«نظـام ذكـي» لري النباتات المنزلية

أشرف جمعة (أبوظبي) الكثير من أفراد المجتمع يضطرون بحكم سفراتهم الطويلة والقصيرة إلى ترك حدائقهم المنزلية من دون ري الزروع وهو ما يعرضها للتلف وجفافها تماماً بسبب عدم وصول الماء إليها، وهو ما جعل الطالب عبدالله السيد صالح وزميله على الكعبي ومعهم مشرفهم أحمد محفوظ من معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني يفكرون في مشروع يعتمد على تقنيات جديدة من أجل ري الزروع والحفاظ على الحدائق المنزلية من دون التأثر بحالة الغياب الطويل أو القصير عن البيوت. وتوصلوا إلى نظام ذكي يعتمد على «حساسات» تستطيع أن تتبين حالة التربة خصوصاً عند وصولها إلى الجفاف، فتتم عملية الري التلقائي وتتكرر هذه العملية بصورة دائمة وهو ما يحافظ على هذه الحدائق وزرعها من البوار أو التلف ورغم أن مشروع «الري اللاسلكي» يقبل الكثير من التحديث ومن ثم الخضوع إلى التطوير فإن القائمين على هذا المشروع يطمحون إلى أن يكون له وجود فعلي في حياة أفراد المجتمع حتى تتم الاستفادة منه على أوسع نطاق. انقطاع الري حول تقنية الري اللاسلكي يقول عبدالله السيد صالح الذي يدرس في معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني: «لاحظت أن الكثير من أفراد المجتمع في الإمارات يذهبون في إجازات سنوية وهم في الوقت نفسه لديهم زروع داخل منازلهم وبعضهم لديهم حدائق تحيط بالبيت وفي حالة غيابهم فإن هذه الزروع أو الحدائق تتعرض لمشكلات جمة بسبب انقطاع الري عنها وهو ما جعلني أفكر مع فريق العمل المعني بتقديم ابتكار يهم المجتمع ويسهم في حل إحدى المشكلات التي يعانيها قطاع ما من الناس ووصلنا في النهاية إلى أنه من الضروري أن تكون هناك تقنية تعمل بشكل ذكي بحيث تروي الزروع دون الحاجة إلى أفراد يقومون بهذه المهمة نظراً لظروفهم الخاصة». حالات التربة ويشير إلى أنه في أثناء تجريب فكرته مع فريق العمل بدأ بوضع حساسات في التربة من أجل قياس مستوى الرطوبة فيها خصوصاً عند انخفاض مستويات الري بحيث تكون هذه الحساسات موصولة بجهاز يرصد ويحلل حالات التربة وهو ما جعلنا نصل إلى نتائج جيدة جعلتنا نكمل هذا المشروع إلى أن وضعنا لبناته كاملة ومن ثم أضفنا إليه عبر عمل الدوائر الكهربائية وباستخدام مضخة مياه مع تحديد الاختصاصات أصبحت عملية الري سهلة وميسرة وهو ما يساعد على بقاء الزروع في حالاتها الطبيعية. مضخة مياه ويورد علي الكعبي أحد أعضاء فريق مشروع «الري اللاسلكي» أن فكرة المشروع اعتمدت في حيزها التنفيذي على مضخة مياه مع مجموعة من الحساسات بحيث تتصل المضخة بخزان مياه يستقبل الماء بطريقة آلية حيث تتوقف عنه المياه عند امتلائه وعندما تقيس الحساسات درجة رطوبة التربة فإن عملية الري تتم بتلقائية، وهذه العملية دائمة التكرر وهو ما نتج عنه في النهاية أن النباتات الموجودة داخل البيوت تحصل على كمية المياه المطلوبة لريها دون الحاجة إلى من يقوم بذلك بشكل يدوي حيث أن هذه التقنية توفر لأفراد المجتمع فرصا ذهبية في حال السفر وترك المنزل خالياً ويذكر أن هناك آلية لعمل هذا الجهاز «الري اللاسلكي» في حال انقطاع التيار الكهربائي إذ إن الطاقة الشمسية تقوم بشحن البطاريات وهو ما يمكن دائرة العمل من إتمام دورتها دون انقطاع لأي ظرف طارئ. ويشير إلى أنه يتمنى من خلال هذا المشروع أن يخدم أبناء المجتمع حتى لا يواجه بعضهم أية مشكلات في أثناء السفر فضلاً عن أنه يؤكد أن هذا المشروع لا يزال يخضع إلى عملية تطوير وهو ما يسعى إليه فريق العمل في هذه المرحلة حتى تتكامل أوجهه وتعم فائدة جميع أفراد المجتمع في الإمارات. دوائر كهربائية ويقول المهندس أحمد محفوظ بمعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني الذي أشرف على دورة عمل جهاز «نظام الري اللاسلكي» إنه ساعد الطلاب في تنفيذ هذا المشروع من خلال العمل على توصيل الدوائر الكهربائية فضلاً عن تلافي الصعوبات التي واجهتهم في أثناء التنفيذ فضلاً عن تجريب هذه التقنية بشكل عملي وهو ما استغرق بعض الوقت حتى تم التأكد من جدوى ري التربة بشكل آلي ومن الحاجة إلى وجود عنصر بشري وهو ما يسهم بشكل مكثف في الحفاظ على البيئة والمظهر الجمالي الذي يتسع من خلال اللون الأخضر في الكثير من المنازل والفلل والبيوت ذات المساحات الواسعة. طموح المستقبل لفت المهندس أحمد محفوظ إلى أن هذا المشروع يقدم خدمة حقيقية لجميع أفراد المجتمع، والمثير للدهشة أن الطلاب لديهم طموح في تطويره حتى يكون وسيلة عصرية مستقبلية بأفضل تقنية. ويوضح أن تنفيذ المشروع جاء على مراحل عدة، حيث إن عملية التجريب كانت توضح في كل مرحلة بعض السلبيات، وهو ما كان يجعل فريق العمل يعمل على تخطي العقبات، حيث إن الإصرار والعزيمة الجد والاجتهاد كان عنوان فريق العمل، وظلت عملية التجريب تظهر الإيجابيات والسلبيات، إلى أن تم التوصل للنتائج النهائية التي أوضحت صلاحية المشروع وكفاءته على العمل في كل الظروف والحالات.