السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دع الوظيفة.. وابدأ مشروعك الصحفي بنجاح!

دع الوظيفة.. وابدأ مشروعك الصحفي بنجاح!
19 مايو 2016 01:48
غير الإنترنت كل شيء تقريباً فيما يتعلق بالإعلام.. لكن ربما كان من أهم تلك التغيرات نجاحه في منح الإعلاميين حرية أكبر في أداء عملهم، بحيث لم يعد أرباب العمل لهم تلك السلطة المسيطرة المهيمنة على مرؤوسيهم. فأي صحفي الآن يستطيع بأقل التكاليف أن يبدأ مشروعه الإعلامي الخاص على الإنترنت، مثلما فعل لوك تيمرمان الصحفي الأميركي الذي قرر قبل نحو عام أن يتخلى عن وظيفته التقليدية في أحد المشروعات الصحفية، ليعمل لحساب نفسه، لأول مرة بعد عشر سنوات من العمل لحساب الغير. يقول تيمرمان في مقابلة مع موقع «بوينتر» للصحافة، «أردت في الحقيقة أن أبني شيئاً لنفسي، أجرب فيه عناصر قوتي». وكانت النتيجة هي ما يعرف الآن باسم «تقرير تيمرمان». وهي دورية إخبارية يعدها تيمرمان وحده، وتغطي الأخبار والقصص المتعلقة بقطاع التكنولوجيا الحيوية. أطلق تيمرمان خطته على أساس بيع تقريره الإخباري هذا باشتراك قدره مئة دولار فقط، وكان تقديره أنه لو استطاع أن يجمع ألف اشتراك فقط، فسوف يضمن بذلك عائدات تمنحه حياة مريحة مستقرة. وفي خلال أول شهر حصل تيمرمان على 400 مشترك، لكنه بعد تسعة أشهر من إطلاق المشروع، حقق المستهدف، وصار لديه 1000 مشترك. «أستطيع الآن تقديم مواد صحفية مميزة كنت دوماً أريد الفرصة لإنجازها، وأكون مستقلاً بنفسي. وأضمن لنفسي حياة كريمة»، هكذا قال تيمرمان في معرض التعليق على قصة نجاحه التي صارت تمثل الآن مصدر إلهام لصحفيين كثيرين حول العالم. فتجارب من هذا النوع، قد تغير تماماً شكل صناعة الصحافة والإعلام في العالم التي تسيطر عليها الشركات الكبرى وتعصف بها أزمات اقتصادية تؤدي دوماً للاستغناء عن أعداد متزايدة من الصحفيين. فنحن هنا أمام صحفي، لم يكن معه أي شيء سوى خبرته وحماسه، ثم صار لديه دخل، قدره مئة ألف دولار خلال عام واحد، من خلال العمل لحساب نفسه ضمن ساعات مرنة، من دون رئيس أو مؤسسة تمارس ضغوطها وتفرض عليه خياراتها. وفي الواقع لا يعد تيمرمان هو أول صحفي يبدأ مشروعه الخاص بأقل التكاليف، ولن يكون آخرهم بالتأكيد. فهذا النموذج من المشروعات الذي ينطلق بفرد واحد عبر الإنترنت باشتراكات مالية صار شائعاً الآن، وتبناه صحفيون كثيرون يستهدفون جمهوراً بعينه، مهتم بموضوعات دقيقة للغاية، مثل التكنولوجيا والاستراتيجية والقضايا السياسية. وكلها تقوم على قاعدة ذهبية تعرف باسم نظرية «الألف مشترك». ومضمون هذه النظرية هو أنك تستطيع أن تحقق نجاحاً مادياً كبيراً، لو استطعت أن تجمع ألف اشتراك بقيمة مئة دولار. والميزة الكبيرة في هذا النوع من المشروعات الخاصة، هو أنها لن تكون تحت هيمنة المعلن أو الرعاة، وهي بالتالي محمية من التقلبات التي تعصف دوماً بالعاملين في مجال الإعلام من هذه الزاوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©