فتيات يهجرن المطبخ انسجاماً مع معطيات عصر السرعة

الغالبية العظمى من الفتيات يرفضن دخول المطبخ، ولا يردن الوقوف لساعات طوال، وأكثرهن لا يجدن الطبخ، وإن طلبت إحدى الأمهات من ابنتها مساعدتها في إعداد الطعام تعتقد أن هذا الأمر عقوبة يجب أن تنفذها. بالطبع انتشار مطاعم الوجبات السريعة وخدمة الدليفري زاد الطين بله، ما جعل الكثير من الفتيات آنسات فاشلات في الطبخ، لكن رغم ذلك هناك في المقابل فتيات يعشقن الطبخ، وقد يبقين في المطبخ لساعات طوال دون ملل، يتفنن في إعداد العديد من الحلويات والأكلات بنفس طيبة. هناء الحمادي (أبوظبي) - «لا أستطيع أن أنكر هذا الاتهام، فأنا لدي العديد من الصديقات اللاتي يكرهن دخول المطبخ وتعلم فنون الطبخ، ربما لأننا فتيات اعتمدنا كثيراً على الوجبات السريعة و»الدليفري» أو نظراً لحبنا الجنوني للوجبات السريعة ذات النكهة الغريبة»، هذا قول خلود راشد التي تؤكد أن الكثير من بنات جنسها حصلت لهن مشكلات بينهنّ وبين أزواجهنّ بسبب هذا الموضوع، وللأسف معظمهنّ لا يجدنَ الطبخ بشكل كبير، وتتابع: «حياتنا اليوم أصبحت مختلفة عن حياة أمهاتنا، ولا شك أن خروج الفتاة للعمل يحول بينها وإعداد الطعام، لكن تعلم الفتاة أصول الطبخ من الأشياء الضرورية حتى لا تحدث مشكلات مستقبلاً في علاقتها الزوجية». مهنة وهواية لقد أصبح جهل الفتيات بفنون الطبخ واقعاً مضحكاً ومبكياً، عن ذلك تقول سارة الزرعوني (طالبة جامعية في السنة الثانية بكلية الهندسة ): «الأكثر عجباً أن هناك الكثير من الفتيات يتفاخرن ويجهلن الطبخ، في الوقت الذي أصبح الطبخ مهنة وهواية جيدة للفتاة قبل أن يكون أمراً مهماً في حياتها الزوجية». من جانبها، ترى لطيفة سعيد (موظفة) أن الطبخ موضة قديمة باعتبار أن جميع الأسر لديها الكثير من الخدم. تتابع لطيفة وتقول «بعض الفتيات يؤكدن أنه مع كثرة «الشغالات» في المطبخ أصبح لا يوجد لهن مكان ليضعن أقدامهن. وتتابع لطيفة مستغربة «الأدهى من ذلك أنه إلى هذا اليوم هناك الكثير منهن لا يجدن حتى سلق البيض أو طهيه، برغم أنه من أسهل الأطباق التي يمكن أن تتعلمها في لمح البصر». رشا البرادعي (طالبة جامعية) طلباتها مجابة، وقد يصل إليها الأكل لغرفتها، تقول رشا بابتسامة مصحوبة بدلع وغنج: «ما الداعي لدخولي المطبخ أو أتعلم إعداد الأكلات أو الحلويات، فالخدم في بيتنا كُثر ولا أحتاج أن أتعلم شيئاً، حتى مجرد التفكير بدخولي إلى المطبخ يشعرني بالضيق». معللة ذلك :»كيف يمكنني أن أدخل المطبخ وأنا لا أطيق أن تلتصق رائحة الثوم والبصل بملابسي.. تصمت وتقول بهدو.. لا لا من سابع المستحيلات دخولي إلى المطبخ». «التيك أوي» إن الكثير من بنات اليوم يفضلن الوجبات السريعة تلفت خولة الرحومي إلى ذلك وتقول: «أصبح عدم الرغبة في تعلم الطبخ مصدراً للتفاخر والتباهي عند الكثير من بنات جنسي، وباتت الفتاة اليوم غير مضطرة للوقوف في المطبخ إلا عند إعداد الولائم والعزائم في المناسبات والأعياد، هذا طبعاً بعد أن تسمع الكثير من الصراخ من والدها لتساعد أمها». تستكمل خوله: «لقد أصبحت حياتنا» Take Away وانعكس ذلك على أسلوبنا وعاداتنا الغذائية، فأصبحنا لا نحب تناول الخضراوات والأكلات المطبوخة، بل الأكلات الجاهزة التي اعتادت عليها أمعاؤنا، حتى أن مائدة الطعام قد لا نراها إلا في وقت المناسبات وأثناء تجمعات العائلة في مناسبة ما». بينما تعتقد فاطمة اليافعي (موظفة) بأن الطبخ الآن أصبح مهماً لأي فتاة. تقول عن ذلك: «من تقول أنها ستتعلم بعد الزواج، هي فتاة لا تملك بعد النظر، بل العكس عليها أن تستغل فرصة وجودها مع أمها لتتعلم المزيد والمزيد من أسرار المطبخ وفنونه، فليس كل زوج قادر مادياً بأن يجلب خادمة أو طباخة من أجل عيونها». من جانبها، تؤكد بدرية الطنيجي أن رائحة البصل والثوم لا تضايقها كما تدعي الكثير من الفتيات، وتتساءل :«إن كانت الفتاة من الآن لا تجيد الطبخ، فكيف مستقبلاً ستطبخ؟ هل ستعتمد يومياً على الوجبات السريعة أم ستطلب كل يوم وجبة الغذاء والعشاء من المطاعم، وإن كان كذلك، فإلى متى ستستمر الحال على ذلك». رأي معارض تعارض ابتسام اتهام البعض إن الفتاة فاشلة في الطبخ وتقول: «هذه التهمة مبالغ فيها، فعلى الرغم من النظرة السائدة حول عدم معرفة فتيات الجيل الحالي أصول الطبخ، هناك في المقابل العديد من الفتيات اللاتي يتعلمن من أمهاتهن كيفية إعداد بعض أصناف الطعام، كما أنّ انتشار كتب تعليم الطبخ بشكل واسع يشجع الفتاة على التعلم، وربما ابتكار أصناف جديدة من الطعام، وقد أدى خروج الأم للعمل إلى اعتماد العديد من الفتيات على أنفسهن في إعداد الوجبات الغذائية، بدلاً من طلبها من المطاعم» تسترسل ابتسام: «بالنسبة لي أحرص كثيراً على تعلّم العديد من أصناف الطعام من والدتي، خصوصاً أني أريد أن تكون نكهة طعامي بنكهة الطعام نفسها، خاصة الذي تقوم والدتي بإعداده». شركات الأغذية تتهم ريم عبدالله شركات الأغذية التي لم تترك شيئاً إلا وقامت بصنعه تقول: «أصبحنا نرى الكثير من الأطعمة الجاهزة في الأسواق، مثل (عجينة البيتزا، والمهلبية، والكبة بأنواعها، وحتى خلطات البرياني)، ما على الفتاة هنا سوى اتباع التعليمات المكتوبة على العلبة، مشيرة ريم : «لا عجب أن نرى الكثير من الفتيات يعتمدن بشكل كبير على هذه المنتجات، خصوصاً أنّها لا تأخذ وقتاً طويلاً في إعدادها، مثل الوقت الذي يمكن أن تستغرقه إذا أعددتها داخل المنزل». وتتابع ريم: «إنّ الأطعمة الجاهزة تفقد الكثير من قيمتها الغذائية بسبب احتوائها على المواد الحافظة، والسعرات الحرارية العالية، لذا يجب على الفتاة أن تتعلّم كيفية إعداد الوجبات الغذائية في المنزل، حتى وإن فشلت في المرة الأولى، لكنها حتماً سوف تتجنب الخطأ أثناء إعدادها في المرّة الثانية». بينما شيخة المسعودي (طالبة جامعية) لا تمانع أبداً في دخول المطبخ، لكن ساعات الدوام الطوال والتحضير لمحاضرات اليوم التالي تحول دون ذلك. وتضيف: «في فترة الإجازات، أقوم بتحضير بعض الأطباق البسيطة والتي لا تتطلب مجهوداً ووقتاً كبيراً». وتؤكد: «في بعض الأحيان أسأل والدتي عن مقادير «الطبخة» فتوجهني إلى كيفية إعدادها، وفي أحيان أخرى أسأل صديقاتي، خصوصاً إذا تناولت وجبة لذيذة في منزل إحداهن، كما أنني أدخل إلى مواقع مختلفة على الإنترنت وأتعلّم إعداد بعض الأطباق المعروفة، ولا أكتفي بذلك، بل كلما زرت المكتبة كثيراً ما تشدني كتب الطبخ بألوانها وأطباقها اللذيذة، لذلك لا عجب إن خرجت من المكتبة وبيدي مجموعة من كتب الطبخ وأسراره اللذيذة». نصائح للمبتدئات في الطبخ ? البطاطا المائلة إلى الاخضرار أو التي تظهر عليها براعم صغيرة قد تكون مرّة الطعم أو سامة. ? لتحقيق أفضل النتائج عند تحضير الكعك، استخدمي دائماً البيض والزبدة والحليب بدرجة حرارة الغرفة وليست مبردة أو خارجة للتو من الثلاجة. ? لإعادة النضارة إلى الخضراوات الورقية الذابلة، انقعيها في ماء بارد مع بضعة مكعبات ثلج. ? من علامات السمك الطازج، العيون المنتفخة اللامعة، والزعانف المتماسكة، والخياشيم زهرية اللون. ?في حال زادت كمية التوابل في الطعام، يمكنك إضافة بعض من اللبن «الزبادي» إليه لأنّه يساعد على تقليل حدة طعمها. ? لنزع جلد الدجاج تماماً، اغليه في الماء لمدة دقيقة واحدة، ثمّ صفيه واتركيه يبرد، وبعد ذلك يمكن نزع الجلد بسهولة.