برنامج الطاقة النووية السلمية «مشروع تاريخي»

أبوظبي (الاتحاد) أكد المهندس محمد الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية أن «برنامج دولة الإمارات للطاقة النووية السلمية مشروع تاريخي للدولة، لما يتمتع به من أهمية كبيرة لمستقبلها وتطورها»، معربا عن سروره بأن يتم من خلال منتدى الإمارات للطاقة النووية «تثقيف السكان عن هذا البرنامج». وأضاف «نأمل أن نستمر في إبراز التقدم المحرز في البرنامج بطريقة شفافة، في الوقت الذي نقترب فيه من تحقيق عدد من الإنجازات خلال المرحلة المقبلة». ونظمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مساء أمس الأول منتدىً مجتمعياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بحضور أكثر 220 شخصاً من المواطنين والمقيمين في أبوظبي ومن الجهات المعنية. وسلط المنتدى الضوء على أهمية الطاقة النووية بصفتها مصدراً آمناً وفعالاً وموثوقاً وصديقاً للبيئة لإنتاج الكهرباء، مشيرا إلى أن 444 مفاعلاً تعمل حاليا في أكثر من 30 دولة حول العالم، لدعم الصناعات، وتوفير فرص العمل، وتحسين حياة ملايين السكان. وقام المسؤولون في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية خلال المنتدى بالإجابة على أسئلة حول مختلف الموضوعات المتعلقة بتطور البرنامج وجهود المؤسسة في استقطاب الكفاءات المواطنة، والفوائد التي سيعود بها على دولة الإمارات العربية المتحدة. وقارن المهندسون في المؤسسة بين الطاقة النووية ومصادر أخرى للطاقة مثل الغاز والفحم والطاقة الشمسية، وشرحوا للحضور لماذا تم اختيار الطاقة النووية لتكون من بين المصادر الأساسية لتوفير الكهرباء، موضحين أن حبة واحدة من حبيبات اليورانيوم كافية لتشغيل مصباح كهربائي من 100 واط طوال اليوم لفترة عامين ونصف، ما يتطلب في المقابل 474 لتراً من الزيت. كما أن الطاقة النووية تعتبر واحدة من أقل العناصر المنتجة للكربون، على عكس الزيت والفحم والغاز الطبيعي. وأكد مسؤولو المؤسسة، أن الطاقة النووية ستوفر مصدراً آمناً للطاقة الكهربائية للدولة، ما سيعود بفوائد كبيرة على اقتصاد الدولة ويدعم نموها المستقبلي، كما سلطوا الضوء على أهمية تنويع مصادر الطاقة والتمتع باستقلالية الطاقة من خلال عدم الاعتماد على مصدر واحدٍ. وقدم المنتدى للحضور فرصة التعرف على «مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة 1400» من الجيل الثالث التي تستخدمها المؤسسة. وأوضح الخبراء في هذا الإطار لماذا تم اختيار موقع براكة، مستعرضين التقدم الجاري في محطة براكة للطاقة النووية من خلال مجموعة من الصور ومقاطع فيديو توضيحية، حيث وصلت نسبة إنجاز المحطة الأولى إلى أكثر من 87%، فيما بلغت النسبة الإجمالية لإنجاز المشروع إلى 62%، إضافة إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تم توقيعها، والتي تتماشى مع أعلى المعايير الدولية في حماية البيئة. وعمل المنتدى على تبديد الأفكار الخاطئة والشائعة عن الإشعاعات، حيث قام المختصون في المؤسسة بتقديم الحقائق العلمية عن هذه الإشعاعات وانتشارها، مؤكدين أن جميع سكان الأرض يتعرضون لأكثر من مصدر للإشعاعات خلال حياتهم من دون التعرض لأي مشاكل. وتعمل المؤسسة على توفير طاقة نووية آمنة وفعالة وصديقة للبيئة يمكن الاعتماد عليها لدعم النمو الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتأسست مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بموجب قانون أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في عام 2009. وتقود المؤسسة عمليات تطوير محطات الطاقة النووية السلمية وبنائها وتمويلها بهدف توليد الطاقة في دولة الإمارات. ويتوقع استكمال البرنامج النووي السلمي الإماراتي في عام 2020 بعد تشغيل المحطة الرابعة وتوصيلها بشبكة الكهرباء لدولة الإمارات، وستوفر المؤسسة حينها طاقة كهربائية صديقة للبيئة تنعدم فيها تقريباً الانبعاثات الضارة، وبذلك ستسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي للدولة. وتضع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عناصر السلامة والأمان ونشر ثقافتها على رأس سلم أولوياتها.