يحيى أبو سالم (دبي)
يعتقد البعض أن قائد المركبة يصبح قادراً على القيادة بالطريقة الصحيحة والمثلى بعد نجاحه في امتحان الحصول على الرخصة، وهو اعتقاد خاطئ، حيث إن القيادة ليست من ضمن الأمور التي يكفي حصول الشخص على ورقة رسمية، كي يتمكن من قيادة مركبة بصورة احترافية، ودون أن يؤثر سلباً على من حوله ومن معه، حيث إن القيادة فن يحتاج إلى ذكاء وحكمة، خاصة حدوث عند أي مفاجآت غير متوقعة، تتطلب من السائق خبرات طويلة في القيادة، كما تتطلب منه إلماماً ومعرفة بالكثير من الأمور.
وهناك عشرات الأمور التي يجب عليك كمالك لسيارة بغض النظر عن نوعها، الانتباه لها، ومراعاتها، ومعرفة أفضل الطرق الصحيحة للتصرف في حالة حصلت معك وأنت تقود مركبتك بشكل اعتيادي.
ولعل من أهم هذه الأمور التي يجب مراعاتها خلال القيادة، خصوصاً عند السفر أو القيادة لساعات طويلة.
في بعض الدول، طور لصوص الطرق مهاراتهم للسطو على السيارات التي تعبر الطرقات الفرعية والجانبية، لتتجاوز مرحلة ثقب الإطارات، عبر رمي الأسلاك أو المسامير على الطريق الذي تعبر منه المركبات، حتى أنهم تجاوزوا فكرة الاحتيال على السائق، بطلبهم المساعدة بجانب الطريق، ليتمكنوا من اصطياد فرائسهم من السيارات التي تسير على هذا الطريق.
لعل أحدث هذه الطرق التي ابتكرها قطاع الطرق، هي رمي البيض النيئ على زجاج السيارات التي تعبر الطريق. وفي أغلب الأحيان، فإن التصرف الطبيعي في حال رمى أحدهم بيضة على زجاج مركبتك، هو تشغيل ماسحات الزجاج الأمامية لتنظيف مخلفات هذه البيض الذي التصق بزجاج مركبتك، وهو الأمر الخاطئ تماماً.
بمجرد قيامك بتشغيل المساحات الأمامية، لتنظيف هذه المخلفات، سيختلط الماء الصادر من الماسحات الأمامية بمخلفات البيضة، ليتحول ذلك إلى ما يشبه السائل، الذي سيغطي 90 بالمائة من الرؤية لديك، ما سيضطرك للوقوف مباشرة لانعدام الرؤية، وهو ما يهدف إليه قطاع الطرق لمحاولة سرقتك.
الحل المثالي هنا في حال صادفك مثل هذا الأمر، هو ترك البيضة ومخلفاتها، وعدم تشغيل الماسحات مطلقاً، لحين عبورك هذا الطريق إلى آخر يمكن الوقف على جانبه وتنظيف الزجاج.
ضغط الإطارات
. في مثل حالة ارتفاع حرارة المحرك، فإن إطارات المركبة، من أكثر قطع السيارة تعرضاً للخطر خلال القيادة في الأجواء الحارة والمشمسة، وذلك لاحتكاكها المباشر مع الطريق ذو الحرارة المرتفعة.
وفي مثل هذه الحالات، يتغاضى أو يتجاهل الكثير من قائدي المركبات، عن تفقد إطارات مركباتهم، ويعتبرون أن القيادة في مثل هذه الظروف هي تماماً ذاتها خلال القيادة في الظروف العادية وفي الأوقات التي لا تكون بها حرارة الشمس مرتفعة.
ولعل الأمر الذي يغفل عنه مثل هؤلاء من قائدي المركبات، أن الحرارة المرتفعة تؤدي إلى زيادة الضغط في الإطارات، الأمر الذي قد يؤدي خصوصاً إذا كانت الإطارات بحالة غير جيدة، إلى انفجار هذه الأخيرة.
. النصيحة التي يوجهها الكثير من الخبراء والمختصين في عالم قيادة المركبات، هي تخفيف معدل ضغط الإطار عن الضغط القياسي في حال توجب عليك القيادة في مثل هذه الظروف.
والحل في هذه الحالة بسيطة، فإذا كنت مثلاً تملأ ضغط إطارات مركبتك بما يصل إلى 32 من ضغط الهواء في الظروف العادية، قم تخفيف هذا الضغط إلى ما يصل إلى 30 من ضغط الهواء، حيث إن النسبة التي قمت بتقليلها من ضغط الهواء في إطارات مركبتك، ستكون حرارة الطريق التي تسير عليها، كفيلة بإرجاعها.
ارتفاع الحرارة
. تعتبر القيادة خلال الأجواء الحارة، والطقس المشمس، وفي وقت الذروة، من أشد أنواع القيادة وأقساها على مركبتك، حيث تعبر القيادة في مثل هذه الظروف، ولساعات طويلة، الاختبار الأمثل لقطع سيارتك، ومدى صلاحيتها وفعاليتها في العمل بشكل صحيح ودون مشاكل.
. ارتفاع حرارة المحرك، من أكثر المشاكل التي تواجه الكثير من المركبات، خصوصاً المستعملة، ورغم أن مشكلة ارتفاع حرارة المحرك مرتبطة بالعديد من الأمور الفنية والتقنية والميكانيكية، إلا أن خزان تبريد المحرك وما يحتويه من سائل أو مياه التبريد، تعتبر أول سبل تعقب هذه المشكلة إذا حدثت لك.
. إذا واجهتك مشكلة ارتفاع حرارة المحرك، فمن الخطأ فتح خزان تبريد المحرك فوراً بعد ركن المركبة بجانب الطريق.
. خزان التبريد إذا كان ينقصه سائل التبريد أو الماء، سيكون مضغوط بشكل كبير، وهو ما سيؤدي إلى تدفق الماء المغلي منه، بمجرد فتحك لغطاء الخزان.
. لو لم يتم ذلك، وقمت بفتح الخزان، وإضافة الماء مباشرة عليه، فإنك قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة في محرك السيارة أو أي من القطع الخاصة بخزان التبريد.
الحل الأمثل.. ركن سيارتك، وقم بإيقاف المحرك لخمس دقائق، وبعد ذلك تشغيل السيارة، عندها استخدم منشفة لفتح غطاء خزان التبريد، وإضافة الماء تباعاً لحين ملاحظتك امتلاء الخزان. . يمكن الضغط على دواسة البنزين ثلاث أو أربع مرات، وملء الخزان مرة أخرى في حال نقص منه الماء، ويفضل استخدام سوائل التبريد الخاصة وليس المياه العادية.
الحمولة الزائدة
. القاعدة الرئيسة التي تتفق معها أغلب شركات إنتاج السيارات، تتركز على توزيع الحمولة على كامل قاعدة السيارة بالكامل «الشصي»، بما في ذلك الأمتعة والركاب.
. يخطئ الذين يسافرون لمسافات طويلة في سياراتهم، وتراهم يحملون مركباتهم بحمولات غير موزعة تماماً على قاعدة السيارة بالشكل الصحي.
. وضع الحمولة الزائدة في صندوق الأمتعة، وعدم وجود السائق فقط في حجرة القيادة، أمر سلبي على قاعدة المركبة، خصوصاً عند القيادة لمسافات طويلة، وفي مثل هذه الحالة، إذا كان السائق يسافر وحيداً مثلاً، فالأفضل توزيع الأمتعة كافة بالتساوي قدر الإمكان، في صندوق الأمتعة وفي حجرة القيادة، حيث يتوزع ثقل الأمتعة على «شصي» السيارة بالكامل.
وإذا كان مع السائق ركاب، في الكرسي الأمامي والخلفي، فهنا لا توجد مشكلة في الثقل الكبير في صندوق الأمتعة الخلفي للسيارة، لكن يفضل أن يتم أيضاً وضع بعض الأمتعة، على سقف السيارة من خلال الحمالات الخاصة، وهي الطريقة المثلى في غالبية الأحوال خصوصاً للسيارات من فئة الصالون.
. حذرت الكثير من الهيئات الفنية العالمية المتخصصة في السيارات، من أن الحمولة الزائدة وسوء توزيعها يهددان أمان القيادة، حيث تؤثر الحمولة والميل الجانبي الناجم عن سوء التوزيع الصحيح للأمتعة على المناورة بالسيارة، حيث تصبح غير آمنة.
مفاجآت الطريق
قبل الشروع في الذهاب في رحلة بسيارتك، أو قطع مسافة طويلة، تتجاوز 500 كلم. هنالك مجموعة من الأمور الواجب عليك التأكد منها في سيارتك، قبل انطلاقك بها، لتضمن عدم ظهور أي مفاجآت غير متوقعة، ولتكون جاهز تماماً في حال حصولها. ومن هذه الأمور:
. تأكد من أن زيت محرك سيارتك، جيد وغير بحاجة إلى تبديل. فقد لا تجد من يقوم بتبديله لك خلال رحلتك. يمكن أيضاً الاحتفاظ بعبوة احتياطية معك من زيت المحرك، في حال احتجت إليه.
. أن غاز جهاز التبريد في سيارتك، ممتلئ بالشكل الصحيح، حيث ستحتاج إلى مكيف الهواء خصوصاً عند القيادة في فترات الحر والظهيرة.
. تأكد من إطار مركبتك الخامس، وهو الإطار «الاحتياطي»، الأمر الذي قد يغفل عنه الكثير من سائقي المركبات، بشكل عام، ولا يقومون بتزويده بالهواء بشكل دوري، مما يؤدي إلى تلفه في الغالب.
. أن اللمبات كافة الخاصة بمركبتك، تعمل بالشكل الصحيح، خصوصاً الإنارة الخارجية، الأمامية والخلفية.
عدد اليوم
