الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النووي» الإيراني.. تسريبات جديدة

28 فبراير 2015 22:14
قد يؤدي ما كشفت عنه جماعة إيرانية بشأن ما تزعم أنه منشأة نووية سرية إلى إثارة تساؤلات جديدة حول مصداقية إيران في لحظة تشهد إما نجاح أو فشل المفاوضات النووية الدولية. ويوم الثلاثاء الماضي، ظهرت مزاعم عن كشف عدد من المواقع السرية في إيران خلال عشرات السنين من التجسس النووي، أنه اكتشف وجود منشأة سرية في ضاحية بطهران، حيث يتم إجراء أبحاث نووية وتخصيب لليورانيوم في انتهاك للاتفاقات الدولية. ويأتي هذا الإفشاء في الوقت الذي تسير فيه الولايات المتحدة وإيران صوب إحراز تقدم في المحادثات، التي تروم التوصل إلى اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي قبل الموعد النهائي المقرر في 31 مارس. والكشف عن موقع إيراني نووي سري مزعوم آخر ينضم إلى عوامل خارجية – مثل خطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأسبوع المقبل حول مخاطر هذا الاتفاق – تصارع اندفاع دبلوماسي وشيك في السعي للتوصل لاتفاق. وبينما يقول بعض خبراء الانتشار النووي أنهم لم يفاجأوا بتصاعد التحديات الخارجية في هذه اللحظة الحاسمة من المباحثات، فهم أيضا يشيرون إلى أن هذا لا ينبغي النظر إليه باعتباره كافياً لإفشال الجهود الدبلوماسية. ويستطردون أن هذه العوامل الجديدة، مثل الزعم بوجود منشآت سرية، يؤكد فقط الحاجة إلى التوصل لاتفاق من شأنه تقييد إيران والسماح بالقيام بعمليات تفتيش على جميع منشآت الدولة. وفي هذا السياق، أوضح «داريل كيمبال»، المدير التنفيذي لرابطة مراقبة الأسلحة في واشنطن، أن «الكثيرين يبحثون عن وسائل لنسف هذه المفاوضات؛ بعضها مخاوف شرعية والبعض الآخر ليس كذلك»، واستطرد «ينبغي استكشاف حقيقة هذا التقرير، بيد أن هذا لا يجب أن يكون سبباً لوقف التوصل لاتفاق من شأنه معالجة مشكلة (المواقع غير المعلنة) لفترة طويلة قادمة». ويأتي هذا التقرير بعد أسبوع من تأكيد الوكالة الدولية للطاقة النووية أن إيران ما زالت تعارض تقديم المعلومات حول نشاطها في مجال التسليح النووي في الماضي. وعن طريق التسريبات تم الكشف عن موقع «ناتانز» لتخصيب اليورانيوم بإيران وكذلك منشأة البلوتونيوم في «أراك» عام 2002، والعناصر التي تقف وراء التسريبات أطلعت مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية على هذه المعلومات قبل عقد مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي. وهذه المعلومات تتضمن صوراً للموقع الكائن في ضاحية بشمال طهران، ويضم منشآت عسكرية ممتدة ونفقاً ومختبرات تحت الأرض. بيد أن هذه المعلومات لا تقدم دليلاً على وجود أنشطة نووية في الموقع، ولم تكن المصادر قادرة على تقديم معلومات حول مستوى تخصيب اليورانيوم الذي تؤكد أنه يحدث في الموقع أو عدد أجهزة الطرد المركزي في الموقع، وكذلك الأجهزة التي يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من درجة إنتاج الأسلحة، وهذه المعلومات تم عرضها أيضاً على أعضاء رئيسيين في الكونجرس، بعضهم على خلاف مع الرئيس أوباما حول جهود إدارته الدبلوماسية مع إيران. وفي جلسة استماع في الكونجرس يوم الثلاثاء الماضي، ذكر وزير الخارجية جون كيري أن الإدارة لديها سياسة توجيهية في المحادثات النووية الدولية – وهي أن «إيران لن تحصل على سلاح نووي» - وقال إن معارضة هذا الاتفاق تأتي من أطراف ليس لديها فكرة حول مضمون الاتفاق أو ما الذي سيطالب إيران به. بيد أن تفاصيل بدأت تتسرب حول اتفاق من شأنه الحد بشكل صارم من أنشطة إيران النووية على مدار العقد المقبل. وبعد فترة يتم التحقق خلالها من سلوكها الجيد، سيتم رفع القيود تدريجياً عن برنامج تخصيب اليورانيوم الخاص بإيران. وهناك من يرى أن الافشاءات الأخيرة هي دليل آخر على أن المحادثات النووية الدولية «مضلِلَة» لأن النظام الإيراني ليس بالشريك التفاوضي الذي يمكن الاعتماد عليه. هاورد لافرانتشي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©