محمد حامد (دبي) - منذ اعتزاله كرة القدم وانتقاله إلى العمل في مجال الإعلامي الرياضي يحرص جيمي كاراجر نجم ليفربول السابق على تقديم ما يشبع فضول عشاق الساحرة، ولكن برؤية فنية وكروية عميقة قد لا تتوفر لغيره من الإعلاميين الذين لم يمارسوا كرة القدم، وعبر صفحات «دايلي ميل» التقى كاراجر نجم البارسا والمنتخب الاسباني تشافي هيرنانديز في حوار من القلب، كشف خلاله أسطورة وساحر الكرة الاسبانية عن رؤيته للحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن سطوة الكتلان على الكرة الإسبانية والأوروبية لم تنته بعد، ومؤكداً في الوقت ذاته أنه يتفهم أسباب كراهية جوزيه مورينيو للبارسا.
في البداية كان الحديث عن مواجهة سيتي مع برشلونة، فقال: «كنا نتوقع معركة حقيقية على مستوى الاحتفاظ بالكرة، حيث التشابه كبير بين البارسا وسيتي في هذا الجانب، ولكننا فوجئنا بميول سيتي الدفاعية ووقوفهم في الخلف على عكس التوقعات، ما نعرفه أن الأندية التي يتولى بيليجريني تدريبها لا تتنازل عن النزعة الهجومية، ولكن سيتي لم يفعل ذلك على الرغم من امتلاكه قدرات لا تقل عن البارسا، لديهم توريه ونصري ونافاس ونيجريدو، وغيرهم من اللاعبين كما أن بيليجريني مدرب رائع، يميل إلى تقديم الكرة الهجومية الجذابة».
أسطورة مستمرة
حرص كاراجر على تذكير تشافي بأياكس كرويف، وميلان ساكي، ريال دي سيتفانو، وغيرها من الأندية التي تسيدت الكرة العالمية في فترة ما ثم انتهت أسطورتها وسطوتها، الأمر الذي يعني أن البارسا الذي أبهر العالم في السنوات الخمس الماضية لن يكون استثناءً من ذلك، ولكن تشافي رفض التسليم بهذه الحقيقة، مؤكداً أن المقارنة بـ «بيب تيم» وهو الفريق الذي صنعه بيب جوارديولا ظالمة للجميع.
وأضاف: «لا أعتقد أبداً أن أسطورة البارسا تقترب من النهاية، لدينا جيل رائع يملك الكثير للمستقبل، ولن تتوقف عجلة الدوران على نحو مفاجئ، لدينا فابريجاس، وميسي، وإنييستا، وألفيس، ونيمار، وألبا، وبيكيه، هؤلاء وغيرهم تدور أعمارهم حول 26 و 27 عاماً، وهو سن النضج والتألق الكروي، كل ما أطلبه ألا تتم مقارنة أي فترة مع فترة جوارديولا، لأنها لن تتكرر، فقد كانت سيطرتنا مطلقة على المباريات والبطولات»
ولكن لماذا هاجم مورينيو فريق برشلونة، ووصفه بأنه الأسوأ مقارنة مع المواسم الماضية؟، عن ذلك قال نجم الفريق الكتالوني: «مورينيو لديه مفهوم مختلف لكرة القدم، فهو يفضل الأداء الذي يميل للدفاع، نحن نحترم طريقته ونعلم جيداً أنه لا يحب طريقة أداء البارسا، هذا لا يرتبط بالفترة الحالية، ولكنه على طول الخط لا يرى أننا نقدم كرة قدم تستحق أن يعجب بها». واستعاد تشافي ذكريات السقوط الكبير على يد البايرن بسباعية الموسم الماضي في دوري الأبطال، مؤكداً أن هذه النتيجة الكارثية سببها الرئيسي الفارق الهائل في الناحية البدنية بين الفريقين، فقد وصل البارسا إلى هذه المباراة في أسوأ مراحله من الناحية البدنية، فيما كان الباريرن في قمته بدنياً وفنياً وتكتيكياً، وعلى المتسويات كافة، وأشار تشافي إلى أن الفريق الكتالوني يمكنه استعادة الكبرياء إذا وقع مجدداً أمام البايرن أو أي فريق من العيار الثقيل.مثلما كان تشافي واحداً من أعمدة صناعة التاريخ في البارسا، فهو عنصر مؤثر في مسيرة المجد لمنتخب «لافوريا روخا» الاسباني الذي حصل معه على لقبي يورو 2008 و 2012، ومونديال 2010، فهل تحقق كل ذلك بفضل جيل استثنائي أم لأسباب تتعلق بالتخطيط الصحيح؟
عن ذلك يقول تشافي :«هل جيل رائع، وتخطيط جيد، وأجهزة فنية لها بصمة خاصة، ولكن قد يندهش البعض حينما أقول إن مباراتنا أمام إيطاليا في ربع نهائي يورو 2008 والتي انتهت لمصلحتنا بركلات الترجيح كانت نقطة تحول تاريخية، فمنذ هذا الفوز بدأت أسطورة لاروخا وهي مستمرة حتى الآن، لقد اكتسبنا عقلية الفوز، وأزلنا كل القيود، كنا نسمع جماهيرنا وهي تتوقع خروجنا المبكر من البطولات الكبيرة، ولكنهم الآن ينتظرون اللقب الرابع بعد الفوز ببطولتي أوروبا 2008 و 2012، ومونديال 2010». وفي ختام الحوار كشف تشافي عن نواياه المستقبلية، مؤكداً أنه يحلم بتدريب البارسا للبقاء في أحضان النادي الذي يعشقه لأطول فترة ممكنة، ولكنه شدد على رغبته في البقاء لاعباً لأطول فترة ممكنة نظراً لعشقه لكرة القدم منذ طفولته، فهو يحب رؤية الكرة بين قدميه، هذا ما تعلمه في طفولته ولايزال يمارسه، ويرغب في أن يستمر في ذلك لأطول فترة ممكنة.
عدد اليوم
