«آبل» تتطلع إلى المستقبل بدون مؤسسها ورئيسها التنفيذي

فقد سهم شركة آبل الأميركية للإلكترونيات أمس الأول حوالي 2 بالمئة من قيمته في أول يوم تداول بعد إعلان صحيفة وول ستريت جورنال قبل أيام عن إجراء مؤسس ورئيس «آبل» وصاحب رؤيتها الاقتصادية ستيف جوبز عملية زرع كبد منذ حوالي شهرين. وجاء اتجاه المستثمرين لبيع أسهم «آبل» في ظل تراجع أوسع للأسهم الأميركية ورغم إعلان «آبل» أمس عن تحقيق مبيعات قوية للجيل الجديد من جهازها الشهير «آي فون»، والذي يحمل اسم «ثري جي إس». وكان سهم «آبل» في الماضي يرتبط بشدة بما يتردد عن شائعات حول جوبز، (54 عاما)ً، الذي يعده كثيرون واحداً من أعظم الرؤساء التنفيذيين في صناعة تكنولوجيا المعلومات. وتوجه ستيف جوبز أمس الأول إلى الشركة، وشاهد مراسل «رويترز» جوبز، الذي بدأ عطلة مرضية منذ يناير الماضي، لدى خروجه من مقر الشركة في كاليفورنيا وكان يتحدث مع شخص آخر قبل أن يستقل سيارته السوداء مبتعداً عن المقر. وفي حين استوعب المستثمرون تداعيات الأزمة الصحية لجوبز، فإن الصحفيين والمحللين يعكفون حالياً على رصد ما كان يعتبر نوعاً من الخيال وهو أن «آبل» تستطيع المضي قدماً دون جوبز في مقعد القيادة. وهناك ثلاثة أسباب تدعم هذا القول وهي جودة منتجات «آبل» وشهرة علامتها التجارية وقدرات خلفاء جوبز وأخيراً قدرة جوبز نفسه على البقاء في دور الموجه للشركة بعيداً عن أعباء العمل اليومي. وكانت وكالة بلومبيرج الأميركية للأنباء الاقتصادية قد نقلت عن مايكل أوبوكوفسكي مدير إدارة الاستثمار في شركة فرست إمباير أسيت مانجمنت للخدمات الاستثمارية إن جوبز سوف يتخلى نهائياً عن منصب الرئيس التنفيذي عندما يعود من العطلة في وقت لاحق من الشهر الحالي، وأضاف أوبوكوفسكي أنه من الأفضل بالنسبة للمستثمرين ألا يعود جوبز إلى منصب الرئاسة، فالرجل شكل فريق عمل جيداً والمستثمرون سيشعرون بالراحة في التعامل مع هذا الفريق وألا يزيد دور جوبز عن الدور الاستشاري. ويقول كارمي ليفي المحلل الاقتصادي الذي أشاد بعملية انتقال السلطة في «آبل»: «لا شك في أنه يتجه الآن نحو باب الخروج» من إدارة الشركة «ككل شيء يفعله جوبز فهو يدير عملية انتقال سلطة رائعة». ويتردد بقوة اسم تيم كوك مدير تشغيل «آبل» الآن كمرشح محتمل لخلافة جوبز في منصب الرئيس التنفيذي بعد نجاحه في القيام بمهام المنصب على مدى الأشهر الستة الماضية. ومن المنتظر أن يتولى جوبز منصب رئيس مجلس إدارة «آبل» بعد أن يتخلى عن منصب الرئيس التنفيذي الذي يتطلب المشاركة في النشاط اليومي للشركة. وكانت «آبل» قد أعلنت الاثنين الماضي بيع أكثر من مليون وحدة من الجيل الجديد للهاتف المحمول «آي فون» المعروف باسم «ثري جي إس» خلال أسبوع واحد. ويصل رقم المبيعات إلى حوالي ضعف التقديرات التي حددها المحللون للمبيعات وتعادل مبيعات الجيل السابق «آي فون ثري جي» وعلق الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية ستيف جوبز على أداء الجهاز الجديد، في أول ظهور إعلامي له منذ حصوله على عطلة مرضية قبل حوالي ستة أشهر، «العملاء صوتوا وجهاز آي فون فاز». وجاء تصريح جوبز بعد يومين من الإعلان عن إجرائه عملية جراحية، الذي قال «مع وجود أكثر من 50 ألف مادة لتحميلها على (آي فون) عبر موقع (آبل ستور) على الإنترنت، فإن (آي فون) يحصل على قوة دفع غير مسبوقة»