السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصغر مروضة أسود في الوطن العربي تتحدى الخوف بأنوثة

أصغر مروضة أسود في الوطن العربي تتحدى الخوف بأنوثة
3 مارس 2011 20:59
رأس الخيمة (الاتحاد) - محاسن مدحت كوتة، الشهيرة بـ«أنوسة كوتة»، «برنسيسة التدريب»، كما يطلق عليها، هي أصغر وأشهر مروضة أسود في الوطن العربي، تبلغ من العمر 23 عاماً، سليلة العائلة المصرية الشهيرة في عالم السيرك، تقدم عروضها حالياً ضمن سيرك مونت كارلو في رأس الخيمة، وهي خريجة كلية الحقوق في جامعة القاهرة. ورغم ذلك، تعتبر أن مهنتها الأولى وهوايتها هي ترويض الأسود. ترويض طفولي الشابة المصرية الصغيرة، حفيدة أول مروضة أسود في الوطن العربي «محاسن الحلو»، صاحبة أول سيرك في مصر، روضت أنوثتها، قبل أن تروض الأسود الضارية، ووضعت خوفها الأنثوي جانباً، لتقتحم عالم المغامرة والمخاطرة، في مشهد قد يحمل مفارقة لافتة، لشابة جميلة في عمر الورود تكسر احتكار «الرجل العربي» لمهنة الخطر والتحدي والرعب، وهي تواجه الأسود داخل خيمة السيرك وجهاً لوجه. وتروي «أنوسة» بدايتها مع عالم السيرك والمخاطرة، الذي بدأ في سن الثالثة، عندما وضعت نفسها في صندوق للثعابين، لتقدم عرض «الثعابين العاصرة» في صندوق سعته متر ونصف المتر في متر ونصف المتر، حينها أصيب الجمهور بحالة من الصدمة، بعد أن قدمت العرض، الذي تكمن خطورته في قدرة الثعابين على إنهاء حياتها في أي لحظة، لكنها من عائلة كوتة وحفيدة الحلو- كما تقول - ما جعلها تتحدى الخطر وهي لم تتجاوز السنوات الثلاث من عمرها، بينما تدربت وقدمت عروضها بحضور والدها مدحت كوتة وجدّتها محاسن الحلو، تدرجت بعدها في سلك الخطر والمغامرة، وقدمت عروض الشمبانزي وفقرة الحصان في سن التاسعة، وبدأت احتراف تدريب الأسود في سن السادسة عشرة، عندما سمح لها والدها بالسيطرة الكاملة على الأسود. مروضة الأسود الصغيرة قدمت عروضاً في دول عربية عدة، لكن الإمارات أول دولة خليجية تقدم فيها عروضها، من خلال سيرك مونت كارلو الذي تستضيفه رأس الخيمة لأول مرة. مواصفات مدرب الأسود محاسن تقول: «من أهم أبجديات تدريب الأسود قتل الخوف، والاعتراف وعدم المكابرة يعدان طوق النجاة. كما يجب على مدرب الأسود التحلي بالثقة والشجاعة والقدرة على التواصل مع الحيوانات، لا سيما ملوك الغابة، والتواصل معها بلغة الجسد، لأن الأسود تفهم بالإشارات وبنبرة الصوت، وهي حيوانات ذكية جداً وحساسة، وعلى معرفة تامة بأنها حيوان مفترس، قادر على فرض هيبته على من حوله، ويجب إعطاؤها حقها من الاحترام والتقدير، وعدم إظهار الخوف منها، لامتلاكها قدرة على الشم والإحساس، ما يشكل خطراً على المدرب والجمهور، وبناء علاقة حب وتواصل مع الأسود من أبرز أسباب نجاح ترويضها. تعترف «أنوسة» بأن أسرار مهنتها تعتمد على الموهبة والدراسة، بما في ذلك دراسة طبيعة الحيوانات وعاداتها الغذائية وطبيعتها، وتمتلك عائلتها مكتبة ضخمة من الكتب عن الحيوانات وأنواعها، في مقدمتها الأسود. وباعتبارها باحثة جيدة على الإنترنت تطالع كل ما هو جديد عن طعام الأسود وحالتها المزاجية وما يستجد عنها. وتقول أنوسة إن ترويض الأسود يبدأ من السنة الأولى من عمر الأسد، ويكون جاهزاً للعرض في السيرك في عمر السنوات الثلاث، ولأسود السيرك عمر افتراضي بين الخمسة عشر حتى العشرين عاماً، في حين يتراوح عمرها في الغابة بين العشرين والخامسة والعشرين. ويتكون فريقها في سيرك مونت كارلو من 4 أسود ونمر، تتراوح أعمارها بين السنوات السبع والتسع. ويقدم لها من 7 - 10 كيلوجرامات من اللحم للأسد الواحد يومياً، ويتنوع الغذاء بين الدجاج والسمك واللحم البقري. وتطلق «مروضة الأسود» على حيواناتها المفترسة أسماء مختلفة، هي كنز ونالا وبشرى ونعيمة ومانويلا، مؤكدة أنها «تستمتع بالعمل والوجود على كورنيش القواسم في رأس الخيمة». لمسات خاصة تقول أنوسة: «كوني بنتاً، جعلني متميزة ومختلفة في عالم السيرك وترويض الأسود، وأنا أصغر مدربة أسود في الوطن العربي، وأضفت عدداً من العروض على فقرات السيرك في مصر، مثل جمع سلالات وفصائل مختلفة من الحيوانات المفترسة خلال العرض الواحد، منها الأسد والنمر، ما يمثل خطراً على حياة المدرب، لصعوبة وجودها في مكان واحد، من دون إثارة أي عراك بينها، لا سيما في موسم التزاوج، ويتطلب ذلك سيطرة وقدرة خاصة من المدرب». تضيف المروضة الشابة: «توجد أساليب مختلفة لعقاب الأسد عند تكاسلها أو رفضها تأدية العروض، بينها النظرة والسوط والتجاهل والإهمال في المعاملة لبعض الوقت». تحلم «أنوسة» برؤية مستقبلية للسيرك، وتأمل تغيير النظرة إلى السيرك بفقراته المختلفة، باعتباره فناً رفيعاً، يعتمد على الموهبة والمخاطرة والقوة والإثارة في الوقت ذاته، وتؤكد أهمية زيادة جرعة الاهتمام بالسيرك الحكومي في مصر والدول العربية، باعتباره النافذة التي يطل منها مدرب الأسود على جمهوره على مدار العام، بينما لا يتجاوز عدد مرات تنظيم السيرك التابع للقطاع الخاص عدد أصابع اليد الواحدة، فضلاً عن أسعاره المرتفعة. طقوس ما قبل العرض وتوضح أنوسة أن لها طقوساً خاصة قبل بداية العرض، منها قراءة القرآن، والاطمئنان على طعام الأسود، والتأكد من حالتها المزاجية، وهل هي في حالة سعادة أم اكتئاب، والتواصل معها، وفي حالة حاجتها للمشورة لا تتردد في مكالمة والدها مدحت كوتة، مدرب الأسود الشهير، وشقيقها حمادة كوتة، المتخصص أكاديمياً في هذا الحقل. وعن أول عرض لها في سيرك مونت كارلو، قالت أنوسة إنها شعرت بالتوتر مع بداية العرض، لمواجهتها جمهوراً مترقباً، ورصدها لردود أفعاله، لكن بعد حوالي 10 دقائق من انطلاق السيرك بدأت في الاندماج مع الأجواء المحيطة بها، وزال التوتر تماماً، ولاقت استحساناً من جانب الجمهور. وأضافت أنها تعيش حياة عادية جداً خارج أوقات العرض والتدريب، وتمارس كل ما تقوم به الفتيات الأخريات، من خروج وتسوق وغيرها من الأمور. وتلفت أنوسة إلى أنها «تمتلك شخصيتين، واحدة داخل القفص وأخرى خارجها، فيما تعلمت من الأسد عزة النفس والكرامة وقوة الشخصية والكبرياء والحنان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©