الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سندس القطان.. جمال خارج النص

سندس القطان.. جمال خارج النص
31 ديسمبر 2015 20:57
نسرين درزي (أبوظبي) عندما أنشأت الكويتية سندس القطان حسابها على «إنستجرام» عام 2012، لم تكن تتوقع أنها ستصبح من المدونات الأكثر شهرة في العالم العربي، وأن عدد متابعيها سيتجاوز 1,8 مليون. وجاءت شهرتها متسارعة إلى حد أنها أصبحت واحدة من أهم الأسماء التي تطلبها كبريات علامات الجمال والأناقة للاستفادة من تأثيرها على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لا تعد نفسها «محظوظة»، بل تؤكد أن ما حققته محصلة ذكائها وتميزها في طرح مبادراتها، فضلاً عن ريادتها في المجال. سندس، التي تبلغ من العمر 32 عاماً، واحدة من الأكثر إلهاماً للباحثات عن الجمال في منطقة الخليج، وقبل 3 سنوات كانت موظفة في مصرف بدولة الكويت، وخطر لها أن تستفيد من وقت فراغها، وتشارك صديقاتها تجاربها في وضع المكياج عبر حسابها على «إنستجرام»، فنالت شهرة كبيرة بفضل ريادتها، وحسن اختيارها للمواضيع التي تطرحها. وترى أن تميزها يعود إلى أنها تجرأت في إظهار كامل وجهها أثناء تجميله، في حين كان السائد أن تصور المدونات الأخريات العينين فقط أو الشفتين مع تحييد الملامح الكاملة للوجه. وهي لا تجد في الأمر حرجاً، وقالت: «طالما أنني أخرج من البيت بالمكياج، فلا مانع من أن يظهر وجهي متجملاً حتى وإن كنت محجبة». وقد زارت سندس الإمارات، للمشاركة في حفل إطلاق عطر لعلامة «بودي شوب»، التي دعتها للحضور وإبداء رأيها بالمنتج، الذي جربته، وقالت إنه «يحمل أثراً أخاذاً». موهبة وخبرة بين التنقل والسفر لدعم كبريات علامات التجميل في العالم، من كريستيان ديور إلى إيستي لودر ولا بريري وصولاً إلى مستحضرات خبير المكياج بسام فتوح، فإن أجندة مواعيد سندس مزدحمة دائماً. وعلى الرغم من كل هذه الشهرة والنجاح، تعترف بأنها لم تدرس فنون التجميل، وإنما تعتمد على موهبة طورتها بالتجربة والخبرة. وتقول: «إنها كلما اشترت مستحضر تجميل أو كريماً معيناً، تجربه أولاً ثم تخبر عنه كل من ينتظرها سواء بالصور على إنستغرام أو بمقاطع فيديو على (سناب شات)». وكما تشيد بمستحضرات جيدة، لا تتوانى عن نقد ما لا يعجبها. وتقول سندس، التي باتت «فاشينستا» لكثير من المحجبات، إن حياتها لم تختلف كثيراً عن ذي قبل. وهي لا تزال المرأة المجتهدة التي تسعى لتطوير نفسها، وتنتظر الوظيفة المناسبة. وبعد 10 سنوات متواصلة من العمل في القطاع المصرفي، تشعر اليوم بأنه حان الوقت للتغيير. وتؤكد أن مكانتها كمستشارة جمال ومكياج ليست آخر المطاف، ومازال أمامها الكثير لتثبت نفسها مهنياً خصوصاً أنها ديناميكية بطبعها، ولا تعرف البقاء من دون وظيفة ثابتة ومشاريع تشغلها. روتين الحياة لا تربط سندس حاجتها للعمل بحاجتها للمال، فهي تسعى إلى الوظيفة لتطوير ذاتها. وتؤكد أن شهرتها ليست سبب ثروتها، فهي كانت ولا تزال مرتاحة مادياً، مؤكدة أنها تدعم الكثير من الأحداث المجتمعية مجاناً، ولا تتوقف عند الأرقام أبداً. وتلفت إلى أنها تشتري من مالها الخاص كل أدوات التجميل التي تختبرها على نفسها أولاً ومن ثم تتشارك بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومع أنها تمضي أكثر من 6 ساعات في اليوم بالعمل على مدونتها، فهي لا تروج لنفسها على أنها اختصاصية تجميل تجارية، فهي لا تضع المكياج للأخريات، وفنها يقتصر على نفسها مع تلبية عدد محدد من طلبات الأعراس، فضلاً عن إعطاء دورات مكياج كان آخرها في قطر. وسندس كما تقول: تعيش سعيدة بنجاحاتها، مع ابنها الوحيد ذي الـ 11 عاماً. وتمارس أمومتها بشكل كامل، ولا توكل أحداً بمساعدتها، حتى أنها لا تستعين بمدير أعمال، فصديقتها هي «رفيقتها الوحيدة في المهام الصعبة». وتقول إن يومها يبدأ باكراً حيث تحضر حقيبة ابنها، وتوصله إلى المدرسة، ثم تنصرف لشراء احتياجات البيت، ثم الخروج مع صديقاتها إلى حين عودة ابنها من المدرسة. أما تواصلها عبر صفحاتها الإلكترونية فيتم تلقائيا، إذ لا تخصص وقتاً محدداً لذلك، وإنما تسير الأمور من دون تحضير. ثقة بالنفس تفتخر سندس بما وصلت إليه المرأة الخليجية من مستوى مرموق في مجال الأعمال والمبادرات الشخصية. وترى أن النساء لم يعد ينقصهن ما يؤكد حضورهن في المجتمع، غير المزيد من الثقة بالنفس. ومما يساعدهن على ذلك، «الاهتمام بجمالهن لأنه يساعد في تعزيز الشخصية». وتعتبر أن قوة المرأة لا تنبع من الداخل وحسب، بل إن «مظهرها الخارجي يساعدها كثيرا على تخطي الصعاب». وهذا ما تعلمته من تجاربها الخاصة في الحياة، وهي تنظر إلى أي فشل على أنه «تحدٍ جديد تتعلم منه، وتواجهه بقوة وإيجابية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©