الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

لوحات فلكلورية تحمل رسائل الحنين للوطن

لوحات فلكلورية تحمل رسائل الحنين للوطن
9 ابريل 2017 22:43
أزهار البياتي وأحمد النجار (الشارقة) تابع زوار فعاليات «أيام الشارقة التراثية»، أمس الأول، عروضاً بانورامية احتضنتها منصة مسرح أيام الشارقة التراثية، تضمنت لوحات فلكلورية ورقصات شعبية من وحي ثقافات عربية وعالمية، أبرزها العرضان التراثيان الجورجي والفلسطيني، قدمت الأخير فرقة «البيادر» لإحياء التراث الفلسطيني، حيث اجتذبا إليهما حضوراً كثيفاً، والتف حولهما الزائرون لمشاهدة عرضين مميزين بألوان غناء تراثي ورقصات شعبية بروح فنية تحمل القيم الجميلة، ورسائل الحنين للوطن والتعلق بالأرض وتؤجج مشاعر الانتماء والارتباط بالهوية. عروض ترسم السعادة بدأ العرض الجورجي في تمام العاشرة، كما هو مقرر له في جدول الفعاليات الذي تمت طباعته في كتيب أنيق برع المنظمون في صياغته وإنتاجه ليؤدي مهمة تعريفية وترويجية في آنٍ، وبالفعل أصبح في متناول شريحة كبيرة من الزوار والأسر الإماراتية والسياح والمهتمين ومحبي التراث، وهذا ما فسره توافد الجموع التي تحلقت حول العروض في توقيتها المناسب، فضلاً عن ذلك جوهر التفاعل الجميل الذي جسده شغف الاهتمام في تسجيل مشاهد مختلفة من العروض عبر الهواتف المحمولة، حيث وجد الأطفال فيها فسحة رائعة للتسلية والترفيه، فقد ارتسم الفرح على وجوههم ولمعت السعادة في عيونهم، وهم يبتسمون ويصفقون بحماسة تعبيراً عن شغفهم للرقص وتذوقهم لجمال الموسيقى. ثروة ثقافية ورسالة الهوية تشكيلة عروض ساحرة نابضة بسحر العراقة وروح الإلهام، تنطق بلغة مخملية يفهمها الجميع، ضمن لوحات استعراضية جذبت أنظار الصغار والكبار، وروت قصصاً تراثية وحكايات عابقة رفعت راية القيم وتبنت رسالة الهوية والأصالة بصفتها ثروة ثقافية وإنسانية تفخر بها وتتوارثها الأجيال المقبلة، تلك هي قناعة العارضة الجورجية روزليتا أحد أعضاء الفرقة الجورجية المشاركة في العرض الأول، والتي أكدت أن فكرة العرض الذي قدمته مع زملائها ينضوي بالأساس تحت مظلة التراث، ويرفع شعار التقارب الثقافي الذي يساهم في بناء جسور بين الشعب الجورجي والإماراتي بصفة خاصة والعربي بصفة عامة، على اعتبار أن الشارقة حاضنة لكل الجنسيات العربية والغربية أيضاً. بث الأمل للجيل الجديد وقبل بدء العرض الفلسطيني المنتظر الذي استقطب جمهوراً إماراتياً، وحشداً من أبناء الجالية الفلسطينية، التقينا أحمد شكيب، رئيس فرقة «البيادر» لإحياء التراث الفلسطيني، والتي مقرها في النادي الثقافي العربي بالشارقة. وقال شكيب، إن الفرقة تأسست عام 1968، وتهدف إلى إحياء التراث الفلسطيني، وتعليم أبناء الجاليات الفلسطينية بتراث بلدهم وتمثيله في مناسبات اجتماعية ووطنية، كما نساهم في إحياء مهرجانات ثقافية وتراثية في نطاق دولة الإمارات. ولا يقتصر دور الفرقة في المشاركات فقط، بل إنه يمتد إلى بث روح الأمل لدى الجيل الجديد، وتعزيز ارتباطهم بهويتهم وثقافاتهم وتراث بلدهم. وفي أيام الشارقة التراثية ودورتها الـ 15 على التوالي، تأخذ الحرف اليدوية حيزاً كبيراً من الاهتمام والاستقطاب، كونها تعد أحد أهم عناصر الموروثات الشعبية والثقافة الإنسانية التي تتناقلها الأجيال عبر السنين، وفي ساحة التراث في الشارقة والتي تواصل سلسلة احتفالاتها الشعبية بعودة الأيام وحتى 22 أبريل الجاري، تنطلق من هناك عصر كل يوم حزمة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تحتفي بمفردات التراث وترصد جذوره ومنابعه. حورية الشامسي مسؤولة مركز الحرف الإماراتية التابع لإدارة التراث في الشارقة، قالت إن أيام الشارقة التراثية بكل ما تحمله من ثقافة وفكر وقيم تجربة ريادية على مستوى الإمارات والمنطقة، كونها تعد احتفالية شعبية ومجتمعية دورية، حققت نجاحات لافتة على مدى عقد ونصف عقد من الزمن، حيث يعيش أبناء الإمارة من خلال هذا الحدث السنوي المفيد والممتع في الأوان ذاته، أجواء استثنائية مفعمة بعبق زمن الماضي الجميل، تكشف من خلالها أوجه من ثقافتنا الاجتماعية وتراثنا الشعبي، مستعيدة أجزاء من ذاكرتنا الإنسانية. الأيادي البيضاء: في قرية التراث التابعة للأيام يجتمع الحرفيون في «ليوانات» جمع «ليوان» مصطفة إلى جانب بعضها بعضاً، تتجاور فيها عدد من النسوة من أصحاب الحرف اليدوية القديمة، وهن يعملن بكل همة ونشاط متحمسات لإنجاز واستكمال ما تبدعه أياديهن البيضاء من أعمال يدوية ومنتجات تقليدية تراثية الطابع والنمط، عبر مشاهد حيّة ومباشرة، تحيي عدداً من الصناعات القديمة كالغزل والنسيج والحياكة وخلافه، وبمسمياتها المحلية وأدواتها الطبيعية القديمة كافة. واستعرضت عبر الأيام بعض السيدات التابعات لمركز الحرف الإماراتية في الشارقة جوانب من مهن أخرى كخياطة وقص البراقع الإماراتية، والتي كانت ولاتزال تعتبر جزءاً مهماً من ضمن الأزياء الشعبية التقليدية المتأصلة في صميم العادات والتقاليد المحلية، وهو عبارة عن غطاء خاص يغطي بعض ملامح الوجه تلبسه النساء كستر ووقار حفاظاً على سمات الحشمة والحياء التي تميّز المرأة العربية، يستخدم في صناعته مواد أولية وخامات وتقنيات مختلفة، لناحية القصّة والتركيب والخياطة وبأشكال وموديلات عدة، تختلف حسب عمر المرأة ومكانتها الاجتماعية، بالإضافة لقيام بعض العضوات من الحرفيات بتقديم ورش عمل يومية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©