الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضائية تركيا.. وأزمة فيلم «كارين»

13 ابريل 2010 21:07
فضائية «تي آر تي» التركية الجديدة بدأت مهمتها في نقل وتعريف المشاهد العربي بصورة المجتمع التركي من الداخل، وبتعدد ثقافاته، وبمسارحه ونجوم الغناء والطرب الأتراك، لتدخل سوق الفضاء العربي، وتنافس بكل قوة ببرامجها المميزة وبمسلسلاتها الرائعة، «الخالية من النكد»، والتي لاقت إقبالاً غير مسبوق من قبل المشاهد العربي، إضافة إلى نيتها عرض أفلام سينمائية تركية، لتزداد «الطينة بلة»، ويدخل الفيلم التركي هو الآخر في منافسة للسينما العربية، التي تسير بخطى ثابتة إلى «الخلف»، وبذلك ستكون هذه القناة بداية لسحب البساط من تحت أقدام الفضائيات العربية، والتي تجتهد في تكرار برامجها وأعمالها الفنية حتى تشابهت علينا، فليس هناك ابتكار أو إبداع، بقدر ما هناك سطحية وسذاجة.. فأهلاً بالقناة التركية في ملعب الفضاء العربي الخالي من المحترفين.

فجأة.. ومن دون مقدمات تم عرض الفيلم الإسرائيلي «شبه طبيعي» للمخرجة «كارين بن رافائيل، ضمن مهرجان «لقاء الصورة» السادس، الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، مما أثار أزمة حقيقية في الأوساط السينمائية المصرية، حيث انسحب 11 مخرجاً مصرياً بأفلامهم من المهرجان، كما قام عشرات من السينمائيين والنقاد والمثقفين بتنظيم وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم لهذا الفيلم.
والطريف أن مسؤولي المهرجان لم يعلنوا عن عرض هذا الفيلم إلا قبل إطلاق المهرجان بساعات، في محاولة لفرض الأمر الواقع على المشاركين فيه، وكانت النتيجة غضب المخرجين والنقاد المصريين، وانسحابهم من المهرجان. ولم يكتفوا بذلك بل أعلنوا عن إقامة مهرجان مصري جديد باسم «المهرجان الأول للصورة الحرة» والذي يقام حالياً بقصر السينما بالقاهرة، رداً على عدم احترام المركز الثقافي الفرنسي لمشاعر المشاركين، الرافضين بشكل قاطع لأي نوع من أنواع التطبيع مع إسرائيل، وهذا الموقف ليس بجديد على أهل الفن في مصر.
هذه الخطوة تؤكد أن هناك جهات ما تلعب لصالح إسرائيل باسم الفن، ومنها هذا المركز الثقافي الفرنسي الذي حاول أن يخدع الفنانين المصريين، رغم أنه يعلم تماماً الرفض القاطع من جانب هؤلاء لكل ما هو إسرائيلي، فكان ردهم عملياً ليس ضد إسرائيل فحسب، بل ضد المركز نفسه الذي خسر الفنانين المصريين والمهرجان في آن للأبد، بعد أن تم إطلاق مهرجان مصري خالص.. وهذه الخطوة سوف تعطي درساً لكل جهة فنية في مصر تحاول أن «تلعب سياسة» باسم الفن. أو تتجاوز الخطوط الحمراء، لأن أية خطوة في هذا الاتجاه سيكون مصيرها الفشل.


همسة:
الجاهل.. شخص «قصير» العقل.. «طويل» اللسان..!


soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©