الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في لحظة الوداع

28 فبراير 2015 22:09
عندما قرر أن تخرج من حياته وينتزع اسمها من ذاكرته ودّعها ذلك الوداع الجميل قبل أن يسافر بعيداً عن أماكن ذكرياتهما، لم يعترف بأنها أحد أسباب اغترابه، ورفض أن يصارح حتى نفسه بأنه يحاول ترويض مشاعره، وأن يعتاد غيابها كما اعتادت قسوتها التي كان يرد عليها بالصبر، فسنوات من الهوى لم يكن من السهل أن يلقيها في البحر الذي شهد ولادة قصة حب غريبة، لم يعترف بها أحدهما بقدر ما كانا يعبران عنها في نبرة صوتهما وفي ملامحهما وفي ابتسامة خجلى عند اللقاء.. حتى الهدايا كانت تتكلم بما لم يصارحا بعضهما به لسنوات، وكأن الحب بينهما كلمة أجمل من أن تقال، ولحن لا يتحمل جمال بشر، لكن الزمان دار، وصدأت الأوتار وسكت الكلام وأصبح ذلك الحب حجراً ثقيلاً على قلبهما. حين وقت ساعة الرحيل طفت على السطح بعض من مشاعر قديمة، كلاهما يدرك أن ذلك الوداع مهما كان راقياً، لكنه لا يليق بقصة حبهما الكبير، فهما يفترقان بلا وعود ولا أحلام ينهيان رحلة جميلة مستسلمين مهزومين ومواكب الناس من حولهما تزفهما إلى مذبح الفراق، حيث ينحران طفلاً جميلاً اسمه «الحب»، وحين سالت الدماء على أصابعهما تردد السؤال «لماذا نفترق؟.. لماذا نفترق؟..» لكن الطريق يأخذ كليهما في اتجاه، فهي تغيب في البحر الذي جاءت منه، وهو يذهب إلى الصحراء التي يهيم بها. يوسف أشرف - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©