الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإجبار هو الحل

13 ابريل 2010 21:54
تحدثنا الأسبوع الماضي عن الهوية، وارتباطها الوثيق بصناعة السياحة، كون السياحة تتعامل مع أفراد من جميع أنحاء العالم، ولديها الفرصة دائماً لنشر الهوية والثقافة الوطنية، وإعطاء الانطباع العام عن الوطن والناس وأسلوب الحياة ومدى تحضر الدولة. تحدثنا في المقال السابق عن اللغة العربية على متن طائراتنا، واليوم نتحدث عن الفنادق. من قبل وفي هذا المكان نفسه طالبنا بأن تراعي دائماً الفنادق ضرورة وجود قنواتنا التلفزيونية المحلية والفضائية على قائمة القنوات التلفزيونية في الغرف الفندقية. فقد كانت الفنادق تضع أي قنوات غير إماراتية ومن كل أنحاء العالم وبلغات متعددة، دون أن تلتفت لقنواتنا، وكانت الحجة دائماً أن النزلاء من الأجانب وأنهم لا يفهمون اللغة العربية! وخلال أسفاري المتعددة من الشرق إلى الغرب، عندما كنت أقيم الفنادق كنت أجد القنوات المحلية للدول المختلفة في مقدمة قائمة القنوات، في الصين في اليابان في ألمانيا في روسيا، ليس لديهم الحجج نفسها، فهم يفتخرون بقوميتهم وهويتهم، والغريب أن النزيل في بلد غريب يتابع هذه القنوات دائماً محاولاً التعرف إلى ثقافة الدولة، والتي تظهر من الصورة على الشاشة، ونوعية البرامج وطريقة الأداء، ثم بعد ذلك يبحث عن قناة بلغة يفهمها. طبعاً لم أجد من يستجيب، وكانت المسألة متروكة لمزاج السيد مدير الفندق، وهو غالباً ليس عربياً أو إماراتياً إلا فيما ندر، وتجده يضع قنوات بلده أو قنوات باللغة التي يفهمها، ولا يهتم باللغة العربية والقنوات المحلية والعربية. ومؤخراً، صدر قرار من هيئة أبوظبي للسياحة بضرورة وجود القنوات المحلية على قائمة قنوات الغرف الفندقية، وأن تكون في المقدمة، وطبعاً مع وجود القرار التزم الجميع، وتم التطبيق، وهذا يعني أن المسألة لا يمكن أن تكون متروكة للضمير والمطالبات الودية، وإذا أردنا فعلاً أن نسير في هذا الاتجاه، فلا بد من التدخل والقرارات الملزمة، فهي السبيل الوحيد لأن نجد من يستمع إلى المطالبات البسيطة ولكنها في الوقت نفسه ضرورية. ويبدو أننا لا نزال في حاجة إلى قرارات أخرى حتى يتعاون الجميع ولو مجبرين على ربط السياحة بالهوية والثقافة الوطنية، فلا تزال هناك العديد من الأشياء التي لا يجدها السائح ضمن قائمة الطعام مثلاً في مطاعم الفنادق، ففي كل دولة تجدهم فخورين بأكلاتهم الوطنية، بينما لا يوجد فندق واحد في الإمارات، إلا فيما ندر، يضع أكلة شعبية في قائمة الطعام..! وهذا موضوع آخر سنتكلم عنه لاحقاً. إبراهيم الذهلي - رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©