الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«إكسبو 2020» قوة دافعة لتعزيز استدامة نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة

«إكسبو 2020» قوة دافعة لتعزيز استدامة نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة
19 مايو 2016 23:01
مصطفى عبدالعظيم (دبي) يشكل إكسبو 2020 قوة دافعة جديدة لتعزيز استدامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما سيوفره من فرص وإمكانيات بلا حدود لهذه الشركات، فضلاً عن جسور التواصل التي بدأ في مدها لربط الشركات الكبيرة والناضجة مع الشركات الصغيرة، وذلك وفقاً لمشاركين في قمة ريادة الأعمال التعاونية التي انطلقت في دبي أمس. وقال هؤلاء: إن مبادرة إكسبو 2020 لإطلاق قمة ريادة الأعمال التعاونية بالتعاون مع منصة «ومضة» تجسد بشكل مباشر الموضوع الرئيسي لإكسبو 2020 «تواصل العقول وصنع المستقبل» من خلال تحقيق التواصل بين الشركات بمختلف الأحجام والخبراء، من أجل المساهمة في بناء إرث حقيقي ومستدام. وأكدت معالي ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، مدير عام مكتب «إكسبو 2020 دبي»، أن القمة تشكل منصة مهمة للتواصل المباشر بين الشركات الصغيرة والكبيرة، وبناء جسور التعاون والشراكة القائمة على احتياج كلا الجانبين للآخر، وذلك في إطار نموذج الشراكة العالمية والإنسانية الذي يسعى إكسبو 2020 إلى ترسيخه من خلال إذابة الفواصل والحدود بين البلدان المشاركة في موقع المعرض، والتي يتوقع أن يصل عددها إلى نحو 200 دولة خلال فترة المعرض التي تستمر لستة أشهر. وأشارت معاليها في كلمتها الافتتاحية خلال القمة، التي شارك فيها أكثر من 400 شخصية تمثل مؤسسات متعددة الجنسيات محلية وإقليمية وشركات ناشئة، إلى أن النمو قصير المدى بالنسبة للشركات الصغيرة ليس هو الهدف المطلق، لكن الأهم هو كيفية وآلية المحافظة على استمرارية واستدامة هذا النمو الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق الرخاء والازدهار، موضحة أن إطلاق العنان للشراكة والتعاون بين الشركات الكبيرة والصغيرة سيوفر كل مقومات النمو المستدام، ويتيح إمكانيات لامحدودة وقوة دافعة للنجاح والازدهار. النمو الاقتصادي المستدام وأطلق إكسبو 2020 دبي، بالتعاون مع منصّة «ومضة» في أواخر يناير الماضي، مبادرة «ريادة الأعمال التعاونية» التي تمثل مفهوماً فريداً من نوعه في منطقة الخليج العربي، حيث تهدف إلى تعزيز التعاون بين الشركات الكبرى والمتوسطة والصغيرة والناشئة لدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام. وقالت معالي ريم الهاشمي: إنه منذ إطلاقها في يناير الماضي نجحت المبادرة في اجتياز مرحلة «لما ولماذا»، لتنتقل من خلال أعمال قمة الأمس إلى مراحل تنفيذية تجيب من خلالها على التساؤلات المتعلقة بصيغة «من ومتى وكيف»، مشيرة إلى فعاليات القمة التي تضم نخبة من الخبراء والمؤثرين في قطاع ريادة الأعمال من شأنها أن توفر الإجابة على كيفية بناء الشراكة بين المشاريع الصغيرة والشركات الكبيرة، وكيف التغلب على التحديات ليس فقط على الصعيد الوطني والعالمي، بل على الصعيد المجتمعي كذلك. وأوضحت معاليها أن إكسبو 2020، يتوقع له أن يكون الأكثر عالمية في تاريخ الحدث، ليس بالنظر فقط لأعداد الدول المشاركة، والتي يتوقع يصل إلى 200 دولة، بل كذلك على مستوى الزوار الدوليين الذين سيشكلون أكثر 70% من الزوار، خلافاً لكل دورات إكسبو السابقة التي استضافتها مدن كثيرة تتميز بتعدادها السكاني الكبير. وانطلاقاً من هذه النقطة، أشارت معاليها إلى أن هذا التدفق الكبير المتوقع من الزوار الدوليين لإكسبو 2020 من شأنه أن يوفر وفرصاً لا محدودة أمام المشاريع الصغيرة ومنصة مهمة لتأكيد التعاون والشراكة والمبادرات بين المشاريع الصغيرة والكبيرة، بما يحقق الازدهار والرخاء والاستدامة، موضحة أن فرص التواصل باتت اليوم غير محدودة، لكن الأهم هو التواصل الصحيح، مشيرة إلى أن القمة تشكل فرص لبناء هذا التواصل وتبادل الأفكار والفرص والتعلم من التجارب والاستفادة منها في تحقيق نمو ذي قيمة وتأثير وتعزيز الطموح والتنافسية. جسور تواصل وقالت معالي ريم الهاشمي: «نسعى من خلال هذه القمة إلى المساهمة في مدّ جسور تواصل جديدة بين ممثلي الشركات الكبيرة والشركات الناشئة، وتسليط الضوء على دور ريادة الأعمال التعاونية في دفع عجلة نمو الشركات الناشئة من جهة، وتجديد نشاط وحيوية المؤسسات الكبيرة من جهة أخرى. وبطرحنا لمفهوم (ريادة الأعمال التعاونية) لأول مرة في المنطقة، فإننا بذلك نظهر مدى فعالية وقدرة (إكسبو 2020 دبي) على توفير فرص لتلاقي الفئات من مختلف الاختصاصات والخلفيات تحت سقف واحد لإيجاد الحلول اللازمة للتصدي للتحديات التي يحملها لنا المستقبل». وانطلاقاً من مفهوم «ريادة الأعمال التعاونية»، سعت القمة إلى دعم أواصر التعاون بين المؤسسات العريقة والشركات الناشئة لترسيخ شراكات حقيقية ومفيدة، قادرة على توفير متطلّبات النمو، وفتح أبواب العمل المشترك الفعال على جميع الصعد، بما يتناسب مع الأهداف المشتركة للأطراف المتعاونة. واستمع الحضور إلى آراء ووجهات نظر نخبة من قادة الأعمال الإقليميين والدوليين حول العديد من تجارب التعاون الناجحة بين المؤسسات الكبيرة والشركات الناشئة. ومن خلال ورش العمل وحلقات التدريب التفاعلية والعروض التوضيحية على مدار اليوم، تم تزويد ممثلي هذه الجهات بالأدوات اللازمة التي تتيح لهم اعتماد ريادة الأعمال التعاونية في استراتيجيات أعمالهم ومشاريعهم. وجاءت فكرة إطلاق مبادرة «ريادة الأعمال التعاونية» استناداً إلى نتائج دراسة بحثية أجريت بتكليف من «إكسبو 2020 دبي» و«ومضة»، حيث أظهرت نتائجها، التي جرى الكشف عنها مؤخراً، الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم به القمة في تلبية احتياجات البيئة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخلق فرص عمل جديدة للشباب. وبحسب نتائج مقابلات أُجريت مع أكثر من 120 رئيساً تنفيذياً وخبيراً، واستبيان شارك فيه أكثر من 700 رائد أعمال في المنطقة، وجد التقرير أيضاً أن التعاون بين المؤسسات الكبيرة والشركات الناشئة يوفر منافع متبادلة، بما في ذلك تعزيز القدرة على الابتكار، وترسيخ ثقافة التعاون لدى المؤسسات الكبيرة، وتعزيز قدرة الشركات الناشئة على التوسع والارتقاء بمستوى مصداقيتها في السوق. وفي إطار التعاون بينهما، أطلق «إكسبو 2020 دبي» و«ومضة» أيضاً موقعاً خاصاً بالقمة (Coentrepreneurship.com)، يتيح للحضور استكشاف فرص التعاون الممكنة بينهم على نحو أوسع. المسار الصحيح وعقب كلمة معالي ريم الهاشمي، انطلقت أعمال القمة بجلسة رئيسية حملت عنوان «حالة ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هل تتبع المسار الصحيح؟، وشارك فيها معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيسة مجلس الإدارة في هيئة المنطقة الإعلامية – أبوظبي، وفادي غندور، الرئيس التنفيذي لـ «ومضة كابيتال»، ومدثر شيخة، المؤسس المشارك والعضو المنتدب في كريم، ونجلاء المدفع، مؤسس شركة «خيرات»، ومؤيد مخلوف، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة التمويل الدولية. واتفق المشاركون في الجلسة على الدور المحوري الذي تعلبه دولة الإمارات في تهيئة أفضل بيئة أعمال لاحتضان المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المنطقة بما توفره من فرص واعدة للنمو وبيئة مشجعة للابتكار والإبداع وتشريعات منظمة للأعمال، فضلاً عن سهولة النفاذ للتمويل، مقارنة بالعديد من الدول الأخرى. وقال هؤلاء: إن هذه البيئة الحاضنة والمساندة للمشاريع الصغيرة أسهمت في جذب الكفاءات العالمية، وخاصة العربية والإقليمية التي اتجهت للعمل في الغرب خلال السنوات الماضية، لتأسيس أعمالهم انطلاقاً من دولة الإمارات التي فتحت كذلك بدورها الباب أمام هذه الشركات للنمو والتوسع، ليس فقط في السوق المحلي، بل إلى الأسواق الخارجية والإقليمية. وأشادت معالي نورة الكعبي بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال تمكين المرأة في مجال الأعمال، وذلك من خلال توفير وتهيئة كل وسائل النجاح، بداية من التعليم ونشر الطموح، وصولاً إلى تبوؤها أعلى المناصب في الدولة، مشيرة إلى أنها عندما كانت طالبة تابعت اختيار معالي لبنى القاسمي كأول امرأة وزيرة في دولة الإمارات، خلق لديها ولدى الكثيرات من الإماراتيات، طموح الوصول إلى أعلى المناصب. قناة تواصل من جهتها قالت مرجان فريدوني، نائب رئيس شؤون الإرث لدى «إكسبو 2020 دبي»: «توفر القمة قناة تواصل جديدة في منطقتنا لتسريع تفعيل التعاون بين الشركات الناشئة وتلك الكبيرة، وتوفير المناخ الملائم لبناء علاقات تعود بالمنفعة المتبادلة على جميع الأطراف. فمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد حركة نشطة على صعيد ريادة الأعمال، من شأنها أن تمهّد الطريق أمام نمو اقتصاد متنوّع غير معتمد على النفط، الأمر الذي سيساهم في خلق فرص عمل وتشجيع الشباب». بدوره قال حبيب حداد، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لـ «ومضة»: «تحمل الشركات الناشئة راية الابتكار والإبداع، حيث تواجه أبرز تحديات المنطقة في بداية تأسيسها، في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الشركات الكبرى تلمس التأثير المتنامي لهذه المهمة التي تمضي بخطى متسارعة. وانطلاقاً من هذا الواقع، تتجلى أهمية «ريادة الأعمال التعاونية» بوصفها منبراً فعّالاً لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تعترض هذه الأطراف عبر استثمار مفهوم الشراكة بمعناه الحقيقي، وهو ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد ككل». تعاون مع «ومضة» لتوطيد التواصل دبي (الاتحاد) قالت مرجان فريدوني، نائب الرئيس، إرث «إكسبو 2020 دبي، إن التقدم والابتكار هما نتيجة تضافر جهود البشر وتبادلهم الأفكار بأساليب خلاقة، وهو ما يمثل ركيزة أساسية لتحقيق طموحنا المتمثل في مفهوم «تواصل العقول وصنع المستقبل». وأضافت «نعمل في «إكسبو 2020 دبي» على بناء علاقات تعاون مثمرة مع مختلف الأطراف التي تشاركنا رؤيتنا الرامية لإرساء أسس متينة لمستقبل مشرق بما يضمن للحدث ترك إرث مستدام تستفيد منه المنطقة لما بعد العام 2020. وتهدف مبادرة «ريادة الأعمال التعاونية» إلى دعم أواصر التعاون بين المؤسسات العريقة والشركات الناشئة لترسيخ شراكات حقيقية ومفيدة، قادرة على توفير المتطلّبات اللازمة للنمو». وتعدّ هذه القمّة مكملاً لمساعي برنامج «بزنس كونيكت»الذي يديره «إكسبو 2020 دبي»، والذي يرمي إلى توفير منبر للتواصل والحوار وتبادل الخبرات وإتاحة المجال أمام مجتمع الأعمال للمساهمة في إعداد توصيات حول مختلف الجوانب الرئيسية التي تضمن للحدث المرتقب في عام 2020 توفير تجربة استثنائية لزواره. ومنذ إطلاق مبادرة «بزنس كونيكت» في سبتمبر الماضي، استضاف «إكسبو 2020 دبي» سلسلة من ورش العمل التي تغطي عدة موضوعات مرتبطة بمجتمع الأعمال في المنطقة وذلك في إطار الاستعدادات والتحضيرات المستمرة لاستضافة الحدث المرتقب. وتتلخص الفكرة التي تستند إليها القمة، أنه باستطاعة الشركات الناشئة الاستفادة من موارد وخبرات المؤسسات الكبرى من أجل التطور والنمو، بينما ستتمكن الأخيرة من استثمار القدرات الإبداعية الكامنة والمرونة التي تتميز بها الشركات الناشئة، ما يوفر منفعة مشتركة لكلا الطرفين ويمكّنهما من الوصول إلى أسواق وتقنيات جديدة واكتساب مهارات إضافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©