الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريهام صادق.. مصرية رائدة في السياحة العلاجية

ريهام صادق.. مصرية رائدة في السياحة العلاجية
19 مايو 2016 22:22
ماجدة محيي الدين (القاهرة) تخلت ريهام صادق عن عملها بإحدى شركات الطيران، وتفرغت لرسالتها كأم وزوجة، ونسيت أحلامها، وتحولت من فتاة غاية في الرشاقة والأناقة إلى سيدة بدينة ترتدي ما يخفي ملامح قوامها، وبعد عشر سنوات كاملة استفاقت وقررت أن تبدأ من جديد رحلة نجاح وعمل، وظلت عاماً تبحث عن نقطة البداية، لتصبح أول سيدة مصرية تؤسس شركة للسياحة العلاجية في ألمانيا. 30 كيلو جراماً عن رحلتها والعقبات التي واجهتها، تقول: «أول خطوة كانت استعادة لياقتي ووزني، حيث فقدت 30 كجم باعتمادي على تغيير نمط الحياة واتباع النصائح المعروفة، مثل شرب الماء بكثرة والابتعاد عن الحلوى والشكولاته، وتناول وجبات غذائية متكاملة، وأهم شيء عدم تناول الطعام إلا إذا كنت جائعة، فكلما فقدت كيلو جراماً شعرت بالرضا عن نفسي، كما عدت للقراءة باللغتين العربية والإنجليزية». وحول اختيارها مجال السياحة العلاجية، تقول: «بدأت أفتش في عن أحلامي قبل الزواج؛ فقد حلمت بأن أصبح مذيعة، وبعد أن حصلت على دورات تدريبية فوجئت بتعرض والدتي لمرض يقتضي سفرها لإجراء جراحة عاجلة في ألمانيا، وكان عليَّ أن أرافقها في تلك الرحلة، وأعجبني البلد والنظام والبساطة في الحياة إلى جانب الدقة والسهولة». وتضيف «تكررت رحلاتي مع والدتي لاستكمال علاجها، وكنت أتولى حجز المستشفى والتواصل مع الأطباء المتخصصين في جراحة العيون، وتصادف أن تعرض والدي هو الآخر لأزمة صحية وقمت بواجبي معه في رحلات علاجه التي تكررت، وأصبحت لدي خبرة في التعامل مع الأطباء والمستشفيات والمراكز العلاجية، وكذلك حجز الفنادق أو الشقق القريبة من المستشفيات، وكنت أقابل أشخاصاً كثيرين في مصر وألمانيا يواجهون مشكلة في الوصول للمكان المناسب والحصول على الخدمة الطبية الصحيحة بسعر مناسب». وتوضح «فجأة لمعت في ذهني فكرة عمل مشروع لخدمة العرب الراغبين في العلاج بألمانيا، وناقشت الفكرة مع زوجي الذي رحب برغبتي في مساعدة الآخرين وعمل مشروع خاص بي، وبدأت دراسة جادة لمعرفة هل يوجد هناك عرب غيري يؤدون هذا الدور في ألمانيا، وتعرفت إلى الشركات الألمانية العاملة في مجال السياحة العلاجية، واكتشفت أهمية أن يستقبل المريض شخص يعرف لغته وثقافته، وهي خدمة غير متاحة للعرب». آلية التنفيذ حول كيفية تنفيذه، تقول: «طرحت المشروع على المسؤولين في الحكومة الألمانية وعرضت عليهم فكرة السياحة العلاجية وخبراتي التي اكتسبتها من خلال حجوزات الأطباء والحسابات والفنادق والطيران والترجمة بين الأطباء والمرضى، وكيف أصبح لدي خبرة في الحصول على أفضل الأسعار، وأسماء أفضل الأطباء في مختلف التخصصات، والتعامل مع مستشفيات الجامعة بميونيخ، وهي على أعلى مستوى من حيث التصنيف العالمي». وتتابع «عرضت المشروع على الجانب الألماني الذي رحب بالمشروع، وكنت أعددت دراسة جدوى وخطة عمل بشكل احترافي، واستعنت ببرامج الكمبيوتر، وقدمت خطة عمل مستقبلية لمدة ثلاث سنوات، وتمت مناقشتي على مدار يومين كل يوم أربع أو خمس ساعات نتباحث في كل التفاصيل». وتقول: «أراد الجانب الألماني التأكد من أن المشروع مفيد لهم وفكرته قابلة لتنفيذ، ومن حسن حظي أن ألمانيا ألغت القيود على الاستثمار عام 2012، حيث كان يشترط على أي مستثمر أن يضع مليون يورو تم تخفيضها إلى 500 ألف يورو، ثم ألغيت تماماً، وبعد ثلاث شهور المهلة المحددة لي وافق الجانب الألماني على المشروع بعد عرضه على الغرفة التجارية ومكتب شؤون الأجانب الخاص بتصاريح الهجرة منحوني الموافقة والإقامة لممارسة نشاطي، وأصبحت أول مصرية تؤسس شركة للسياحة العلاجية بين ألمانيا والعالم العربي، واخترت لها اسم «safe med Tours». وعن صعوبة المنافسة تؤكد أن الدراسة الجادة لكل نقطة في المشروع جعلتها تعرف نقاط القوة والضعف لدى منافسيها في ألمانيا. وترى أن الصدفة قادتها لتصبح سيدة أعمال في ألمانيا، مرجعة جزءاً أساسياً من نجاحها إلى دعم أسرتها، وشعورها بالرضا لأنها تقدم خدمة إنسانية قبل أن تكون مشروعاً ربحياً. وتوضح «لا يمكن تجاهل دعم زوجي، الذي ساعدتني ظروف عمله كطيار لنتشارك في رعاية الأبناء، ونتحمل مسؤوليتهم معا؛ فأنا أقضي جزءاً من وقتي في ألمانيا، وأعود إلى مصر لمتابعة أسرتي وقد كبر الأبناء، وأصبحوا يفتخرون بما أؤديه من عمل». الإمارات أولى المحطات اتجهت صادق إلى الإمارات لتكون أول محطة تسويقية في العالم العربي، وتقول «وجدت أن 85 في المائة من القادمين للعلاج في ألمانيا من الإمارات، وهم أشخاص يتميزون بالرقي في التعامل والمستوى الثقافي والعلمي، حيث قابلت شركات سياحة ومستشفيات ومراكز طبية، وبعدها توجهت إلى قطر والكويت»، مشيرة إلى أنها حققت نجاحاً مبشراً، وأصبحت معروفة لعدد كبير من شركات السياحة والمستشفيات، ولديها صفحة على «فيسبوك» باسم الشركة، ولديها الآن 20 ألف متابع. الإسعاف الطائر حول أهم ما يحتاجه الشخص المريض القادم للعلاج في الخارج، تقول: «الأهم هو التشخيص الدقيق لحالته، وسرعة الوصول إلى المستشفى المناسب لوضعه الصحي، وتوفير العناية الفائقة له في أسرع وقت»، وهو ما جعلها تبدأ بتقديم خدمة الإسعاف الطائر لنقل المصابين أو المرضى بطائرة مجهزة بطاقم طبي ألماني، وفقاً للحالة، ما يعني نقل المريض من فراش بيته إلى فراش المستشفى»، مشيرة إلى أن هذه الخدمة ضرورية لإنقاذ الحالات الحرجة. وحول رؤيتها للمستقبل، تقول «طموحي أن أصبح من أكبر الشركات في ألمانيا، وأن يكون لدي فروع متعددة خارج ميونيخ مثل برلين وفرانكفورت، وأن يكون لي فروع أيضاً في كل أنحاء الوطن العربي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©