الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواجهات لبنان··· تهديد لأولويات أميركا في الشرق الأوسط

مواجهات لبنان··· تهديد لأولويات أميركا في الشرق الأوسط
11 مايو 2008 03:18
عشية زيارته إلى الشرق الأوسط في الأسبوع المقبل يواجه الرئيس بوش احتمالات انهيار إحدى أولوياته في منطقة شديدة الالتهاب والمتمثلة في إعادة الاستقرار إلى لبنان ودعم ديمقراطيتها النادرة في العالم العربي· لكن ذلك يأتي في وقت اندلعت فيه المعارك مرة أخرى في لبنان لتضع الولايات المتحدة وجهاً لوجه مع إيران وسوريا والقوى الموالية لهما· وقد جاء الرد الأميركي سريعاً بعد اندلاع القتال في شوارع بيروت على لسان وزيرة الخارجية كوندليزا رايس التي أكدت بأن ''حزب الله'' لم يكن يتصرف من تلقاء نفسه عندما استولى مسلحوه على بيروت الغربية يوم الجمعة الماضي، حيث قالت في تصريح لها: ''إن حزب الله وحلفاءه المدعومين من قبل إيران وسوريا يقتلون المواطنين اللبنانيين، وهم بذلك يضعفون السلطة الشرعية للحكومة ومؤسسات الدولة اللبنانية''· ويتفق مع هذا الطرح أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، الذي رفض ذكر اسمه، موضحاً أنه من غير المرجح أن يقدم ''حزب الله'' على هذه الخطوة الجريئة دون ''ضوء أخضر'' من إيران، وذلك بالنظر إلى التداعيات الأمنية والسياسية الخطيرة للعملية· وأضاف المسؤول الأميركي إن ظهور حلفاء سوريا من اللبنانيين في شوارع بيروت يوم الجمعة الماضي لدعم ''حزب الله'' لأول مرة، بعدما كانوا يفضلون في السابق البقاء بعيداً عن المواجهات، يدل بوضوح على مدى ''الانخراط السوري السافر''· ومباشرة بعد أحداث العنف التي اجتاحت شوارع بيروت وسيطرة ''حزب الله'' على الجزء الغربي منها والسهولة التي أنجز بها ذلك سارعت إدارة الرئيس بوش إلى حشد التأييد الدولي لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والوقوف إلى جانبها في أزمتها الحالية· وفي هذا الإطار تحدثت كوندليزا رايس مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كما ناقشت الأحداث مع وزراء الخارجية في فرنسا والمملكة العربية السعودية· ولم تتأخر الجامعة العربية في ردها على أحداث بيروت، حيث دعت من جانبها إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية اليوم (الأحد) لمناقشة الأزمة والبحث في سبل حلها · وليس واضحاً بعد التأثير الذي سيكون لأحداث يوم الجمعة الماضي على مستقبل الوضع السياسي في لبنان، أو كيف ستتحول القوة التي أظهرها ''حزب الله'' في الشارع إلى مكاسب سياسية، لا سيما وأن التداعيات الفورية لأحداث تنحصر في تعميق الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان وتهدد بتقويض الأمن والاستقرار· فقد عاشت لبنان على مدى السبعة عشر شهراً الماضية حالة من الانقسام بين المعارضة التي يقودها ''حزب الله'' وحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي يدعمها الغرب والمملكة السعودية، حيث ظلت البلاد بسبب انسداد الأفق السياسي والانقسام الداخلي دون رئيس منذ شهر نوفمبر الفائت· أما الجيش اللبناني الذي يُنظر إليه من قبل القوى السياسية على أنه مؤسسة محايدة، فقد حرص على النأي بنفسه عن المواجهات التي شهدتها العاصمة ورفض الاصطفاف إلى جهة دون أخرى· وقد كان لافتاً أيضاً إقدام ''حزب الله'' على تسليم المكاتب الحكومية التي استولى عليها إلى الجيش في محاولة منه لتلميع صورته كقوة وطنية· ومع أن إدارة الرئيس بوش استثمرت الكثير من الأموال في حكومة فؤاد السنيورة خلال السنتين الماضيتين تقدر بحوالي 1,3 مليار دولار والموجهة أساساً لدعم قوات الأمن اللبنانية، إلا أن ''حزب الله''، الذي تدرب ميليشياته وتسلحها إيران، أوقف تلك المساعدات بعدما فرض حصاراً على حكومة السنيورة· والواقع أن لبنان، بالإضافة إلى العراق والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كانت أحد الأركان المهمة في أجندة الإدارة الأميركية بالشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بنشر الديمقراطية· وليس واضحاً الآن ما إذا كان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سيتمكن من لقاء الرئيس بوش كما كان مقرراً في القاهرة، أم أن ذلك سيتعذر بسبب إغلاق المطار والميناء· ويعبر عن هذا التململ في أجندة بوش الشرق أوسطية ''جيفري كمب''، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس ''ريجان''، وأحد المسؤولين الذين خدموا في لبنان خلال السيطرة الشيعية على بيروت الغربية في عام 1984 بقوله ''من الواضح أن الرئيس بوش يواجه مشكلتين: الأولى أنه عليه أن يفسر انعدام التقدم في عملية السلام، والثانية الأزمة في لبنان والتي قد تنتهي بانهيار حكومة السنيورة، وكل ذلك يأتي في وقت مازال الوضع العراقي شديد القتامة، فيما تواصل أسعار النفط ارتفاعها لتبلغ 126 دولارا للبرميل''· ومع ذلك صرح مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة الماضي بأن التحالف الدولي الذي يساند الدولة اللبنانية ضد ''حزب الله''، الذي فشل في الالتزام بقرارين أمميين يطالبانه بنزع سلاحه، لم يكن أقوى من اليوم· والحقيقة أن الولايات المتحدة تجد نفسها على جميع الجبهات الثلاث في الشرق الأوسط سواء في العراق، أو عملية السلام، أو لبنان أمام قوى منيعة تدين بالولاء لإيران وسوريا· ويرى ''أوغسطس ريتشارد'' الذي عمل مع الأمم المتحدة في بيروت أن ''الولايات المتحدة استثمرت الكثير في لبنان لدعم الطرف الضعيف سياسياً وعسكرياً، معتمدة على مقاربة تقول إنه يمكن دعم طرف للانتصار على طرف آخر، والحال أن الأمور لا تسير بهذه الطريقة في لبنان، حيث سياسة التوافق هي العنوان البارز للاستقرار''، مضيفاً ''إذا كان هناك من حل سيتم التوصل إليه، فلا بد أن يشمل تسوية مع المعارضة، وبالأخص مع حزب الله''· روبن رايت محرر الشؤون الخارجية في ''واشنطن بوست'' ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©