الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل والاستعداد لما بعد أولمرت

إسرائيل والاستعداد لما بعد أولمرت
12 مايو 2008 02:39
بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ''إيهود أولمرت'' براءته من قضية رشوة بواسطة رجل أعمال من ''لونج آيلاند''، بات الرأي الغالب في إسرائيل أن عهد ما بعد أولمرت قد بدأ بالفعل· وقد جاءت المطالبات باستقالته من ''اليسار'' و''اليمين'' و''الوسط''، على الرغم من أن تلك التيارات جميعاً اعترفت بأن أولمرت نجح في كسب بعض الوقت، بتعهده بتقديم استقالته إذا ما أُدين في هذه القضية، التي يُنتظر أن تستغرق التحقيقات فيها شهرا آخر أو ربما شهرين· تعلق ''كوليت أفيتال''، عضوة الكنيست عن حزب ''العمل'' الشريك في الائتلاف الحاكم مع حزب ''كاديما'' الذي يقوده إيهود أولمرت على ذلك بعبارة معتادة وهي''لم يعد لدى الرأي العام المزيد من الصبر، خصوصاً بعد أن فقد الرجل اعتباره''· ونظـــراً لأن أولمرت خضع لتحقيقـــات عديـــدة من قبـــل، وأثبـــت كـــل مرة براعتـــه الفائقة في النجاة من المآزق، فـــإن نشــر نعيه السياســـي الآن، قــــد يكـــون أمراً سابقـــاً لأوانـــه بكثيـــر· يرى الكثيرون أن التحقيق الأخير هو أخطر ما واجهه أولمرت في حياته السياسية على الإطلاق، حيث يتضمن اتهامات بتقاضيه مئات الآلاف من الدولارات في صورة رشوة من رجل أعمال أميركي يدعى ''موريس تالنسكي'' في ''لونج آيلاند'' منذ ما يزيد عن عقد من الزمان· وجاء رد ''أولمرت'' على تلك الاتهامات بقوله إن ما دفعه ''تالنسكي'' لم يكن سوى مساهمات مالية في حملته الانتخابية، وأنه واثق من أن ساحته سوف تُبرّأ في النهاية· وهناك في الوقت الراهن، مزيد من التفاصيل التي تتكشف عن العلاقة التي ربطت بين ''تالنسكي'' و''أولمرت''، وذلك من واقع سجلات محكمة في نيويورك، تشمل أوراقاً أودعت في المحكمة الدولية العليا في منطقة ''ناساو'' وتتصل بنزاع تجاري بين ''تالنسكي'' وشركة خاصة قدم لها مساعدات عام ·2005 ووفقاً لتلك الأوراق، فإن ''تالنسكي''، كان قد طلب من تلك الشركة دفع قيمة فاتورة إقامة في فندق ''ريتز- كارلتون'' في واشنطن لـ''عضو في مجلس الوزراء الإسرائيلي ليس له علاقة بالنشاط التجاري القائم بينهما'' قيمتها 4,717,40 دولار أميركي· في مقابلة أجريت معه، قال ''ويليام جيه· ديفيز'' محامي الشركة المشار إليها، ''إن الضيف الذي أقام في ذلك الفندق لليلة واحدة، كان هو السيد أولمرت، ولكنه غير متأكد ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرف من الذي دفع فاتورة إقامته في النهاية أم لا''· وفي الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء الرأي العام بتصديقه، فإن ''شالوم يروشالمي'' المعلق بصحيفة ''معاريف''، كتب يوم الجمعة الماضي مقالاً أشار خلاله إلى ''إنه إذا ما استجاب الرأي العام بأسره لطلب أولمرت كما يطالب، فتلك الاستجابة ستكون في صورة سؤال هو: ولماذا نصدقك؟'' ويرى العديد من المحللين أن التحديات الأمنية الجسيمة التي تتعرض لها إسرائيل لا يمكن مواجهتها بواسطة زعيم يحظى بدعم شعبي محدود مثل أولمرت· من تلك التحديات على سبيل المثال مباحثات السلام مع الفلسطينيين، والخطوات التي تتخذها حكومة أولمرت نحو سوريا والتي أصبحت تتطلب اتخاذ قرارات صعبة، وخصوصاً في أعقاب سيطرة ''حزب الله'' على معظم أجزاء بيروت الغربية يوم الجمعة الماضي· يعلق ''غسان الخطيب'' المحاضر في قسم الدراسات الثقافية بجامعة ''بير زيت'' على وضع أولمرت بقوله:''حتى الآن كان رئيس الوزراء مهدداً، ولكنه كان قادراً على البقاء··· أما الآن فالأمر يبدو وكأن أولمرت خارج من منصبه، وهو ما يمثل أخباراً سيئة للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية بالطبع''· و''اليسار'' و''اليمين'' في إسرائيل على حد سواء لديهما من الأسباب ما يجعلهما يحبذان رحيل أولمرت، ولكن من منظور مختلف لكل منهما· فـ''اليمين'' يرغب في ذلك لأن أحزابه تعتقد أن الرجل قد أصبح يائساً لدرجة قد يصبح معها على استعداد للاتفاق مع السوريين على أشياء ما كان سيوافق عليها في ظروف أخرى··· أما ''اليسار''، فإنه إذا كان يرغب في استمرار مفاوضات السلام التي يجريها أولمرت حاليا، فإنه يعلق أهمية كبيرة على موضوع مقاومة الفساد· وقــــد استغــــل أعضــــاء أحزاب المعارضــــة التحقيق الأخير لإدانة مجمل السياسة الخارجيــة لأولمرت ووزيرة خارجيته ''تسيبــي ليفنـــي''· من هؤلاء الأعضاء ''يوفال شتاينيتز'' عضو حزب ''الليكود'' الذي قال:(لقد تعرضنا للتضليل من قبل أولمرت وليفني، اللذين قالا لنا بعد حرب لبنان الثانية إن ''حزب الله'' قد أصبح أضعف، وهو ما تثبت لنا الأحداث الحالية أنه كان مجرد كذبة، وأن الأمر يمكن أن ينتهي به إلى إقامة دولة إيرانية مصغرة في لبنان كما حدث في غزة · نظرياً يمكن للحكومة الإسرائيلية الحالية أن تستمر في الحكم تحت قيادة ليفني إذا ما تنحى أولمرت، غير أن وضع أولمرت يظل يمثل مفارقة كبيرة مع ذلك، كما يقول ''آشر اريان'' الزميل الرئيسي بـ''معهد ديمقراطية إسرائيل''· هذه المفارقة تتمثل في أن أولمرت، وإنْ كان لم يعد قادراً على المضي قدماً في طريق السلام بسبب انخفاض منسوب الدعم الشعبي له، إلا أن لديه على الأقل إمكانية لشن حرب أو غزو كبير لغزة، بحجة الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات التي تقع على حدودها· ولكن إقدام أولمرت على الزج بإسرائيل في حرب قد يكون- من جهة أخرى- أمراً صعباً، لأن ذلك يتطلـــب زعيمـــاً يحظى بالاحترام والتقدير من الشعــب· يلخص ''آريان'' الوضع برمته قائلاً:''باختصار، يتمتع أولمرت بالشرعية للقيام بذلك من الناحية الدستورية، أما من الناحية المعنوية، فسوف يواجه مشكلة بالتأكيد''· إيتان برومر-القدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©