الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أخبار الساعة»: التوازن في السياسات المالية لتجاوز تداعيات الأزمة العالمية

28 فبراير 2013 23:07
? أبوظبي (وام)- قالت نشرة أخبار الساعة إن الأزمة المالية العالمية “في عام 2008 تسببت في خسارة الاقتصاد العالمي نحو 50 تريليون دولار من قيمة أصوله المالية أو ما يساوي نحو نصف قيمة تلك الأصول ونحو خمس حجم تجارته العالمية وتصدعت قواعده الإنتاجية بانتقال تداعيات الأزمة إلى الاقتصاد الحقيقي وإصابته بحالة من الركود. وأوضحت أن الاقتصادات المتقدمة كانت هي الأكثر تأثرا بتلك التداعيات حيث أصابها التباطؤ الشديد ودخلت بعض مؤسساتها المالية في موجات من الإفلاس. وتحت عنوان “مواجهة أزمة الاقتصاد العالمي” أضافت أنه بهدف الخروج من الأزمة اتجهت حكومات الدول المتقدمة إلى تحفيز اقتصاداتها عبر انتهاج سياسات مالية توسعية فقامت بضخ كميات كبيرة من السيولة في القطاعات الأكثر تعثرا واعتمدت في تمويل تلك السياسات على مصدرين رئيسيين هما الاقتراض والتيسير الكمي “طبع عملات جديدة” وقد أتت تلك السياسات ببعض الآثار الإيجابية فحققت الاقتصادات نموا إيجابيا بداية من الربع الأخير من عام 2010 . وأوضحت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية..”أنه مع طول أمد الأزمة وصل الاقتصاد العالمي إلى مرحلة حساسة فمع استمرار حكومات الدول المتقدمة في ضخ السيولة بكميات كبيرة لتحفيز اقتصاداتها فإنها وجدت نفسها أمام معضلة صعبة ظهرت معالمها بوضوح خلال الفترات الأخيرة يتجسد الجانب الأول من هذه المعضلة في جفاف منابع السيولة بيد الحكومات وتراكم المديونيات عليها بحيث لم تعد قادرة على الاقتراض مثلما كانت في الماضي ولم يعد بوسعها أيضا الاستمرار في انتهاج أسلوب التيسير الكمي بنفس الوتيرة التي كانت عليها في بدايات الأزمة خوفا من شبح التضخم وتدهور قيم العملات. وفي الجانب الآخر من المعضلة فإن إجراءات التحفيز السابقة التي قامت بها الحكومات لم تكن كافية فمازالت تلك الاقتصادات تعاني تباطؤا في معدلات النمو ومازالت البطالة لديها تدور حول معدلات عالية “. ولفتت إلى أن الحكومات أصبحت في ظل هذا الوضع وخصوصا حكومات الدول المتقدمة أمام تحدي التعامل مع هذه المعضلة الصعبة من خلال إيجاد السبيل لتحريك عجلة النمو وامتصاص أرصدة البطالة وفي نفس الوقت تخفيض العجز المالي وتقليص المديونيات وإبعاد شبح التضخم وبتعبير آخر أصبحت هذه الحكومات مطالبة بالإنفاق والتقشف أو فعل الشيء ونقيضه في آن معا. وخلصت “أخبار الساعة” في ختام افتتاحيتها إلى أن المخرج الذي يشير إليه بعض الخبراء من هذا المأزق هو إيجاد نوع من التوازن في السياسات المالية كي تتمكن من الوفاء بالتزاماتها في الناحيتين معا. وأوضحت ان الخطوة الأولى في هذا الشأن هي مراجعة السياسات المالية عبر التوقف عن الإنفاق على البنود غير الضرورية أو تقليصها إلى الحدود الدنيا وتوجيه الإنفاق إلى القطاعات الحيوية والقادرة في حالة تعافيها على تحفيز النمو في باقي القطاعات ومن ثم تحفيز النمو في الاقتصاد الكلي والتركيز بشكل أكبر على القطاعات والأنشطة الاقتصادية الكثيفة الأيدي العاملة وبخاصة قطاعات الاقتصاد الحقيقي وعلى رأسها الزراعة والصناعات الثقيلة وهي الأكثر أهمية في هذا الشأن. وأكدت أن هذا الطريق قد يحتاج إلى بعض الوقت كي يؤتي ثماره المنشودة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©