سلطتي ليست منبثقة مني بل من الشعب والحكومة الانتقالية غير شرعية. ولا اعترف بشيء مما تقوله”.
ودعا باقييف رئيسة الحكومة القرغيزستانية المؤقتة روزا أوتونباييفا إلى جلال آباد لإجراء محادثات معه، مؤكدا أنه يضمن أمنها وسلامتها وأن الحكومة لا يمكنها ضمان سلامته في العاصمة بشكيك. وقال “يمكنني ضمان سلامتها بالكامل في حين لا يمكنهم ضمان أي شيء لي، فلماذا أذهب أنا إليهم خاصة إذا لم يكن باستطاعتهم ضمان سلامتي”.
وأعلنت الحكومة المؤقتة أنها مستعدة لإجراء محادثات. وقال نائب رئيسة الوزراء لشؤون الأمن والقضاء عظيم بك بكنازاروف لصحفيين في بشكيك “ممثلونا هناك مع باقييف. يجب أن يحدد هو أين وفي أي إطار ستبدأ المحادثات”. وكان قد صرح قبل ذلك بأن السلطات الجديدة ألغت الحصانة الرئاسية لباقييف وأقامت قضية جنائية ضده وطالبته بالاستسلام خلال نهار أمس وإلا صدر أمر بشن “عملية خاصة” لاعتقاله. وقال “إن السلطات الانتقالية، الحريصة على تجنب نزاع وخلافات جديدة، لم تمنع تظاهرة باقييف في جنوب الجمهورية، لكننا نرى الآن انه يسعى إلى تقسيم الشعب إلى جنوبيين وشماليين “. لكن مدير مكتب اوتونباييفا، عادل بيسالوف قال لوكالة «فرانس برس» إن الرئيسة الجديدة “لم توقع أي وثيقة لاعتقال باقييف”.
عدد اليوم
